أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين العراقيين، الاثنين، رفضها لترحيل للاجئين العراقيين بشكل قسري من بعض الدول الأوربية، مشددة على ضرورة أن تكون عودة اللاجئين العراقيين إلى بلادهم طوعية وليست قسرية.

وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين انطونيو غوتتيريز في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "تحسن الأوضاع الأمنية في غالبية المحافظات العراقية وخاصة التي شهدت عمليات تهجير قسري خلال أحداث العنف خلال السنوات الماضية لاتعتبر مؤشرا على استقرار الأوضاع الأمنية بشكل تام"، بحسب قوله.

وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين كشفت أمس الأحد، أنها سجلت ارتفاعا في أعداد اللاجئين العراقيين المسجلين لدى الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن الارتفاع جاء بعد الأحداث الأخيرة التي طالت الأقليات، فيما أكد وزير الخارجية هوشيار زيباري أن "الحكومة العراقية تسعى إلى إنهاء ملف النازحين واللاجئين العراقيين لاسيما بعد إنهاء أزمة تشكيل الحكومة التي كانت تعد العامل الرئيس للهجرة".

وأضاف غوتتيريز أن "المفوضية السامية ترفض عمليات الترحيل القسري للاجئين العراقيين التي تقوم بها بعض الدول الأوربية"، مؤكدا أن "عودة اللاجئين العراقيين الى بلادهم يجب أن تكون طوعية وليست قسرية".

وكان العراق شهد واحدة من أكبر حركات العودة الطوعية في السنوات الثلاثة الماضية تقدر بنحو 500 ألف من العائدين إلى مناطقهم الأصلية سواء كانوا نازحين من مناطق داخل العراق أو من خارجه، فيما تتعاون مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مع الحكومة العراقية لدعم النازحين داخلياً والعائدين من ذوي الحاجات الماسة.

وبحسب إحصاءات اتحاد اللاجئين العراقيين فأن قرابة خمسة آلاف لاجئ عراقي أجبروا، خلال السنوات الأربع الماضية، على العودة إلى العراق بشكل قسري عبر طائرات مدنية وعسكرية، وتم تسليمهم من قبل المسؤولين في مطارات العراق.

يذكر أن عددا من الدول الأوروبية، بدأت ومنذ أواخر عام 2005 وخاصة السويد وبريطانيا بحملة للإعادة الإجبارية للاجئين العراقيين الذين لم يحصلوا على حق الإقامة فيها، ومن بين هؤلاء مواطنون من إقليم كردستان، فضلا عن لاجئين تمت إعادتهم بناء على رغبتهم.

وأسست مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في 14 كانون الأول 1950 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف التصدي لحالات اللجوء التي نجمت عن الحرب العالمية الثانية في أوروبا، غير أنها سرعان ما وسعت نطاق عملها، حيث واجهت المفوضية بحلول العام 1956 أول حالة طوارئ دولية كبرى لها مع تدفق اللاجئين عقب إقدام القوات السوفياتية على سحق الثورة المجرية.

أما اليوم، فتعمل المفوضية على معالجة حالات نزوح كبرى في كافة أنحاء العالم، ويبلغ مجموع عدد اللاجئين والنازحين داخلياً وملتمسي اللجوء في العالم 43 مليون شخص معظمهم مشمولون برعاية المفوضية.