تعهد الرئيس المصري حسني مبارك في كلمة له منتصف الليلة الماضية بـ (خطوات جديدة) على طريق الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، واعلن اقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة اليوم وذلك بعد تظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الألوف من الناس وهي الأكبر والأكثر دموية خلال اربعة أيام متوالية من احتجاجات الناس (الذين ضاقوا بالبطالة والفقر والفساد ونقص الحرية).

وقال مبارك في كلمته التي اوردها ان " طريق الاصلاح الذي اخترناه لا رجوع عنه أو ارتداد، سنمضي عليه بخطوات جديدة تؤكد احترامنا لاستقلال القضاء واحكامه ومزيدا من الحرية للمواطنين". مضيفا انه سيتم اتخاذ خطوات جديدة "لمحاصرة البطالة ورفع مستوى المعيشة وتطوير الخدمات والوقوف الى جوار الفقراء ومحدودي الدخل".

واكد انه طلب من الحكومة ان تقدم استقالتها موضحا انه سيشكل حكومة جديدة اعتبارا من اليوم وسيصدر اليها تكليفات لتحقيق ذلك. وتابع مبارك انه كان دائما يؤمن بأن السيادة للشعب وسوف أتمسك دائما بحقه في ممارسة حرية الرأي والتعبير طالما تمت في اطار الشرعية والقانون .

وشدد بقوله انه تابع التظاهرات "وتابعت محاولات البعض لاعتلاء موجة هذه التظاهرات والمتاجرة بشعاراتها وأسفت كل الأسف لما اسفرت عنه من ضحايا أبرياء من المتظاهرين وقوات الشرطة وان هناك خطا رفيعا يفصل بين الحرية والفوضى واننى انحاز الى حرية المواطنين" ولكنه اعلن تمسكه في الوقت نفسه بـ "الحفاظ على استقرار مصر وعدم الانزلاق بها الى منزلقات خطيرة تهدد النظام العام ولا يعلم أحد تداعياتها على حاضر المنطقة ومستقبلها".

وكان مبارك أمر مساء أمس بنشر قوات الجيش مدعومة بالعربات المدرعة في القاهرة ومدن رئيسية أخرى لمساعدة الشرطة للتعامل مع الاحتجاجات الشعبية الهائلة والتي أسفرت عن سقوط 20 قتيلا في القاهرة وعدة مدن مصرية اضافة الى اصابة المئات بجروح. كما أعلن مبارك حظرا ليليا للتجول في القاهرة والاسكندرية والسويس التي تركزت بها الاحتجاجات. وسمع دوي إطلاق نار قرب البرلمان ومقر الحزب الحاكم في العاصمة. والتفت حشود مبتهجة على جانبي طابور طويل من عربات الجيش المدرعة وهي تتحرك في القاهرة. وشوهدت أيضا مركبات للجيش في الاسكندرية والسويس.

وبدأت التظاهرات التي دعت اليها حركة شباب 6 ابريل الاحتجاجية وانضمت اليها قوى المعارضة الأخرى سلمية فور انتهاء صلاة الجمعة في معظم محافظات مصر ورفعت شعارا مستوحى من الثورة التونسية هو "الشعب يريد اسقاط النظام".

واتخذت الاشتباكات قبيل مساء أمس منحى عنيفا وفشلت قوات الأمن في السيطرة على الموقف خصوصا في القاهرة والاسكندرية والسويس حيث جرى احراق مراكز للشرطة ومبان حكومية بينها خصوصا مبنى محافظة الاسكندرية والمقر المركزي للحزب الوطني الحاكم المطل على النيل وسط القاهرة.

وقال شاهد عيان ان قوات الجيش فرقت المحتجين الذين حاولوا اقتحام مبنى التلفزيون الحكومي.

كما نشر الجيش المصري وحدات في منطقة تضم عدة سفارات بينها السفارتان الأميركية والبريطانية. وشوهد ضابط في الجيش يتحدث بشكل ودي مع أحد المواطنين الذين تحدوا حظر التجول. وقال الضابط وهو برتبة نقيب للمواطن «الأحسن إنك تروح بيتك».

وفي العديد من أحياء القاهرة تكررت أعمال السلب والنهب تحت بصر رجال الشرطة أو الجنود. وأخذ بعض المتظاهرين يعرضون بفخر الهراوات والخوذات التي استولوا عليها من قوات الأمن. وقال احدهم «دخلت في عراك مع شرطي وسلبته خوذته لأنني اقوى منه».

وتم تعطيل خدمة الانترنت عند منتصف ليل الجمعة- السبت بينما تم صباح أمس قطع خدمة الهاتف المحمول التي تقدمها الشركات الثلاث العاملة في مصر.

الموضوع من ( وكالة إنباء الإعلام العراقي / واع )