من معرض دائم للكتب يتوافد إليه القراء من مختلف بلدان العالم، إلى مكتبات محشورة وسط زحمة باعة سوق العتبة، الذى اقترب بضوضائه المزعجة حتى وصل إلى جوار مكتبات سور الأزبكية، وهو الأمر الذى أفقد السور الكثير من قرائه هربا من مضايقات وإزعاج باعة الملابس والأحذية والعطور والحقائب وسماعاتهم التى لا تتوقف لحظة عن الضجيج.

محطات عديدة مرت بها كتب سور الأزبكية قبل أن تحط مع أصحابها فى مكانهم الحالى أمام مسرح العرائس فى العتبة، يأخذنا عم "محمود الصعيدى"، أقدم باعة الكتب فى السور، فى جولة لتلك المحطات منذ أن كانوا يعلقوا الكتب على السور الحديد لحديقة الأزبكية " من 50 سنة وأنا بتنقل أنا والكتب من مكان لمكان، فى البداية كنا بنعلق الكتب على سور جنينة الأزبكية لحد ما طلع قرار من "عبدالناصر" وعملنا تراخيص إشغال طريق واتعملنا مكتبات خشب 60 سم فى 3 متر، لكن انتقلنا للدراسة لما كانوا بيعملوا خط "شبرا- الجيزة" فى أوائل التسعينات وبعد ما المترو اتعمل رجعونا تانى فى شارع حمدى سيف النصر والمكتبات كانت من امتداد شارع المسرح لحد ميدان الأوبرا على الشارع والعربيات كانت تقف تشترى مننا والحالة كانت كويسة".

إلا أنهم لم يستقروا طويلا فى مكانهم، فبحسرة يتابع صاحب الـ 75 عاماً: "ملحقناش نستقر فى المكان الجديد قالوا هيعملوا نفق الأزهر واتنقلنا من تانى فى المكان اللى إحنا فيه دلوقتى مقفول علينا سور وفى وسط خوتة البياعين اللى طفشت الزبائن".

عم "محمود" صاحب مكتبة سور الأزبكية تحول إلى بيع كتب المدارس والكتب الخارجية بعد أن غاب الزبائن العرب والأجانب الذين كانوا يتوافدون من كل البلاد لشراء الكتب القديمة، وعزف القراء عن كتب الأدب والتاريخ والروايات متذكرات بابتسامة حنين تلك الأيام والتى كان يبيع الكتاب حينها بقرش واحد.

"أى حاجة بتلاتة ونصف والتلاتة بعشرة".. هتاف متكرر صادر عن سماعة ضخمة تجدها بجوار كل فرشة لتتولى مسئولية التدليل على البضائع، يحاول "أحمد صابر عبده" صاحب مكتبة "صابر عبده" أن يعلو بصوته فوق صوت الهتافات ليخاطب زبائنه، شاكيا: "الزبائن مبقتش تعرف توصل للمكتبات عشان لازم يمروا وسط زحمة البياعين ومضايقاتهم وده أثر علينا، مش كفاية بنتنقل كل شوية من مكان لمكان!".

مثلما تغير مكان السور تغيرت نوعية الزبائن، زمان كان الواحد يشترى فى أى علم عشان يثقف نفسه دلوقتى كل واحد بيشترى الكتاب اللى ينفعه فى تخصصه، لو نجار بيشترى مجلات ديكور، ولو ترزى بيشترى مجلات الأزياء والطلاب والباحثين بيشتروا الكتب اللى محتاجينها، غير كده بيشتروا كتب التنمية البشرية والطبخ وتعلم اللغات وده بيخلينى مشتريش كتب التاريخ القديمة والأدب إلا لما الزبون يطلبها والحال مبقتش زى من 20 سنة لما كان بيجلنا أجانب وسفراء ومديرى متاحف.

تردى الأحوال الاقتصادية هو السبب المباشر الذى برر به "محمد النجار" صاحب مكتبة النجار الدولية للعلوم الذى عاصر آخر اثنين من التنقلات الكثيرة التى مر بها سور الأزبكية" فى مصر: الكتاب عندنا نوع من الرفاهية بالذات الكتاب القديم النادر محتاج لمثقف من نوع خاص مش أى مثقف ممكن يشترى كتاب زى تفسير النسفى للقرآن اللى مكتوب بخط الإيد من 150 سنة، واللى بيوصل سعره لـ500 جنيه، ده غير دوشة البياعين اللى مبنعرفش نشتغل منها وبتأثر على رواد الكتاب اللى بتتعارض طبيعتهم مع سلوك البياعين".


بالصور.. سور الأزبكية يعانى من مضايقات باعة الملابس والأحذية والكتب الخارجية 1.jpg

بالصور.. سور الأزبكية يعانى من مضايقات باعة الملابس والأحذية والكتب الخارجية 2.jpg

بالصور.. سور الأزبكية يعانى من مضايقات باعة الملابس والأحذية والكتب الخارجية 3.jpg

بالصور.. سور الأزبكية يعانى من مضايقات باعة الملابس والأحذية والكتب الخارجية 4.jpg

بالصور.. سور الأزبكية يعانى من مضايقات باعة الملابس والأحذية والكتب الخارجية 5.jpg

بالصور.. سور الأزبكية يعانى من مضايقات باعة الملابس والأحذية والكتب الخارجية 6.jpg

بالصور.. سور الأزبكية يعانى من مضايقات باعة الملابس والأحذية والكتب الخارجية 7.jpg

بالصور.. سور الأزبكية يعانى من مضايقات باعة الملابس والأحذية والكتب الخارجية 8.jpg

بالصور.. سور الأزبكية يعانى من مضايقات باعة الملابس والأحذية والكتب الخارجية 9.jpg

بالصور.. سور الأزبكية يعانى من مضايقات باعة الملابس والأحذية والكتب الخارجية 10.jpg

بالصور.. سور الأزبكية يعانى من مضايقات باعة الملابس والأحذية والكتب الخارجية 11.jpg

بالصور.. سور الأزبكية يعانى من مضايقات باعة الملابس والأحذية والكتب الخارجية 12.jpg

بالصور.. سور الأزبكية يعانى من مضايقات باعة الملابس والأحذية والكتب الخارجية 13.jpg



أكثر...