الرزق يحب الخفية.. جملة شهيرة يرددها المصريون منذ زمن بعيد، ففكر بعض الباعة من تحسين وضعهم المادى وعمل "فرشة" عند أهم موظفين من وجهة نظرهم، وهم موظفين مصلحة الضرائب العقارية.

شعارهم جميعا العمل فى صمت، يضعون بضائعهم بجانب بعضهم، ويقفون بجانبها، يأتون صباحا مع حضور الموظفين إلى مكاتبهم، ويمشون مع انتهاء مواعيد العمل الرسمية، تقول "منال محمد"، لم أعمل من قبل فى مجال بيع البضائع، ولكن أختى الصغيرة هى من شجعتنى على ذلك، فهى خريجة كلية تجارة منذ سنتين وبحثت كثيرا على وظيفة ولم تجد، فقررت من أول شهر رمضان أن تشترى بعض البضائع للسيدات من عباءات وطرح وبيجامات، وبيعها، نقسم أيام الأسبوع بيننا بحيث نغطى أيام العمل التى يأتى فيها الموظفون.

وبضحكة مخفية، تضيف منال، نستغل جدار وأشجار المصلحة فى عرض بضائعنا، ونظرا لمنع التجول بالبضائع داخل المصالح الحكومية، ننتظرهم نحن أمام أبواب المصلحة للشراء.

هذا الشارع هو الاختيار الأمثل بالنسبة لغير المتمرسين فى مهنة البيع والشراء، فيحيط بنا وزارة الداخلية ووزارة العدل ومصلحة الضرائب العقارية، فهو مناسب فى كل الأحوال، لإقبال الموظفين.

أما "حسين فريد"، طالب فى المعهد الفنى، نظر لمن سبقه ووجدهم جميعا منتظرين فى طابور العاطلين، فقرر العمل قبل الانتهاء من الجامعة حتى يستطيع أن يقوم بالمشروع الذى يتمناه، فيقول، "بيع الملابس الرجالى على سور مصلحة الضرائب العقارية ما هى إلا بداية أكون من خلالها المبلغ المطلوب للبدء فى مشروعى".

وتعتبر الصفة الغالبة على جميع الباعة هناك هو الخفاء أسفل فروع الأشجار، ومنهم من يختفى داخل عرباتهم الملاكى، ويعبر "سيد سالم"، عن سبب اختفائهم ويقول، هناك من كان يعمل فى إحدى الشركات التى تم غلقها عقب أحداث ثورة 25 يناير، ويخاف من أن يشاهده أحد العاملين معه وهو يقف على الرصيف للبيع، فالجميع هنا مضطر أن يقف مثل هذه الوقفة، "أكل العيش مر..".

ورغم منع القانون الوقوف على أسوار المصالح الحكومية للبيع والشراء إلا أن هناك تعاونا مشتركا بين هؤلاء الباعة والأمن الخاص بالمصلحة، فهم لا يقومون بعمل ضجيج لهذا يتركهم حراس الأمن "لأكل العيش".

بالصور.. سور مصلحة الضرائب مكان جديد لبيع مستلزمات الموظفين المنزلية 1.jpg


بالصور.. سور مصلحة الضرائب مكان جديد لبيع مستلزمات الموظفين المنزلية 2.jpg


بالصور.. سور مصلحة الضرائب مكان جديد لبيع مستلزمات الموظفين المنزلية 3.jpg



أكثر...