بعد خمس سنوات من إرسال الهند لأرخص مهمة إلى القمر، تعتزم نيودلهى إطلاق مهمة إلى المريخ بتكلفة 80 مليون دولار، أى أقل من نصف سعر طائرة من طراز "بوينج دريملاينر".

مانجاليان، المهمة المدارية للمريخ الخاصة بالبرنامج الفضائى الهندى، من المقرر أن تنطلق الثلاثاء وعبر رحلة وإدخال مدارى ناجحين- تستغرق نحو 300 يوم- ستجعل من الهند أول دولة أسيوية تصل إلى الكوكب الأحمر.

وقال دى بى كارنيك، المتحدث باسم وكالة الفضاء الوطنية، إن " كل الأجهزة مستعدة للانطلاق... نتوقع أنه فى غضون 280 يوما بما فى ذلك عمليات تصحيح المسار، سنحقق إدخالا فى مدار المريخ".

ونجحت وكالة الفضاء الأمريكية(ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية فقط حتى الآن فى إطلاق رحلات ناجحة إلى المريخ. وانتهى نحو 50% من كل المهمات بالفشل.

وقالت إيملى لاكداوالا، من منظمة "ذى بلانترى سوسيتى"، وهى منظمة أمريكية تدافع عن أبحاث واستكشاف الفضاء، إنه "فى حال نجاح الهند فى عملية إدخال مركبة فضاء تعمل بشكل كامل إلى مدار المريخ، فإن هذا بحد ذاته سيكون إنجازا مزهلا".

وسوف تحمل المركبة حمولة معدات وأدوات تصوير تزن 25 كيلوجراما لدراسة مناخ وسطح المريخ.

ولا يتوقع أن تضيف الهند بصورة كبيرة فى المعرفة بالمريخ، نظرا لأن المهمات الأكثر تطورا التى أطلقتها ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية لا تزال ترسل معلوماتها. ومع هذا، قال كارنيك " من يدرى؟ المهمة تشاندرايان إلى القمر وجدت الماء على سطحه".

وقال إن " نحو 85% من الهدف هو إظهار القدرات التقنية وجمع بيانات من أجل مهمات مستقبلية، و15% هو تحقيق أهداف علمية".

وتابع " نحن مصرون حاليا على محاولة التعلم بطريقة متواضعة بأسلوب محدود فى إطار ميزانيتنا وقدراتنا".

وينطلق مسبار الفضاء "مافن" الخاص بوكالة "ناسا" فى نوفمبر المقبل بتكلفة تقدر بنصف مليار دولار.

وقالت لاكداوالا، إن "مافن أكبر حجما، وأكثر قدرة، لكن القدرة على تنفيذ مهمة بين الكواكب بمبلغ 80 مليون دولار هو أمر زهيد للغاية".

وأضافت أنه "ببساطة إظهار أن الهند طورت بنفسها تقنيات للوصول إلى المريخ ودخول مداره سيكون دفعة قوية".

وقال أجاى ليلى من معهد دراسات وتحاليل الدفاع ومقره نيودلهى، إن الفترة الزمنية القصيرة بين الموافقة الحكومية ونافذة الإطلاق إلى المريخ، التى تفتح مرة كل 26 شهرا، إلى جانب اختبارين فاشلين من أجل إطلاق أكثر قوة، ربما يكون قد فرض قيودا على المهمة.

وسيكون التحدى الرئيسى هو رؤية كيفية عمل المحركات التى ستقذف المركبة إلى الغلاف الجوى للمريخ بعد توقفها لمدة 300 يوم، وكيفية صمود المادة العازلة للمركبة خلال الرحلة.

وتتمتع الهند بميزة دخولها متأخرا إلى اللعبة. حيث إنها يمكنها البناء على التجارب السابقة والعمليات الفاشلة الموثقة.

وقالت لاكداوالا، إن "مهمة ناجحة للمريخ ستعطى للهند دعما فى مكانتها فى مواجهة الصين... كما أنها تعطيها حقوق مساومة فى منافسة دولية".

وقال ليلى إنه نظرا لأن المهمة جزء من سباق فضاء أسيوى، فإنه "سباق بين متكافئين، والصين متقدمة بفارق كبير"، مشيرا إلى أن الصين تعتبر الولايات المتحدة منافسة لها.

وقلل المحللون من الانتقادات بأن بلدا يعيش به ثلث فقراء العالم لا يمكنه تحمل الدخول فى استكشاف للفضاء.

وأوضحت لاكداوالا، أن "الدراسات لمهمات ناسا المبكرة تشير إلى أن مهمات أبولو أحدثت قيمة بعشرة دولارات للتكنولوجيات الجديدة مقابل كل دولار تم إنفاقه".

وأضافت "لا يمكن النظر إلى هذا بأنه لعبة صفرية، حيث ينتزع كل دولار من فم الفقراء".

وقال ليلى إن التوقعات الدقيقة لإعصار فايلين وإنقاذ أرواح الآلاف الشهر الماضى هو دليل على ثمار تكنولوجيا الفضاء، وأضاف "لا يمكن النظر إلى المهمة بمعزل عن الأشياء الأخرى، إنها مرتبطة بالتقدم".

ويعتزم البرنامج الفضائى الهندى إطلاق مهمة ثانية إلى القمر عامى 2016 و2017، ورحلة تحمل على متنها رواد فضاء ولكن لم توافق الحكومة عليها حتى الآن.



أكثر...