اعتدنا أن نجد أحد المحلات أو المطاعم تقدم خدمة "الديلفيرى" لتوصيل الطلبات للمنازل، وتسهيل الأمر على الزبائن، وكان الأمر مقتصرًا على الأكل فقط، قبل أن ينشئ المعلم عبد الله أول قسم للدليفرى فى قهوته المتواضعة التى رفع فيها شعار "توصيل الطلبات للمنازل" أو "نصلك بالمشاريب أينما كنت".

داخل المقهى الصغير بمنطقة منشأة جمال عبد الناصر، يقف "عم على عبد الله " صاحب الـ 50 عامًا ممسكاً بالشيشة، وبيده الأخرى يستقبل طلبية "أوردر" خارجى، ما يلبث أن يبلغ به "سعيد" الصبى الذى يعمل معه داخل المقهى، ليستعد فى تجهيز الشيشة لتوصيلها "لحد باب البيت".

"أنا شغال فى القهوة من أكتر من 20 سنة، بتعدى علينا ناس كتيرة وأشكال أكتر، لكن فكرة الديلفرى دى جاتلى لما فى زباين بقيت تكسل تنزل تقعد على القهوة، بس نفسها تشيش، أو عندها ضيوف ومكسلة تعملها مشروب أو تجيبها على القهوة، فيتصلوا بيا ويطلبوا اللى عاوزينوا وأنا ببعته ليهم مع أى حد من الصبيان أو بوديه أنا"، بهذه الكلمات البسيطة يوضح "عم على" فكرة دليفرى القهوة.
على جانب آخر داخل المقهى، أخذ "سعيد سعد" الطفل الذى لم يتجاوز عمره الـ15 عاما، ويعمل صبى بالمقهى منذ عام تقريبا يرص فى أحجار المعسل، ويجهز الشيش، يتحدث سعيد عن خدمة الديلفرى الموجودة لديهم داخل المقهى، "بروح أودى الطلبات لحد البيت، فى ناس بتطلب مشاريب سخنة وفى ناس بتطلب شيشة، بس الأكثر هى الشيشة علشان فى ناس بتكسل تنزل تشرب فى القهوة، فهما يكلموا عم على وأنا بروح أودى الطلبات على طول".

لكن الأمر الغريب كما يقول "عم على" أن هذه العملية أثرت على زبائن المقهى الذين بدأ عددهم فى التناقص، وخاصة من الكبار فى السن الذين لا يفضلون الجلوس وسط الشباب و"دوشتهم"، أما بالنسبة للشباب فلا أحد منهم يطلب الديلفرى، لأنهم فاضيين ولا شغلة ولا مشغلة".
أما عن أسعار المشروبات الديلفرى يقول عم على" الشاى فى القهوة بجنيه واحد، لكن لو بطلعوا بره القهوة بيزيد نص جنيه، وحجر الشيشة العادى بجنيه، لكن لما بنطلعه بره بيبقى بـ2 جنيه.






أكثر...