ساعات النهار القليلة كفيلة بأن يقطع الكيلومترات الطويلة الفاصلة بين فرشته فى السيدة عائشة إلى منطقة أرض اللواء بالجيزة أكثر من مرة، حاملا فى يده وفوق كتفيه عددا لا بأس به من "أباجوراته" ذات الألوان الزاهية.

عم "رمضان" بائع الأباجورات المتجول، يرتدى عمته البيضاء وجلبابه المنسوج بخيوط الشقاء، قاصدا باب الكريم كل صباح: "الرزق يحب الخفية واللى عايز ربنا يكرمه لازم يروح هنا وهناك، ويلف علشان يكسب"، بهذه الكلمات البسيطة بدأ حديثه، مؤكدا أنه يعمل فى هذه المهنة مع والده منذ نعومة أظفاره، فهو يصنع أى أباجورة أيا كانت خاماتها، ويصلح أى تلف فيها.

الرجل الستينى القادم من أطراف مصر الجنوبية يهجر فرشته يوم الجمعة فقط، نظرا لظروف الحظر، باحثا عن لقمة العيش فى جولاته فى شوارع وضواحى الجيزة والقاهرة:"علشان يوم الجمعة بيبدأ بدرى بسيب فرشة الأباجورات مع عيالى فى السيدة عيشة، وألف أبيع فى بولاق وأرض اللواء وإمبابة والمناطق الشعبية".

وبلهجة صعيدية صميمة، يؤكد عم "رمضان الأباجورة موجودة فى كل بيت مصرى، فهى من الأشياء التى لا يمكن الاستغناء عنها، مضيفا أنها ببساطة عبارة عن قاعدة صاج، وغطاء سادة من البلاستيك المغطى بالورق المقوى.

ويضيف: أهم مواسم بيع الأباجورة هو وقت الأعراس والمواسم مثل العيد ورمضان وغيرها، لكنه فى كل الأحوال يحقق مكسبا معقولا, حيث يتراوح سعر الأباجورة الواحدة بين 20 جنيها و200 جنيه، حسب خامتها وتطريزها.

وينصح "عم رمضان" ربات البيوت عند شراء الأباجورة، بالتأكد من أن الغطاء معالج بمادة مضادة للصدأ، والحديد الخارجى لامعا وناعما وقماش الأباجورة من النوع القوى والاستاند من النحاس أو الخشب.







أكثر...