"التعصب للرأى".. صفة انتشرت لدى الكثير من الناس فى الفترة الأخيرة، حتى أن الأمر قد يتحول إلى الانفعال الذى يصل للهجوم الحاد على الطرف الآخر، برغم أنه قد يكون مجرد اختلاف فى وجهات النظر.

خبير تطوير الذات صهيب أحمد نبيل، يؤكد أن "غسيل المخ " هو السبب الرئيسى وراء التعصب للرأى.

ويوضح صهيب أن مصطلح غسيل المخ يشير إلى كل وسيلة مخططة تهدف إلى تحويل الفكر ضد إرادته وسابق تفكيره ومعلوماته، وأصبح فى يومنا هذا يحمل معانى أعم وأشمل وأكثر وضوحاً مثل التحوير الفكرى أو الإقناع الخفى.

ويشير إلى أنه عند تعرض الفرد لمشاعر قوية ومؤثرة يُشتت عقل الإنسان ويكون غير قادر على التفكير بشكل سليم، نتيجة تعطيل مؤقت لمنطقة "المنطق" فى المخ والمسئولة عن مقاومة الأفكار الجديدة والغريبة.

ويضيف أنه يمكن زرع فكرة فى عقلك بدون الحاجة إلى إقناعك بشكل منطقى، فيكفى أن اربط تلك الفكرة بأحاسيس قوية جداً، فيتم زرع الفكرة فى عقلك ومن ثم تدافع عنها وكأنها جزء من شخصيتك وكيانك ومبادئك الأساسية.

ويتابع أن اعتقاد الشخص أن رأيه هو جزء من كيانه كافى لمهاجمة أى فكرة جديدة غير مصطحبة بمشاعر قوية ونفس الأسلوب حتى ولو كانت الفكرة الجديدة منطقية.

ويشير إلى مجموعة من الأسئلة يجب أن تسألها لنفسك قبل تعصبك لرأى معين، وهى هل سألت نفسك يوما لماذا تتعصب مدافعاً عن رأيك كأنك تدافع عن نفسك؟، هل جمعت المعلومات الكافية عن الفكرة التى تدافع عنها قبل اقتناعك بها؟، لماذا يمكن أن تفقد شخصاً عزيزاً لمجرد اختلاف رأيكما؟، هل لاحظت أن مشاعرك تكون أكبر من تفكيرك فى تلك اللحظة؟.

ويؤكد قائلاً: "لاحظ تلك الخطوات وفكر فى تلك الأسئلة قبل حكمك على شخص أو رأى أو تبنيك لرأى معين بدون معلومات كافية.. لا يمكن أن تتحول حياتنا كلها لـ"أهلى ولا زمالك".

ويضيف أنه فى السياسة والرياضة والأمور اليومية يجب أن نحكم العقل والمنطق، وعند تبنى رأى أو فكرة أن نحترم الآراء الأخرى والمخالفة لرأينا، فالإنسان ليس رأيا ولكنه كيان متكامل تظهر شخصيته فى جميع جوانب الحياة وليس واحدا منها فقط.



أكثر...