تعتبر اللهجة واللغات بشكل عام من أهم عوامل التعارف، بين الأفراد والمجتمعات، ولا تقل أهمية عن النسب في هذا المجال، والتعارف بمفهومه العام يصل إلى درجة الأساس من أهداف النسب، حيث قال تعالى "وجعلناك شعوباً وقبائل لتعارفوا".

ولذلك فأن اللغة قد تعلوا على النسب في الانتماء، فنجد أن تعريف العرب كأمة، ينحصر في اللغة، ولذلك قيل العربي هو من يتكلم لغة العرب، وسميت الأمة العربية كذلك بأمة الضاد، والعربية ليست محصورة بالنسب فقط.

ولذلك آثرت أن أستدل بلهجات العرب القديمة "الفصيحة" التي اختصت بها قبائل دون أخرى، ومازالت إلى يومنا هذا محافظة على لهجاتها، وتحديداً ما يخص لهجة قبيلة عنزة.

ولعل من أشهر تلك اللهجات الدالة على نسب قبيلة عنزة إلى ربيعة، وهو نسب يرقى إلى درجة اليقين حيث لأنه لا يجادل أحد في أن عنزة هي القبيلة الحيدة التي تنسب إلى ربيعة دون قبائل العرب الحالية الأخرى، "الكسكسه"، وهي زيادة السين على حرف الكاف، ولا نجد اليوم أحداً بين القبائل العربية لديها هذه اللهجة في يومنا هذا غير عنزة، وهو ما يؤكد نسبها بربيعة، وينفيه عن غيرها، ولا يماثل فيها أحد من حيث النطق من القبائل أحداً، غير أن أهل القصيم لديهم نفس النطق مع زيادة في "تاء التأنيث إلى هاء وهي لهجة طي"، وقد يعود ذلك إلى استيطان جزء كبير من قبيلة عنزة للقصيم، حيث يذكر المؤرخون أن عاصمة القصيم "بريدة" كانت في السابق موقع ماء لأبل ابن هذال شيخ مشايخ عنزة، وأما زيادة الهاء في لهجة أهل القصيم فقد تعود لتأثرهم في الوقت نفسه بلهجة طي التي تجاور مواطنها منطقة القصيم.

وهنا قد يقول قائل أن اللهجة ليست قطعية الدلالة بسبب تقادمها وتغير مواطن القبائل، لذلك أقول أن قبيلة عنزة ليست الوحيدة التي حافظت على لهجتها الأصلية، فنجد قبيلة شمر لا زالت محافظة على قلب تاء التأنيث إلى هاء وهي لهجة طي، وكذلك قبيلة جهينة وبلي حافظت على تفخيم الياء وقلبه جمياً وهي لهجة قبيلة قضاعة، وكذلك قلب أل التعريف إلى ميم هي لهجة حمير، ولا زالت هذه اللهجة دارجة في مواطن قبيلة حمير الأصلية، وقد روي عن الرسول "ص" أنه قال لوفد حمير " ليس من أمبر أم صيا في أم سفر".

وقد ذكر الباحثين في فقه اللغة أن لهجات الكلام في البلاد العربية لا تزال تحتفظ بعناصر قديمة كانت شائعة في لهجات العرب قبل الإسلام، وإن كانت قد تطورت في البيئات العربية المختلفة تطوراً مستقلاً باعد بينها، وصبغها بصبغة محلية في بعض ظواهرها، فأنها قد استمسكت بكثير من السمات التي عرفت عن القبائل القديمة " كتاب في اللهجات العربية، الدكتور إبراهيم أنيس".

وقال آخرون إن ما ينسب إلى ربيعة هو الكسكسة، فيقفون على الكاف مطلقاً بزيادة السين، ونقل الحريري أن الكسكسة لبكر لا لربيعة وقصرها على زيادة السين في حال المؤنث فقط ، وكذلك في حديث معاوية تياسروا عن كسكسة بكر يعني إبدالهم السين من كاف الخطاب، وقيل هو خاص بمخاطبة المؤنث " المصدر نفسه".

ونحن نجد اليوم أن عموم قبيلة عنزة تزيد السين على كاف التأنيث، في حالت المخاطبة.

كما ذكر أن الخليل أن ذكر أن أناساً من بكر بنو وائل يقولون ردت وردّت، وكذلك مع جماعت المؤنث يقولون ردن، يريدون، وعنزة إلى يومنا هذا تقول في لهجتها يريدون ويردن وأريد أي بمعنى أبتغي.

فهل عنزة جميعها تعود لبكر بن وائل، وهنا نعود إلى ما ذكره النسابة في فروع وبطون قبيلة ربيعة، فقد ذكر العلامة حمد الجاسر في كتابه أنساب الأسر المتحضرة في نجد، أن ربيعة تفرقت بعد الحروب التي وقت فيما بينها فلحقت بعض فروعها في بني وائل، وبقيت فروع حول المدينة وفي منطقة خيبر وفي اليمامة بجوار بني حنيفة وبكر بن وائل، ويضيف أن جل الأسر التي تنتمي إلى ربيعة تنضوي إلى قبيلة عنزة، وكذلك ينسب وائل إلى عنزة، وتنسب عنزة إلى وائل"

كما ذكر الجاسر أن في مجلة العرب في عددها الأول الصادر من عام 1995م، أن عنزة وضبيعة لحقت ببكر بن وائل في حرب البسوس، وأن عنزة عند ظهور الإسلام كانت تشارك أخوتها من بكر بن وائل من ربيعها في حروبها.

كما ذكر محمد سليمان الطيب في موسوعة القبائل العربية، المجلد الأول أن عنزة وضبيعة لحقت ببكر بن وائل في حرب البسوس، وأنها انتشرت فيما بعد في اليمامة وبلاد البحرين والأحساء وحتى أطراف سواد العراق، وأن بعض تغلب انضم إلى تلك القبائل وأقاموا معها.

وهو ما يمكن أن تكون لهجة قبائل بني وائل أندمجت في لهجة موحدة كما هو الحال في أندماجها من حيث النسب في قبيلة واحدة ، بعد أن أصبح وائل ينسب إلى عنزة وعنزة تنسب إلى وائل، وقد لا ينفي تأثرها بلهجة فرع واحد من فروعها " بكر بن وائل" بعدم وجود مصطلحات أو لهجات دخلت في لهجتها من قبائل أخرى أو من الفروع الأخرى لبني وائل، فعلى سبيل المثال نجد أن كلمة "أصلج"، تختص ببني قيس وتعني الأصلع، غير أن قبيلة عنزة بجميع فروعها لا زالت محتفظة بهذا المصطلح.

وهنا أود الإشارة إلى أن اتفاق قبائل عنزة على عزوتها الأصلية "بني وائل" وهي عزوة عنزة خاصة دون قبائل العرب في الوقت الحاضر وهم يسمون في المصطلح العامي "عيال وايل" والويلان، وعدم اعتزائهم بعنزة، ولم أجد في شعر المتقدمين والمتأخرين من شعراء وفرسان عنزة من لا يعتزي بوائل، وبالعزوة الوايلية، منذ القدم لم يأتي من فراغ، بل هو ناتج لانصهار فروع بني وائل بن ربيعة في فرع من فروعها وهي قبيلة عنزة الحالية…منقول



تِقَهْـــو : وهذه اللفظة تقال عند مدك للضيف فنجال القهوة ، يقال: تقهوينا عند فلان:شربنا القهوة عند فلان ، وقهوتكم عندنا: انتم مدعوين عندنا على القهوة.

تِقُوْبَـــعْ : بكسر التاء وضم القاف وفتح الباء : لبس عبائته ،والعابئة التي يلبسها الرجل معروفة. وهي من الزي الرسمي للرجل العربي الأصيل.

تلا يس : قعل امر – اسكت، اخرس.

تَنَـــا: بفتح التاء والنون : انتـــظر، يِِِتْـــنَى : بكسر الياء وفتح النون: يَنْتَظِر، يقال : إتناني في البيت ، وأنا اتناهم: انتظــ رهم. وهي اشتقاق من التأني .
تَوَانَا: تأخر0 يقول: لاَتِوَانَا علينا: لا تتأخر علينا0

تَهَايَقْ: يتهايق : ينظر خلسه

منقول من مكتبة عثمان بن عباس ال فدا