تربية سمك الكارب

إعداد :
الدكتور عبد الوهاب السعدي

مقدمة:
الكارب Cyprinus Oarpio سريع النمو مرتفع الظهر ذو لون أصفر وسخ أو رمادي خاصة في المنطقة البطنية، تتوزع الحراشف في السلالة المتوفرة في البلاد على الخط المحيطي من كل جانب وتدعى هذه السلالة بالكارب المرآتي (شكل 1).
تفضل سمكة الكارب المياه الدافئة حوالي 25 درجة مئوية والراكدة وتستطيع تحمل درجات حرارة متفاوتة، تنضج جنسياً في فترة الربيع اعتباراً من العام الثاني من عمرها في شروط بلادنا.
تتغذى أسماك الكارب على الحيوانات الصغيرة التي تعيش في كتلة الماء (بلانكتون Plankton) والتي لاترى على الأغلب بالعين المجردة. أو التي تعيش على النباتات المائية أو القاع كيرقات البعوض (بلعط) والقشريات والأصداف الصغيرة.
تدعى سمكة الكارب بالناصري في محافظة حمص والبحري في محافظتي دير الزور والرقة وفي بعض المناطق بالكورب، كما سميت بالمبروك في الجمهورية العربية المتحدة.
تنتشر هذه الأسماك حالياً في أغلب تجمعات المياه السورية بعد أن زرعت فراخها المحسنة من المحطة التجريبية في الغاب.
انتقاء الأرض الصالح لإنشاء الأحواض:
إن أي أرض يمكن أن تصلح لإنشاء أحواض التربية على أن يحقق شرطان أساسيان:
1- وجود المياه الكافية.
2- أن تكون التربة قليلة النفوذية.
وعليه يمكن إنشاء الأحواض في أراضي غير صالحة للزراعة كأن تكون مستنقعية أو مالحة أو صخرية. على أن انتقاء المكان المناسب يساعد على التوفير في كميات المياه اللازمة.
المياه: يجب أن تكون خالية من التلوثات الصناعية وبقدر الإمكان خالية أيضاً من التلوثات البشرية عالية التركيز (مجارير المدن والمناطق الآهلة بالسكان) . أما بالنسبة للشروط الفيزيائية والكميائية فأغلب المياه السورية صالحة لتربية أسماك الكارب عدا الكبريتية منها. ويفضل أخذ المياه من الينابيع بعد جريانها لمسافة ما لتحمل أكسجين الهواء وتدفأ بأشعة الشمس. تقدر كمية المياه اللازمة لتغذية مزرعة بمساحة هكتار واحد 3-4 ليتر / ثانية بشكل دائم في التربية الواسعة و3 ليتر/ثانية لك 20 كغ أسماك/ا م2 من الحوض في التربية المركزة.
التربة : يجب أن تكون غضارية أو لحقية أو رملية لحقية ، أما التربة المخلخلة الحصوية الكلسية فهي على الغالب غير كتيمة. ينصح بالرجوع إلى الدوائر المختصة لفحص التربة قبل البدء بإنشاء الأحواض في المشاريع الكبيرة. التربة ذات التفاعل الحامضي تحتاج إلى كميات كبيرة من التربة الكلسية أو الكلس لكي تصبح ذات تفاعل مائل إلى القلوية.
الموقع: تفضل الأراضي التي يسهل أخذ المياه إليها وتصريفها عنها بالراحة، والوضع المثالي أن تكون الأرض على منحدر بسيط تأتيها المياه من المنطقة المرتفعة، ويمكن صرف الماء إلى مجرى السيل أو النهر في المنطقة المنخفضة، كما تفضل الأراضي البعيدة عن المناطق المأهولة لرخص ثمنها والتخلص من الزوار الفضوليين الذي يعكرون على الأسماك هدوءها ، وهي من الحيوانات غير الأليفة والعصبية المزاج.
إنشاء الأحواض:
الحوض عبارة عن حفرة التحكم بمستوى الماء فيها وصرف الماء عنها كلية. ويتألف من الجدران والقاع ومصرف ومأخذ ماء.
الجدار: لاينصح ببناء جدران اسمنتية بالنظر للتكاليف العالية . الجدار الترابي يأخذ شكل هرم ناقص على المقطع العرضي بحيث يكون ميلان وجهيه كافياً كيلا تنجرف التربة بالمياه (الشكل 2).
تفضل نسبة الميلان 2:1 أو 3:1 حسب نوع التربة وكتومتها عرض ذروة الهرم الناقص يجب ألا تقل عن متر في الممرات الجانبية أما الممرات الأساسية فيجب ألا تقل عن 3.5 م ليسهل سير وسائط النقل عليها.
يفضل إنشاء الجدار بواسطة آلة جارفة بحيث تجرف الأتربة من وسط الحوض وتزيحها لتستعمل في تشكيل الجدار.
القاع: ترابي يسهل بحيث لايترك حفراً تتجمع المياه فيها ويكون مائلاً باتجاه المصرف.
في الأحواض الكبيرة تحفر مجاري في قاع الحوض تصب كلها في حفرة بالقرب من المصرف تدعى بحفرة جمع الأسماك (شكل 3).
وتدعى المجاري بقنوات تجفيف الحوض لأن من شأنها أن تسارع في تجفيف الحوض وتصريف مياهه إلى المصرف.
المصرف: منشأة خشبية أو اسمنتية أو حجرية تكون على شكل أو على المقطع تنفتح على الحوض وتنشأ على قناة صرف الحوض الممتدة ضمن الجدار (شكل 4). يزود كل من جداري المنشأة بمجريين وذلك على الوجهين الداخليين بحيث يمكن انزلاق سكور خشبية أو حديدية عليه. يوضع في أسفل المجرى الأمامي شبك حديدي يسمح بمرور المياه بينما يمنع مرور الأسماك وعليه تختلف سعة عيون الشبك باختلاف حجم الأسماك.
إن الغرض من إنشاء المصرف هو التحكم في مستوى الماء بالحوض بإضافة أو إنقاص عدد السكور فيه. وكذلك لصرف ماء الحوض دون إحداث تيار ماء شديد قد يؤدي إلى انسداد عيون الشبك من النباتات والفضلات الموجودة ضمن الحوض. تصرف الماء من الحوض يعتمد على مبدأ القنوات المستطرقة (شكل رقم 5).
مأخذ الماء: هو عبارة عن قناة أو أنبوبة تنقل الماء من مجرى النهر إلى الحوض ويفضل أن تصب المياه في الحوض من المنطقة المقابلة للمصرف (شكل رقم6).
يوضع على مأخذ الماء شبك معدني ليمنع دخول الأسماك الغريبة من النهر أو الحيوانات المائية الأخرى أو غير ذلك من النباتات المائية والفضلات التي تكون عادة سابحة في مجرى الماء.
أنواع الأحواض:
لابد لمزرعة الأسماك من عدد من أنواع الأحواض كل يؤدي غرض معين:
1- حوض التفريخ: حوض صغير 4×6 م بعمق 50 سم يزرع بالنباتات لكي تتوضع عليها البيوض. لايستعمل حوض التفريخ إلا للتفريخ ويجب أن يبقى طيلة العام جافاً.
2- حوض الحضن: حوض عادي بعمق متر واحد ويستعمل لتربية الفراخ الحديثة الفقس حتى طول حوالي 8 سم ويجب ألا يستعمل لغير هذا الغرض. تختلف مساحته حسب حجم المزرعة ويجب ألايقل عن 15% من كامل مساحة الأحواض على ألايزيد عن نصف دونم.
3- حوض التسمين : حوض بعمق حوالي 2 م ومساحته تختلف حسب سعة المزرعة وحجم المشروع فيمكن أن يتراوح بين الربع دونم وألفي دونم.
4- حوض الخزن: حوض صغير وعميق توضع فيه الأسماك المعدة للتسويق لنقلها تباعاً للأسواق.
5- حوض التشتيه: حوض عميق وصغير توضع فيه الأسماك التي لاتسوق في فصل الشتاء.
6- حوض الأمهات: يفضل أن يكون واسعاً تعتمد فيه الأمهات على التغذية الطبيعية لإنتاج البيوض وبالتالي الفراخ الجيدة.
دورة التربية :
في أغلب المناطق السورية تكون دورة التربية لمدة سبعة أشهر منذ الفقس في أيار وحتى تسويق الأسماك في تشرين ثاني أو كانون وتشمل الأعمال التالية:
عملية التفريخ: تفصل الأمهات في مطلع شهر آذار بحيث توضع الذكور في حوض والإناث في حوض آخر أو في نفس الحوض ولكن مقسم بحاجز إلى قسمين منفصلين. يمكن التعرف على الذكور من السائل الحليبي القوام واللون الذي يخرج من الفتحة التناسلية لدى الضغط برفق على البطن وبحركة متجهة من الرأس إلى الشرج( تمسيد).
في شهر أيار أو نيسان عندما تصل درجة حرارة الماء إلى 20-20 درجة مئوية ولاتنخفض في الليل عن 16 درجة مئوية ، يملأ خوض التفريخ باكراً بالماء وتنقل إليه الأمهات بمعدل سمكتين إناث وأربعة ذكور للحوض الواحد. تجرى عملية وضع البيض خلال 24 ساعة على أكثر تقدير. تخرج بعدها الأمهات وتعاد إلى الحوض الخاص بها. تستمر عملية تكون الجنين 3-4 أيام بعدها يفقس الفرخ الصغير بطول حوالي 8 مم.
عملية الحضن: تنقل الفراخ الصغيرة بواسطة شبكة خاصة تصنع من قماش الغزل الذي يثبت على قضيبين من الخشب توضع الشبكة بواسطة عامل برفق ضمن الماء. توضع الفراخ المجموعة ضمن سطل أو بإناء واسع (بانيو) من التوتياء أو البلاستيك.
تقدر أعداد الأسماك الموجودة في الوعاء وتنقل إلى حوض الحضن الذي ملأ بالماء قبل ذلك ببضع أيام.
عملية التسمين: تنقل الفراخ الناتجة من أحواض الحضن والتي تدعى إصبعيات إلى أحواض التسمين. تجرى عملية النقل عن طريق تفريغ ماء الحوض وجمع الأسماك من حفرة جمع الأسماك بواسطة شبكة جرف صغيرة ذات أبعاد 4×2 م تقريباً ( شكل 7).
تستعمل الشبكة من قبل عاملين أو بواسطة شبكة الملعقة (شكل رقم 8).
يجري عد الأصبعيات بدقة وتوزع بالنسب المحددة في أحواض التسمين وتبقى الأسماك فيها لغاية أخر الموسم حيث تجمع للتسويق أو للخزن في الحوض الخاص بذلك إذا لم تكن قد وصلت للحجم الصالح للاستهلاك.
دورة التربية لمدة سنتين:
تنقل الأسماك الموجودة في المزرعة أثناء الشتاء والتي لم تسوق إلى أحواض التسمين مباشرة وذلك في شهر آذار، لكي تسوق في فصل الشتاء التالي أو قبل ذلك إذا كان هناك طلب ملح من الأسواق.
نسبة توزيع الأسماك في الأحواض:
تختلف باختلاف خصوبة الحوض وجودة المياه وحرارتها ومقدار تعرض المنطقة للتيارات الهوائية واختلاف الحرارة بين الليل والنهار فيها.
لكي نحصل على أسماك بوزن وسطي 1 كغ في نهاية السنة الأولى يجب ألا يتجاوز التوزيع النسب التالية:
في أحواض الحضن 4000 إصبعية للدونم الواحد.
في أحوا ض التسمين 400 إصبعية للدونم الواحد.
أما إذا كان القصد الحصول على أسماك صغيرة للتربية لدورة سنتين أو بقصد بيعها للتربية فيمكن أن تزيد النسب المذكورة أعلاه.
إن الحصول على أسماك صالحة للتسويق بناء على نسب التوزيع السابقة الذكر لايتم إلا إذا قدمت العناية الكافية للأسماك والأحواض وقدمت الأغذية الإضافية وتأمنت جميع عوامل زيادة الإنتاج.
عوامل زيادة الإنتاج:
1- التجفيف: تترك الأحواض جافة لمدة لاتقل عن ثلاثة أشهر سنوياً. إن الجفاف يعيد لتربة الحوض خصوبتها ويقضي على عوامل التعفن في التربة. أما أحواض الحضن فتترك مدة لاتقل عن ستة أشهر جافة.
2- فلاحة قاع الأحواض: من شأنها أن تتعرض التربة لأشعة الشمس والهواء ولها نفس مفهوم فلاحة الأراضي الزراعية.
3- مكافحة النباتات المائية الضارة: تعتبر جميع النباتات فوق المائية أي التي تمتد أوراقها أو سيقانها على سطح أو فوق الماء كنبات القصب والبردة ووردة الماء من النباتات الضارة وكذلك تعتبر النباتات تحت المائية وخيوط الأشنيات ضارة إذا ازدادت كميتها وأصبحت تعيق حركة الأسماك.
تقطع النباتات بواسطة المنجل بعد خفض مستوى الماء في الحوض بحيث يمكن قص النباتات فوق مستوى التربة مباشرة من قبل العامل الواقف في الماء أو المستعين بقارب، أما في الأحواض الكبيرة فلابد من القيام بأعمال القص الآلي بالأجهزة المخصصة لذلك.
4- مكافحة أعداء الأسماك: تعتبر الضفادع التي تفترس صغار الأسماك وأعلاقها وكذلك الحيات والطيور الجارحة من العوامل الخطرة التي تؤدي إلى نقص الإنتاج. تكافح جميعها بأسلحة الضغط أو الأسلحة النارية وخاصة قبل موسم تفريخها.
5- التكليس (إضافة الكلس): من العوامل الهامة لزيادة الإنتاج ، يستعمل الكلس لغرضين أساسيين:
أ‌- التعقيم وخاصة بعد صرف مياه الحوض حيث تعقم التربة بالكلس الحي برشة على شكل طبقة رقيقة بمعدل 50كغ/الدونم.
ب‌-رفع قلوية ماء الحوض PH لتأمين الوسط الملائم للأسماك من ناحية ولزيادة مقدرة الحوض على استيعاب كميات كبيرة من ثاني أكسيد الفحم في الليل حيث تقوم النباتات إلى جانب الحيوانات بطرحه. فربط ثاني أكسيد الفحم بالكلس يمنع تسمم الأسماك به.
أما في النهار حيث تقوم النباتات ضمن ماء الحوض بالتمثيل اليخضوري فيقدم لها مركب الكلس الناتج ( ثاني كربونات الكالسيوم) ثاني أكسيد الفحم اللازم بسبب كون المعادلة السابقة قابلة للانعكاس . يقدم الكلس المطفأ لهذا الغرض بنسبة 50كغ/للدونم أثناء فترة التربية. لقد تبين أن التكليس يرفع الإنتاج حتى غاية مرة ونصف.
6- التسميد : تقدم الأسمدة للأحواض برشها مباشرة على سطح الماء بالمعدلات التالية وعلى دفعات شهرية متساوية:
- 50 كغ سوبر فوسفات للدونم.
- 20 كغ سلفات الأمونياك
- 30 كغ نترات الأمونياك
وفي حال وجود تلوثات بشرية في مياه الحوض أو أن تكون المياه غنية جداً بالمواد العضوية فيجب إنقاص الكمية السابقة الذكر.
إن الغرض من التسميد مساعدة النباتات البدائية وحيدة الخلية أو الأشنيات البدائية للتكاثر السريع. إذ على هذه الكائنات الحية أو على أنقاضها تعيش حيوانات صغيرة تقدم الغذاء الضروري والطبيعي للأسماك.
7- التسميد الأخضر: تقص النباتات الهوائية التي تنمو على أطراف الأحواض أو التي تزرع إلى جانبها لهذا القصد كنبات الفصة وتوضع على أكوام صغيرة في الحوض بمعدل أربعة للدونم الواحد 500 كغ تجدد هذه الأكوام كلما تفسخت. تعيش على أنقاض هذه النباتات أنواع أخرى من الحيوانات أهمها يرقات الحشرات المختلفة والتي تشكل غذاء هاماً للأسماك.
8- التسميد البلدي: يعمد إلى التسميد البلدي (روث المواشي والدواجن) قبل غمر الأحواض بالماء وله فائدة ومفعول التسميد الكيماوي والتسميد الأخضر معاً. توزع الأسمدة بالتساوي على قاع الحوض بمعدل 100 كغ للدونم.
9- التعليف: مفهوم العلف لأسماك الكارب: يستهلك الغذاء لدى الأسماك كما في الحيوانات الأخرى للنمو والتعويض أو الترميم ولتأمين القدرة الحركية والحرارية وللتخزين ولما كانت أسماك الكارب تأخذ الأعلاف النباتية فيمكن استعاضة جزء من الراتب الغذائي اليومي عن طريق الأعلاف الرخيصة. بينما تبقى الحيوانات التي تفترسها الأسماك أي الغذاء الطبيعي للنمو والترميم. يستفاد من الأعلاف النباتية للقدرة الحركية والحرارة وللتخزين.
لابد من الغذاء الطبيعي للنمو الجيد والاقتصادي، إذ تتوفر في هذا الغذاء إلى جانب المادة الآحية الجيدة والسهلة الهضم الفيتامينات والأملاح المعدنية اللازمة للنمو. وبمقدار توفر الأغذية الطبيعية في الأحواض يمكن زيادة التغذية الاصطناعية بالأعلاف ويزداد بذلك النمو وبالتالي الإنتاج.
معامل التغذية:
يلزم 3-4 كغ من الأعلاف لزيادو الوزن بمقدار 1كغ ، فإذا كانت الأعلاف رخيصة تصحب عملية التسمين مريحة، وقد لوحظ أن معامل التغذية يختلف حسب جودة الحوض، فالأحواض الخصبة التي تسمح بنمو وتكاثر سريعين للحيوانات الصغيرة يصبح معامل التغذية فيها أقرب إلى 3 بينما يزداد عن 4 في الأحواض السيئة.
أنواع الأعلاف:
القاعدة الأساسية في انتقاء علف أسماك الكارب هو رخص ثمنها فيمكن تقديم مخلفات المطاحن ومخلفات الحصيدة ومخلفات المطاعم (الخبز اليابس) وكذلك الشعير والذرة بعد جرشهما والكسب المختلفة لكسبة القطن والفول السوداني والكتان وبذر الخروع كما يمكن تقديم مخلفات المسالخ إذا تأمن نقلها بسرعة وأمكن تقديمها قبل أن تتفسخ.
كمية الأعلاف:
تختلف باختلاف حرارة الماء وكمية الأكسجين المحلولة فيه ومقدار توفر الأغذية الطبيعية في الحوض، وكذلك حسب أعداد الأسماك وحجمها. يمكن حساب الكمية اللازمة على أساس أن الزيادة في الإنتاج التي يراد تحقيقها عن طريق التعليف 100 كغ/دونم وعليه يلزم حوالي 400 كغ من الأعلاف لحوض بمساحة دونم واحد.
تقسم هذه الكمية على أيام فترة التسمين 6×30 = 180 يوم وتقدم يومياً في الصباح.كما يمكن تقدير الكمية على أساس وزن الأسماك الموجودة في الحوض، يقدم يومياً 2-3 % من وزنها. يقدر الوزن بأخذ عينة أسماك وحساب الوزن الوسطي للسمكة الواحدة ، ولما كان عدد الأسماك في الحوض معروفاً يمكن والحالة هذه حساب وزن كامل الأسماك.
طريقة تقديم الأعلاف:
في المزارع الصغيرة يمكن نقع الأعلاف في المساء لتقدم في صباح اليوم الثاني. أما في المزارع الكبيرة فيمكن تقديم الأعلاف دون نقعها أو تحضيرها إلا إذا كان حجم حبة الأعلاف كبيراً كالذرة الصفراء وبذور الخروع فيجب بهذه الحالة جرشها. وفي حال كون الأسماك صغيرة يجب جرش الحبوب الأصغر من ذلك كالشعير مثلاً.
تقدم الأعلاف في نفس المكان من الحوض كل يوم تخضع المنطقة للمراقبة الدائمة، فإذا كانت الأعلاف فيها متراكمة ومتعفنة يجب إقلال الكمية المقدمة يومياً.
نفوق الأسماك:
يعود نفوق الأسماك لأسباب عديدة أهمها:
1- الاختناق بسبب نقص الأكسجين: يطرأ نقص الأوكسجين نتيجة زيادة التفسخات العضوية وكثافة الأسماك بالحوض وخصوصاً عندما ترتفع حرارة الماء. لدى نقص الأكسجين تظهر الأسماك على سطح الماء وتتسارع حركاتها التنفسية وتحاول أن تأخذ فقاعات هوائية من سطح الماء، وإذا استمر الوضع لمدة طويلة على هذا الشكل ينتهي بنفوق الأسماك الجماعي أو نفوق أغلب الأسماك.
تظهر حادثة نقص الأوكسجين على الأغلب في الصباح الباكر أو بعد الظهر، تعالج الحالة بتزويد الحوض بكمية كبيرة من المياه النظيفة والغنية بالأوكسجين إلى أن تزول الظاهرة. وعليه فإن وجود مصدر دائم للمياه ضروري لتربية الأسماك.
2- النفوق بسبب التسمم: التسممات الغازية التي تحدث من غاز ثاني أوكسيد الكربون أو غاز النشادر أو الغازات الكبريتية التي تتشكل بالحوض تعالج بتزويد الحوض بمياه نظيفة كحل مؤقت وسريع ثم تنقل الأسماك إلى حوض آخر ويعالج الحوض بالكلس الحي بنسبة 50 كغ/للدونم ويعرض للجفاف وأشعة الشمس.
أما التسممات الناتجة عن تلوث المياه بمخلفات المصانع أو المنازل فيجب العمل على إزالة مصدر التلوث وتقديم شكوى إلى السلطات المختصة لتغريم المسبب.
3- النفوق بسب أعداء السمك: إذا ظهرت بين اليوم والآخر سمكة نافقة على السطح وبدا على ظهرها آثار جرح عميق ، أو إذا كانت غلاصمها أو القسم الأمامي من رأسها متآكلاً فيكون بسبب الطيور الجارحة أو سرطان الماء، تكافح الأعداء المذكورة بقتلها ببندقية صيد.
4- النفوق بسبب الطفيليات: سواء أكانت طفيليات خارجية كقمل الشبوط أو علق الأسماك أو تعفن الغلاصم والتي تظهر على الأغلب واضحة بالعين المجردة أو طفيليات داخلية معوية. تبدو الأسماك المصابة بالطفيليات غير نشيطة ولاتقبل على الأعلاف بنهم وتظهر حوادث النفوق بأعداد قليلة كل يوم. يجب العودة في هذه الحالة إلى الدوائر المختصة لمعالجة كل حالة على حدة، إن مبدأ المعالجة هو الحمامات المطهرة بالنسبة للطفيليات الخارجية وبيع الأسماك في حالة الطفيليات الداخلية إذ كانت حجومها صالحة للتسويق.
5- النفوق بسبب الأمراض الجرثومية الفيروسية: أسبابها عديدة جداً ، وقد تظهر الأسماك قبل النفوق نحيلة جداً ويتأخر نموها، وأحياناً يبدو على جلدها بثور ودمامل قد تظهر حوادث النفوق مباشرة دون سابق إنذار، وقد تصل نسبة النفوق إلى 60% خلال يوم واحد، وقد تظهر الأسماك النافقة يومياً وبأعداد قليلة نسبياً في جميع الأحوال يجب العودة مباشرة ودون تأخير إلى الدوائر المختصة.
اتجاهات جديدة في تربية أسماك الكارب:
ظهرت في الخمس سنوات الأخيرة طرقاً حديثة في تربية الكارب وأمثاله من الأسماك، تعتمد على مبدأ الاقتصاد في كميات المياه اللازمة والتوفير في مساحة الأرض المستخدمة. وأصبحت تربية الأسماك في هذه الحالة صناعة أكثر منها زراعة. .
تربى الأسماك في أحواض صغيرة خارجية ، أو في أحواض زجاجية أو بلاستيكية ضمن أبنية مغلقة تؤمن لها الشروط الملائمة من حرارة وإنارة. وفي جميع هذه الأحوال تكون المياه جارية بشكل مستمر، تصفى المياه المجموعة بعد استعمالها ويعاد استعمالها بعد تهويتها. كما يقدم للأسماك أعلاف جاهزة متكاملة كتلك التي تؤمن لأسماك الترويت أو الدواجن. إن هذه الطريقة مكلفة وبصورة خاصة في بلادنا بسبب تكاليف الإنشاء الباهظة، أو الأعلاف المستوردة ومازالت بحاجة إلى المزيد من الخبرة.