في الغالب يعيش ابناء شيوخ القبائل معيشة مترفة ويحقق لهم ما يتمنون. وكان بن هذال شيخ قبيلة عنزه يوما من الأيام مع والده وعرض عليه ان يزوجه عدة فتيات من فتيات القبيلة لكن الولد كلما عرض عليه واحدة رفضها دون معرفة السبب. فقال له والده ذات يوم ((ليتك ما تبي بنت الدويش )) وذلك امعانا في اهتزائه بابنه الذي رفض بنات القبيلة دون ان يوضح السبب، واستبعاد لتحقيق طلب الولد وشدة الأعجاب بالدويش شيخ قبيلة مطير .مع العلم انهم كانو في حرب دائمه فكان ابن هذال يغزي ابن دويش ويغنم منه دائما، فكانوا اشبه بالاعداء.

فما كان من الولد الا ان اصر ان يبحث عن بنت الدويش التي يضرب بها المثل في الحسب والنسب ويصر على الا يتزوج بغيرها. وانتهج نهجا غريبا في البحث عنها، اذ ذهب الى والدها وجلس عنده ((فداوي )) وبعد ان اكرم الدويش ضيفه وبقي في ضيافته عدة ايام سأل الدويش ضيفه عن حاجته. فقال ولد ابن هذال اريد ان اعمل مع العمال قال الدويش وما الصنعة التي تحسنها قال ((حشاش )) اي يحش للخيل فقال له الدويش اذا اذهب مع الحشاشين .

وكان يذهب صباحا ولا يعود الا في المساء وحين عودته يجد الدلال على النار وبها القهوة فيتقهوى. الا ان ابنت الدويش رأت ان الحشاش حينما يرجع يديه تصب دما وهذا دليل على ان الولد ليس عاملا وانما ابن عائلة كرام انزل نفسه منزلة ليس له لحاجة ما. فعمدت ذات يوم الى ان تسكب القهوة من الدلال لترى ما يصنع الحشاش حينما يعود من عمله. وحينما وصل ذهب الى حيث القهوة ووجدها فارغة واباريق الماء مفرغة ولم يستطع ان يذهب الى خلف الرواق حيث احترام العائلة . فجلس ينشد هذه الابيات فسمعته بنت الدويش

المسعد اللي ما سرى الليـل حشـاش ... عقبا الحيـا يمشي علـى كـل منقـود
قم سـو فنجال تـرى الـراس مـنـداش ... ياشوق من من قرنه على المتن مرجود
الله عـلى مـن قـدم قـطــاع الأنفــاش ... ذود مـغـاتـيـر ويبـرى لـهــن ســود
مرباعهـا الصمان تبعد عـن الطــاش ... ومقطانها دخـنـه الـيـا صـرم الـعــود
ومع لــذة الـدنيـا معـامـيـل وفـراش ... وصـينـة يـركـظ بـهــا مـثـل مسعـود

وفي اليوم التالي بنت الدويش تسأل ابوها عن ذود معاتير يبرلهن سود فقال ابوها ماهذا السؤال يابنت فقالت انها حلمت حلم با ذود مغاتير يبرلهن سود فقال هذا ذود ابن هذال الله يكفينا شر احلامك. فما ان سمعت به صاحبة المنزل حتى قالت للشيخ ((الدويش )) العبد مسعود من هو عبده قال عبد ابن هذال شيخ عنزه قالت فعرفت ان الحشاش هو ابن الشيخ ابن هذال.

وفي يوم من الايام ذهب ابن دويش للغزو واتاهم القوم واخذوا حلالهم كله فصاحت ابنت الشيخ فذهب جديع ورد الحلال وجندل الفرسان ووضع القلايع في مكان ووضع كفه وهي ملطخه بالدم على مكان القلايع كالبصمه وعاد الى العرب. فعندما عاد الشيخ اخبرته بنته بالامر وقال من الذي رد الحلال فاخذ يتباهى بعض القوم الذين كانوا موجودين والكل يقول انا وكان الشيخ يسألهم عن الدليل فلم يجيبوا. فقال ان الذي رد الحلال له بنتي و لو كان الحشاش هذا، يقولها مستهزء. فقال الحشاش صحيح ماتقول، قال نعم، قال انا رديت الحلال فاخذ يضحك الجميع ويسخرون منه فقال انت قلت يا شيخ له بنتي لو كان هذا الحشاش والشيخ لايرجع في كلامه. فقال بن دويش وما هو الدليل فاخذهم جديع الي مكان القلايع ولكن الشيخ قال كيف تكون، فلما ثبت صحة ماقال رجع الشيخ في كلامه. قال كيف اعطي بنتي لحشاش ولكن البنت اقنعت ابيها فقالت انا اخذه حتى لا يقال ابن دويش رجع في كلامة وهي تعرف انه ابن هذال..فتزوجا.

وفي يوم من الايام ذهب ابن دويش في غزو ابن هذال وكان الحشاش نائم فاوقضته زوجته بنت الدويش فقالت انهض يا ابن هذال ابي وقومه ذهبو لغزوكم فقال ماهذا الكلام قالت انا عرفت من القصيده وانا تزوجتك وانا اعرف انك ابن هذال والان اذا لم تذهب لنجدت اهلك فلا اتشرف بان اكون زوجتك فذهب واانتصر ابن هذال على ابن دويش وعند العوده اخذ السيف ابن دويش ووضعه عند عنق جديع وهو في مجلسه وقال اذا لم تخبرني من انت يا حشاش سوف اقتلك. فقال انا جديع ابن هذال فقال اذا خذ زوجتك واذهب الي اهلك قبل ان اقتلك وعاد جديع ابن هذال الي والده مشعان هو وزوجته بنت الدويش .

منقول شبكة بني وائل