قراءة في الصحف العربية والعالمية domain-744d2fc0b7.jp




افتتاحيات ومقالات الصحف العبية والعالمية الصادرة اليوم السبت 5/2/2022



قامت بطرح رؤاهم المستقلبية وتكهناتهم حول مجريات الاحداث في الساحة المصرية حيث نشرت (صحيف الشرق الاوسط )السعودية حول ذلك الموضوع مقالا تحت عنوان (ما بعد زلزال مصر السياسي) للكاتب طارق الحميد الذي يقول "لم أجد أدق من وصف «زلزال» لتوصيف الوضع السياسي في مصر الآن. فنحن نمر بمرحلة ما بعد الرئيس مبارك، سواء استقال أو استمر، إلى أن تنقضي فترته الرئاسية، إلا أن هناك واقعا قد تشكل على الأرض وارتداداته طالت العالم كله. هناك صمت عربي مطبق، إلا من بعض حلفاء إيران التي عادت تلتزم الصمت خوفا مما قد يترتب عليه نجاح المتظاهرين في القاهرة، وقد ينعكس عليها من خلال إحياء روح التظاهر في طهران مجددا. وهناك قلق دولي يتضح من حجم الربكة الأميركية في التعامل مع ما يحدث في مصر، والقلق كبير، فهناك مصالح حيوية قد تتأثر بشكل دراماتيكي. الأسئلة الآن كثيرة، إلا أن الإجابات كلها تخمين. فإلى أين تسير مصر؟ هل يُختطف جهد الشباب وتنتهي مصر محكومة من قبل الإخوان المسلمين؟ أم هل تُختطف مصر من قبل العسكر مرة أخرى وتذهب في ديكتاتورية حقيقية، وتخسر ما تحقق لها، ناهيك عن الخسارة الاقتصادية؟ أم تغرق مصر في مشكلاتها وتنكفئ على نفسها لفترة طويلة؟ أم تسير إلى دولة ديمقراطية حقيقية، وتنهض اقتصاديا وسياسيا. وبالتالي، يصبح لمصر دور إقليمي فاعل، مجددا، وتتبدد مخاوف سقوط مصر بيد الإسلاميين؟ كلها أسئلة مستحقة، وتقض مضاجع المنطقة، عدوا وصديقا، وكذلك المجتمع الدولي، وعلى رأسه أميركا. فدوليا هذه أول مظاهرة عربية لا تحرق فيها أعلام إسرائيل أو أميركا، وليس فيها شعارات سياسية دولية. هي صرخة محلية تطالب بقيم متعارف عليها دوليا، مثل العدالة والديمقراطية ومحاربة الفساد، وأن يحكم الشعب نفسه بنفسه. والواضح أن الغرب، وتحديدا أميركا، يقفون عاجزين عن فعل أي شيء، فالموجة أعلى مما كانوا يتوقعون، ورياح التغيير أسرع من مقدرة واشنطن على التفكير، والدليل كثرة التصاريح الصادرة من هناك، ويد أميركا عاجزة إلى اللحظة. ومن هنا، فإن ما سوف يحدث في مصر ما بعد مبارك سيترتب عليه الكثير سياسيا، خصوصا السياسة الخارجية لدول المنطقة، وتحديدا الكبرى منها. فمصر حليف استراتيجي للسعودية وبعض من دول الخليج، ناهيك عن الأردن ودول أخرى في المنطقة، ومصر حليف استراتيجي للغرب أيضا. كما أن تأثير مصر حتى على خصوم سياستها في العالم العربي كبير، مهما ادعوا إظهار عكس ذلك. فدمشق بشكلها الحالي، مثلا، لن تحتمل مصر كديمقراطية حقيقية، كما لن تحتملها وهي تحت سيطرة الإخوان، إن على دمشق حينها - إن أرادت التعايش مع القاهرة - تقديم تنازلات قاسية. كما أن السوريين سيدفعون ثمنا لو غرقت مصر في الفوضى، وترتب على ذلك خلل قد يقود إلى تدخل إسرائيلي لا تحمد عقباه.وعليه، فأينما نظرنا فالصورة ضبابية، وكل شيء يترتب على ما سوف يحدث في مصر، إما على مدار الساعة، أو الأيام والأشهر الماضية، وليس لأي طرف مقدرة على التأثير، إلا غير الإيجابي بالطبع، لكن يظل التأثير الحقيقي بيد عقلاء مصر وحدهم حتى اللحظة. فهل يقودون التحول بهدوء من دون أن تنزلق البلاد إلى غياهب المجهول؟
وكان لـ(صحيفة العرب) القطرية وجهة نظرها حين نشرت مقال تحت عنوان (جمال وخيول في ميدان التحرير!؟ ) للكاتب محمد عيادي "كان بإمكان الرئيس المصري حسني مبارك أن يشق صف الشباب المصريين والمحتجين المطالبين برحيله، ويكسب أنصارا لفكرة بقائه لغاية إكمال ولايته الحالية بعدما ألقى خطابه مساء الثلاثاء الماضي، وأعلن أنه كان لا «ينتوي» الترشح مرة أخرى، وضرب على الوتر الحساس عند المصريين بتذكيرهم بدوره في معركة أكتوبر، وأنه مصري ويريد أن يموت على أرض مصر، وبالفعل بدأ بعض المحتجين بالانصراف من ميدان التحرير بعدما تعاطفوا معه، بل إن هناك من المصريين والمصريات من غير المحسوبين على الحزب الوطني من تأثر حسب شهادات عديدة لدرجة البكاء، وقالوا لا بأس لم تبق إلا أشهر ويغادر.كان بإمكان الرئيس أن يستمر لغاية الانتخابات الرئاسية القادمة بدعم غربي على أساس أن المدة المتبقية في الولاية الرئاسية الحالية ستكون فترة انتقالية وما إلى ذلك من الكلام.كان بإمكانه كذلك أن يجهض انتفاضة المصريين وينجح في إحداث شرخ وانقسام داخل المحتجين بخطابه المذكور، لكن ذلك لم ينجح، ليس فقط لأن المحتجين من الشباب الواعي المنحدر من كل أطياف المجتمع المصري الثقافية والسياسية والاجتماعية والفئات العمرية، وليس لأن هناك مؤامرة أجنبية ضد البلد كما تقول الحكومة المصرية، وليس لأن هناك خلافا داخل مؤسسة الجيش في طريقة التعامل مع الاحتجاجات الشعبية، وخلافا داخل النخبة إذا صح التعبير، وداخل مجتمع الفنانين والرياضيين والمثقفين وغيرهم بين من يؤيد استمرار مبارك لبضع أشهر بقيت، وبين من يطالب برحيله.لقد فشل الرئيس المصري في خطته لأن حزبه والمقربين منه من رجال المال والسلطة لم يتريثوا وينتظروا ردة فعل المحتجين على الخطاب، واختاروا بعد ساعات قليلة من الخطاب طريق العنف لفض تلك الاحتجاجات وإخلاء ميدان التحرير وسط القاهرة، واحتقروا ذكاء المحتجين في عدد من المحافظات المصرية، فجندوا من يسميهم المصريون بـ «البلطجية» وأمدوهم بالمال للهجوم على المحتجين، وثبت من خلال تصريحات بثت على قنوات فضائية متعددة تورط عناصر أمنية في ذلك الهجوم الذي استهدف المتظاهرين بميدان التحرير.ولم يكن أحد يتصور بما فيهم الأكثر تشاؤما وحقدا على النظام المصري، أن تدخل على المحتجين قافلة مهاجمين على الجمال والخيول والبغال حاملين سيوفا وعصيا وقطعا حديدية وأحجارا، ويعتدوا على شباب ونساء وشيوخ وأطفال عزل، ويرموهم بزجاجات المولوتوف.
فيما تناولت (صحيفة الغد) الاردنية الموضوع من زاوية تضامن الشعوب العربية الى جانب مصر حيث قال الكاتب معن البياري بمقاله المعنون بـ (مصرنا التي ننتظر) "لأنّها مصرُ وليس غيرها، فإنّ شأنها الداخليّ شأنٌ عربيّ تماماً، ليس، فقط، بالمعنى الذي ينزِع إلى الشعور القوميّ إيّاه، بل أيضاً، بما يعني أنّ الثورة الجارية فيها تخصّ كلّ منزلٍ في عمّان وصنعاء والمنامة ودمشق وبيت لحم والجزائر، أيْ أنّ تأثيراً لمآلات هذه الثورة، أياً كانت، سيكون على عيش المواطن العربيّ في بلده، وعلى مستقبل أبنائه. ببساطة، لأنّ حضوراً في المنطقة، وربما في الشرق عموماً، لمصر أخرى غير المثقلة بالرداءة السياسية والفساد والضعف والارتهان للأجنبيّ، يعني أنّ صورةً أخرى للمنطقة ستكون، وربّما للشرق عموماً.
لم يكنْ، في أيّ يومٍ، ذلك الكلام المسترسل عن مكانة مصر في التاريخ والجغرافيا، وعن قدرها القياديّ، وعن ريادتها وثراء حضارتها وإمكانات شعبها، إنشاءً مكروراً، بل هو من بديهيّاتٍ مؤكدةٍ غفل عنها الحكم في مصر نحو أربعين عاماً، واستضعف بلده، وأخذها إلى مواقع في الداخل والخارج لا تليق بها، ولا بشعبها الحيّ، وساقها إلى مرتبة بين الدول والأمم مؤسفة ومحزنة. ولمّا كانت مصر في العقود الأربعة الماضية على هذا السّبات، وعلى التخلف السياسيّ إياه، وعلى خياراتٍ للسلطة فيها تذهب بها إلى الضآلة والقلّة، صارت الأمة على رداءة أحوالها المشهودة، وعلى رثاثةٍ تشْحَطُها من قاعٍ إلى قاع. ولا يذهب هذا التشخيص الموجز إلى غير البديهية التي لم تُنْس يوماً، ولا ضاعت لحظةً عن أهل الفكر في غير بلدٍ عربيّ، وضاعت عمّن صنعوا التحالف المقيت بين المال والفساد والسلطة والاستئثار والتبعيّة، وهي أنّ قيامة مصر العتبة الأولى لإفاقة العرب ونهوضهم، كياناتٍ وشعوباً. نقولها لكلّ مصريّ يعتصم في ميدان التحرير أو يتظاهر في دمنهور والإسكندريّة، إنّ نضالكم من أجل حكمٍ عادلٍ وقادرٍ ونظامٍ سياسيّ ينتجُ عن إرادتكم الحرّة هو، في مؤدّاه وفي واحدٍ من وجوهه الثريّة، نضالٌ من أجلنا نحن عموم العرب، لأنّ قدر مصر، كما تنطق شواهد التاريخ وحقائقه، أن تكون قياديةً في أمّتها، وحين تتخلّى عن دورها هذا أو تستنكف عنه، بأيّ ذريعةٍ أو تَعِلَّةٍ، فإنّ بوصلة الأمة العربية تتوه عن الاتجاه الذي ينبغي أنْ تكون فيه. ولا تصدر هذه القناعة عن حماسٍ زائدٍ لمصر التي لن يتسامح التاريخ مع من صيّرها بلداً عابراً في محيطها وفي العالم، ولا عن شغفٍ مستوطنٍ فينا بفنون شعبها وإبداعاته وعطاءات نخبه، منذ أطلق مينا في فجر التاريخ فكرة الدولة في الشرق، وحتى صيحة صبيّةٍ في السويس في مظاهرةٍ تُطالب بتنظيف بلدها من شَرهِ حيتان التسلط والتزييف والنهب، بل، أيضاً وأيضاً، لأنّ الانعطافة التي تعبر إليها مصر لا بدّ وأنْ تُحْدث في المشهد العربيّ تفاصيل مغايرة عن الخراب الذي نرى.
لا يُحمّلُ هذا الكلام مصر أعباء أُمتها، ولا يُورّطها في غير ما تقدر عليه، إنّه يعني أنّ صدى دويّها الجاري في هذه الأيام سيقرعُ طبولاً في غير مكان، ويجوز الزعم هنا أنّ من أجمل ما في الهزّة التونسية أنّ زلزالاً مصرياً أعْقبها، فأيقظ المارد الذي كان يتململ، ثم صوّب عيوننا إلى حيث ينبغي أنْ تكون أفهامُنا وعقولُنا، أي إلى مصر التي في خواطرنا، بهيةً آمنةً متوثبّةً نحو مستقبلٍ ينعمُ فيه أهلها بما يستحقّونه من هناءة بال، وبما ينفضُ عنهم شعوراً ثقيلاً بوطأة انكسار طالتْ أكثر مما نحتمل، نحن العرب الذين لكلّ فردٍ فينا حصةٌ في مصر، فذاكرةُ هذا البلد ذاكرتُنا، وقد طال كثيراً انتظارنا استعادة مصر صدارتها، سياسياً وثقافياً، واقتصادياً أيضاً، وهي الغنية بأدمغةٍ نحتاجها نحنُ ملايينُ العرب، لأنّها مِصْرُنا.
تعيب (صحيفة الديلي تلجراف) البريطانية ارتباك الحكومة البريطانية حيال ما يحدث في مصر، وتطالب بضرورة إعادة تقييم المواقف الغربية من النظام المصري ، وخاصة الموقفين الأمريكي والبريطاني.وتقيس الصحيفة البريطانية "التلعثم" الدبلوماسي البريطاني بالتأييد الإيراني الذي يريد إصباغ طابع "الثورة الإسلامية" على أحداث مصر.وتقول افتتاحية الصحيفة: قد يكون هذا تعبيرا عن آمال طهران العِذاب، لكن الأزمة قد تصير حقا مقدمة لتحول أكبر البلدان العربية من حيث عدد السكان إلى نظام إسلامي".
وتؤكد الصحيفة أن بريطانيا لها موقف واضح من نظام إسلامي "سيستخدم قناة السويس سلاحا ضدنا، سيتنكر لاتفاق السلام مع إسرائيل، كما سيرعى القلاقل في المنطقة".وتنتقد الديلي تلجراف "تسرع" رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون في لوم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي البارونة أشتون لامتناعها عن استنكار العنف المدعوم من قبل الدولة، في إشارة إلى الاشتباكات التي وقعت هذا الأسبوع بين مسلحين تُتهم السلطات المصرية بتحريضهم، وبين المحتجين في ميدان التحرير بالقاهرة.وتوضح الصحيفة موقفها المنتقد بالقول: "على الرغم من أن الرئيس مبارك قليلا ما يلتزم بالقيم العزيزة إلى الغرب، فإنه –كما أشارت هذه الصحيفة إلى ذلك مرارا- يعد من أخلص حلفاء الغرب، ساعد على التخفيف من حدة التوتر في الشرق الأوسط في اللحظات الحرجة".وتضيف الافتتاحية قائلة إن السياسة الخارجية في عصرنا الحاضر هي مقايضة بين الأمن والمثل العليا "ولهذا السبب رجحت كفة الاستقرار الإقليمي على حساب حقوق الإنسان في الماضي".
واستنادا على هذه "القاعدة" الدبلوماسية تطالب الصحيفة وزير الخارجية بالقيام بدوره في السهر على مصالح بريطانيا في الخارج والدفاع عنها متغاضيا عن تعليق رئيس الحكومة البريطانية.
يعتقد فواز جرجس من مركز الشرق الأوسط التابع لمدرسة لندن للاقتصاد في تعليق تنشره (صحيفة الإندبندنت) أن أيام وربما ساعات مبارك في الحكم باتت معدودة بعد أن كثفت الإدارة الأمريكية من ضغوطها على المؤسسة العسكرية من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية وأن تشرك فيها جميع أطياف المعارضة وفي مقدمتها جماعة "الإخوان المسلمون".ويرى الكاتب أن السيناريو المرجح هو تولي نائب الرئيس المعين مؤخرا عمر سليمان منصب الرئاس مع احتفاظ العسكر بأهم المناصب ومشاركة وجوه من المعارضة.
ويريد الجيش -في رأي الكاتب- أن يبعث بخطابين واضحين إلى الشعب المصري: النأي بالمؤسسة عن شخص الرئيس حسني مبارك، والتأكيد على أنها تظل المؤسسة التي تحظى بأكبر التقدير في مصر.
ويتوقع الكاتب أن تعاني المعارضة من آثار انقساماتها المزمنة عندما ستُشرك في الحكم، كما يشير إلى ظهور حركة جديدة من الشباب المسيس الذي يبحث عن صوت يعبر عن تطلعاته، وزعامة تقودها في دهاليز السياسة المتشابكة.


:((