مسلة حمو رابي do.php?imgf=13836066
تعتبر القوانين العراقية القديمة من أهم مايميز حضارة العراق ويضعها في مقدمة الحضارات الإنسانية الأصيلة ، فالقوانين المكتشفة في العراق هي من أقدم القوانين المكتشفة في العالم ، وهي أقدم من القوانين الإيرانية والحثية والإغريقية والرومانية والعبرية بمئات السنين ، ويظل قانون حمو رابي أكمل وانضج قانون مكتشف حتى الآن فهو الوحيد الذي وصل بصيغته الأصلية .
دون حمو رابي بالخط المسماري وباللغة الاكدية على مسلة من الحجر الديوريت الأسود وضم مايقارب 282 مادة قانونية ، وتم كشف عن مسلة حمو رابي عام 1901 – 1902 م في مدينة شوشة عاصمة عيلام (مسروقة ) وهي الآن محفوظة في متحف اللوفر في باريس ، ونحت على الجزء العلوي من وجه المسلة نحت بارز يمثل اله الشمس ، اله الحق والعدالة ، جالسا على عرشة وبيده عصا الراعي وخيط القياس الخاص بالبناء وتحديد الأسعار يسلمها إلى حمورابي الواقف أمامه بخشوع مما يشير إلى قدسية القوانين ووجوب طاعتها باعتبارها صادرة بإيحاء من اله الحق والعدالة ، وتتقدم المواد القانونية مقدمة كتبت بأسلوب أدبي رائع أقرب إلى الشعر منه إلى النثر مجدت الآلهة العظام واستعرضت إعمال حمورابي وألقابه وبينت طاعته وتقواه ، ويمكن تقسيم ماورد فيها من مواد إلى خمس أقسام رئيسة يعالج الأول الأمور الخاصة بالتقاضي والاتهام الكاذب وشهادة الزور وتلاعب القضاة في حين اختص القسم الثاني والذي ضم 130 مادة بالمواد الخاصة بالأموال والجرائم التي تقع على الأموال كالسرقة ، والأراضي والعقارات والتجارة والعلاقات التجارية ، أما القسم الثالث الذي ضم 87 مادة فهو خاص بالأشخاص وعالج الأحوال الشخصية من زواج وطلاق وارث وتبني كما عالج العقوبات المفروضة على جرائم إيذاء الأشخاص ، أما القسم الرابع فقد حدد المسؤوليات الخاصة بأصحاب المهن وأجورهم وأجور الأشخاص والحيوانات ومسؤولية أضرارهم ، وضم القسم الأخير أربع مواد فقط وهو خاص ببيع الرقيق .