بسم الله الرحمن الرحيم






نافذة إلى معرفة الإمام




سليل النبوّة، وفرع دوحة المجد، وغصن شجرة الإسلام الأصيلة، وأحد كواكب البيت العلوي الطاهر،
وعَلَماً من أعلام الهداية، ذلك هو الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)
كان وما زال مثلاً أعلى يقتدى به، ومشعلاً وضّاء ينير الطريق بنور هديه وإشعاع معرفته.
جمع الفضائل، وحاز المكارم، وتألّق نجمه في عنان السماء يفيض على الوجود نور الإيمان، ووهج الحق،
ويرسو بمَن ركب سفينته نحو شاطئ الأمن والأمان.
هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
ولد بالمدينة سنة ثمان وثلاثين من الهجرة (38هـ)

كنيته: أبو محمد، ويكنى بأبي الحسن أيضاً، وبأبي القاسم و غيرها

ألقابه عديدة منها: سيد العابدين، زين العابدين، السجاد، ذو الثفنات وغيرها

عاصر في أيام إمامته خمسة من حكام بني أميّة وهم: يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان،
ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان،والوليد بن عبد الملك

شهد مأساة كربلاء وكان مريضاً فيها، وواكب ركب السبايا بعد الفاجعة إلى الكوفة ومنها إلى الشام

توفي في المدينة مسموما ًسنة (95 هـ)

دفن في البقيع مع عمّه الحسن (عليه السلام)



الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنّة



1 ـ سعيد بن المسيَّب (ت: 93 أو 94 أو 100هـ):
قال في حق الإمام زين العابدين (عليه السلام): «لم يكن في أهل البيت مثله»(1). وقال أيضاً: «ما رأيت رجلاً أورع من علي بن الحسين»(2).

2 ـ محمّد بن مسلم الزهري (ت: 123هـ أو 124هـ):
نقل عنه أصحاب التراجم والسّير عدة أقوال في مدح الإمام، وتعظيمه نورد بعضاً منها

1 ـ «ما رأيتُ قرشيّاً أورع منه، ولا أفضل»(3).
2 ـ «لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن حسين،... وكان أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة»(4).
3 ـ «ما رأيت هاشمياً قط أفضل من علي بن حسين، وهو أبو الحسينيين كلهم»(5).
4 ـ «لم أدرك بالمدينة أفضل منه»(6).
5 ـ «ما رأيتُ قرشياً أفضل منه وما أريتُ أفقه منه»(7).

3 ـ زيد بن أسلم (ت: 136هـ):
قال في حق الإمام زين العابدين (عليه السلام): «لم يكن في أهل البيت مثله»(8). و «ما رأيتُ فيهم مثل علي بن الحسين قط»(9). وقال: «ما رأيت مثل علي بن الحسين فهم حافظ»(10).
4 ـ الإمام مالك بن أنس (ت: 179هـ):
قال عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): «إنّ علي بن الحسين كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات... وكان يسمّى زين العابدين لعبادته»(11).
وروى عنه عبد الله بن وهب(12) أنه قال: «لم يكن في أهل بيت رسول الله

مثل علي بن الحسين»(13).

5 ـ الإمام أحمد بن حنبل (ت: 241 هـ):
علّق الإمام أحمد بن حنبل على سندٍ فيه الإمام علي الرضا عن أبيه موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عن الرسول الأكرم صلوات الله عليهم أجمعين قائلاً: «لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنته»(14).

6 ـ عمرو بن بحر الجاحظ (ت: 250هـ):
قال عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): «وأما علي بن الحسين بن علي فلم أرَ الخارجي في أمره إلا كالشيعي ولم أرَ الشيعي إلا كالمعتزلي ولم أرَ المعتزلي إلا كالعامي ولم أرَ العامي إلا كالخاصي ولم أجد أحداً يتمارى في تفضيله ويشك في تقديمه»(15).
وقال في «رسائله» عند الرد على ما تفاضلت به بنو أمية على بني هاشم: «وإن عددتم النسّاك من غير الملوك فأين أنتم عن علي بن الحسين زين العابدين، الذي كان يُقال له علي الخير وعلي الأعز وعلي العابد، وما أقسم على الله بشيء إلا وأبرّ قسمه...
فأما الفقه والتفسير والتأويل فإن ذكرتموه، لم يكن لكم فيه أحد، وكان لنا فيه مثل علي بن أبي طالب... وجعفر بن محمّد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه... ومَن مثلُ علي بن الحسين زين العابدين. وقال الشافعي في الرسالة في إثبات خبر الواحد: وجدتُ علي بن الحسين ـ وهو أفقه أهل المدينة ـ يُعوّل على أخبار الآحاد»(16).

كما أنّه مدح عشرة من أئمة أهل البيت من ضمنهم الإمام زين العابدين في كلام واحد فقال: «ومَن الذي يُعَدُّ من قريش أو من غيرهم ما يَعُدُّه الطالبيون عشرة في نسق، كل واحد منهم عالمٌ، زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشّحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [العسكري] بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي [زين العابدين] بن الحسين بن علي (عليهم السلام)، وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب ولا من بيوت العجم»(17).

7 ـ أبو بكر بن البرقي، أحمد بن عبد الله (ت: 270هـ):
قال في حق الإمام زين العابدين (عليه السلام): «كان أفضل أهل زمانه»(18).

8 ـ أبو حاتم، محمّد بن حبان البستي (ت: 354هـ):
قال في «مشاهير علماء الأمصار»: «علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن، من فقهاء أهل البيت، وأفاضل بني هاشم، وعُـبّاد المدينة...»(19).

9 ـ أبو نعيم، أحمد بن عبد الله الأصفهاني (ت: 430 هـ):
قال في «حلية الأولياء»: «علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، زين العابدين، ومنار القانتين، كان عابداً وفـيّاً، وجواداً حفـيّاً»(20)

10 ـ محمّد بن طلحة الشافعي (ت: 652 هـ):
قال في «مطالب السؤول»: «هذا زين العابدين: قدوة الزاهدين وسيد المتقين، وإمام المؤمنين شيمته تشهد له أنّه من سلالة رسول الله(ص)، وسمته تثبت مقام قربه من الله زلفى، ونفثاته(21) تسجل بكثرة صلاته وتهجده، وإعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده فيها، درّت له أخلاف التقوى فتفوقها، وأشرقت لديه أنوار التأييد فاهتدى بها، وأَلِفته أوراد العبادة فآنس بصحبتها، وخالفته وظائف الطاعة فتحلّى بحليتها، طالما اتخذ الليل مطية ركبها لقطع طريق الآخرة، وظمأ الهواجر دليلاً استرشد به في مفازة المسافرة، وله الخوارق والكرامات ما شوهد بالأعين الباصرة، وثبت بالآثار المتواترة، وشهد له أنّه من ملوك الآخرة»(22).
11 ـ يوسف بن فرغلي سبط ابن الجوزي (ت: 654هـ):
قال في «تذكرة الخواص»: «وهو أبو الأئمة، وكنيته أبو الحسن، ويلقّب بزين العابدين، وسمّاه رسول الله (ص) سيد العابدين...، والسجاد، وذي الثفنات، والزكي، والأمين، والثفنات (ما يقع على الأرض من أعضاء البعير إذا استناخ وغلظ كالركبتين ونحوهما، الواحدة ثفنة فكان طول السجود أثّر في ثفناته...»(23). ثم ذكر طرفاً من مناقبه ومحاسنه وكلماته وبعض أقوال العلماء في تعظيمه و الثناء عليه إلى أن قال: «اختلفوا في وفاته على أقوال: أحدها: أنّه توفي سنة أربع وتسعين، والثاني سنة اثنتين وتسعين والثالث سنة خمس وتسعين، والأول أصحّ؛ لأنها تسمّى سنة الفقهاء: لكثرة من مات بها من العلماء، وكان سيد الفقهاء، مات في أولها وتتابع الناس بعده.
أسند عنه سعيد بن المسيّب، وعروة بن الزبير، وسعيد بن جبير، وعامة فقهاء المدينة...»(24).




المصدر:



كتاب ائمة اهل البيت في كتب أهل السنه



(( رحمت حكمه))




المراجع :



(1) نقله ابن كثير في «البداية والنهاية»: 1/122، مؤسسة التاريخ العربي.
(2) أورده الذهبي في «تاريخ الإسلام»: حوادث وفيات (81 ـ 100هـ)، ص 434، دار الكتاب العربي.
(3) البداية والنهاية: 9/ 122، مؤسسة التاريخ العربي.
(4) مختصر تاريخ دمشق: 17/ 234 و235، دار الفكر.
(5) المصدر نفسه: 17/ 234 و235.
(6) تهذيب الاسماء واللغات: 1/314، دار الفكر.
(7) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 237، دار البشائر المصوّرة على الطبعة البولاقية في القاهرة
(8) نقله ابن كثير في «البداية والنهاية»: 9/122، مؤسسة التاريخ العربي.


(9) نقله الذهبي في «تاريخ الإسلام»: حوادث وفيات (81 ـ 100هـ)، ص 433، دار الكتاب العربي.
(10) نقله أبو إسحاق الشيرازي في «طبقات الفقهاء»: 47، دار القلم، بيروت.


(11) رواه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: 41/ 378، دار الفكر، وأرسله الذهبي في «العبر في خبر من غبر»: 1/111 إرسال المسلّمات، واللفظ أعلاه للذهبي.
(12) قال عنه ابن حجر في «تقريب التهذيب»: «عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري، الفقيه، ثقة حافظ عابد»، «تقريب التهذيب»: 1/320، دار الفكر، وترجمه في «تهذيب التهذيب»: 4/530، ونقل فيها قول علي بن الحسين بن الجنيد: سمعت أبا مصعب يعظّم ابن وهب، قال: ومسائل ابن وهب عن مالك صحيحة، ونقل قول هارون بن عبد الله الزهري: كان الناس في المدينة يختلفون في الشيء عن مالك فينتظرون قدوم ابن وهب حتى يسألوه عنه.


(13) انظر «البداية والنهاية» لابن كثير: 9/122، مؤسسة التاريخ العربي، ونسب القول إلى مالك بلا رواية عنه، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي: 4/389، مؤسسة الرسالة، و «تهذيب التهذيب» لابن حجر: 5/670، دار الفكر، واللفظ لابن حجر.


(14) أورده ابن حجر الهيتمي في «الصواعق المحرقة»: 310، دار الكتب العلمية


(15) نقل قوله ابن عنبة في «عمدة الطالب»: 194، المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف.


(16) رسائل الجاحظ: 105 ـ 106، جمعها ونشرها حسن السندوبي، المكتبة التجارية الكبرى،
مصر، طبع المطبعة الرحمانية بمصر.


(17) المصدر نفسه: 109.


(18) نقل قوله المزّي في «تهذيب الكمال»: 20/388، مؤسسة الرسالة، والذهبي في «سير أعلام النبلاء»: 4/390، مؤسسة الرسالة.


(19) مشاهير علماء الأمصار: 63، دار الكتب العلمية.


(20) انظر «حلية الأولياء»: 3/124 ـ 135، دار إحياء التراث العربي.


(21) هكذا في المصدر المطبوع ولعلّ الصحيح «ثفناته».


(22) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: 2/84، مؤسسة أمّ القرى.


(23) تذكرة الخواص: 291، مؤسسة أهل البيت.


(24) المصدر نفسه: 298 ـ 299.