بيت المدى يستذكر خزين الذاكرة الفنية العراقية سعاد الهرمزي تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.

بغداد( المستقلة ).. اليوم الجمعة كان يوماً مميزاً في بيت مؤسسة المدى للاعلام والثقافة  والفنون لانها احتفلت بإذاعي كبير كاد ان يطويه النسيان، هو الاذاعي القدير سعاد الهرمزي الذي يمثل خزيناً للذاكرة الفنية العراقية والعربية . الهرمزي كان صندوقاً لحكايات جميلة تغيب عن تاريخنا .. كما كان ناقداً فذاً لمسيرة الغناء والموسيقى  لاكثر من نصف قرن سواء في كتاباته الصحفية او الاذاعية عبر برنامجه الشهير من الذاكرة ,او من خلال الكتب العديدة التي اصدرها لا سيما كتاب خواطر ايام في جزئيه الاول والثاني وكذلك اصوات لا تنسى بخمسة اجزاء وموسوعة الفنانين  بثلاثة اجزاء . والهرمزي من مواليد 1927 في كركوك ووالده قائمقام وصاحب جريدة الافاق  الكركوكلية شاكر ضياء الدين الهرمزي . اكمل دراسته المتوسطة في كركوك ثم تخرج من معهد التدريب الاذاعي  في القاهرة . وعمل مساعداً للمراقب العام في  الاذاعة ورئيسا للمحررين في وكالة الانباء  وتوفي عام 1998 . قدم لاحتفالية المدى الفنان والاعلامي  حافظ  العادلي الذي قال : حين كنا نراه يدخل الاذاعة نقول جاء اجل الشامخ لانه كان معلماً كبيرا لكل الاذاعيين منذ اكثر من خمسين عاما . واشار الى ان هذه الجلسة تأتي وفاءً للرموز الوطنية المخلصة التي  نذرت نفسها لخدمة المجتمع والشعب . عمل في العمل الاذاعي بكل صنوفه مذيعاً ومعداً وناقداً وصحفياً … ولم يترك شاردة او واردة في الفن العراقي الا وسجل  فيها رأيه . كذلك عمل في التليفزيون واعد وقدم برنامج ركن الهواة و تنبأ للكث من الاصوات باحتلال مكانة مرموقة, كما شارك في مؤتمر الموسيقى العربية الذي  عقد في بغداد عام 1964 . كما شارك في مهرجان اسطنبول السينمائي الدولي . وكانت له علاقات متينة مع موسيقار الاجيال الفنان محمد عبد الوهاب وكذلك عبد الحليم حافظ وفريد الاطرش وبقية الفنانين . واضاف كما كان الهرمزي كاتبا للقصة  وفاز بجائزة مهرجان القصة البصرية . احيل الى التقاعد في عام  1982 لكنه  ظل يواصل العمل الاذاعي من خلال برنامجه من الذاكرة ويكتب نقوده في الصحف  والمجلات العراقية واصدار الكتب ايضا . وحصل على  جوائز مهمة من الاذاعة والتليفزيون وكلية الفنون الجميلة . والجائزة الاكبر التي حصل عليها الهرمزي  هي حب الناس له ولبرامجه وهي  بنظره من ارفع الجوائز التي حصل عليها . ثم تحدث الكاتب والسياسي  معاذ عبد الرحيم فقال :ـ صديقي الراحل سعاد الهرمزي تبنيته في وكالة الانباء العراقية عندما جاء اليها  نهاية السبعينات معاقباً بظلم من قبل مدير عام دائرته الصحاف . فقربته مني  واعطيته منصباً مهما من اجل ان يحس بقيمته الكبيرة, لانه كان اول ناقد  سينمائي في الصحافة العراقية ..  وعملنا سوية ثم اقترح ان يؤسس اذاعة خبرية  في الوكالة وصار مشرفاً عليها .. كان المرحوم لديه  قدرة استشرافية لمعرفة الاصوات الجيدة وتوقعاته لتلك  الاصوات بالمستقبل الزاهر .. وقد اثبتت الايام صحة توقعاته كما الحال مع تنبؤاته عن  كاظم الساهر واصالة مثلاً .   الدكتور هاشم حسن عميد كلية  الاعلام قال :ـ انا سعيد ان اذكر الاذاعي الهرمزي بفنه الجميل ونقده الراقي وصوته المغرد في الاذاعة من خلال برنامجه الناجح (من الذاكرة ). في العام الماضي  كنا وبعض مراسلي  شبكة الاعلام العراقي في جامعة لندن بمحاضرة للكثير من الاذاعيين منهم الدكتور محمد المسلمي فقال وهو يحدثنا في  مختبر الصوت .. فقال عليكم ان تصغون لهذه الجملة ( كيف تتخيلها وانت في الفجر وكيف تتخيلها وانت في الليل  او في وقت اخر .. كيف تفهمها وانت  تشعر بأن المذيع معها او ضدها ) ولاننا نجهل الكثير من عالم الاذاعة وهذا الفن الذي لم نعرفه من قبل .. فقال لنا  المسلمي بعد ان وجدنا لانعرف ذلك ( عودوا لسماع الاذاعي العراقي الكبير سعاد الهرمزي ) لتتعلموا منه كيفية القاء نفس الجملة في اوقات متباينة . كذلك  تحدث الدكتور  حسين الجاف فقال :ـ كنت اعمل في  الاذاعة الكردية  وتعرفت اليه وصرت صديقاً مقرباً من الهرمزي  وهو قمة  من  قمم الاذاعة  العراقية  واحد  اهم  نقاد العراق  في الموسيقى  والغناء  والسينما ..  وهو واحد من مذيعي  الصف الاول  في العراق  امثال محمد علي كريم  وصبيحة  المدرس .. وهو  جيل ذهبي  في  الاذاعة. اما مسك ختام الجلسة فكان مع نجل الصحفي صفاء الهرمزي الذي قال :سعيد بجلسة المدى واشكرها على استذكار والدي .. كما سعيد بهذا الجمهور الرائع الذي جاء يحتفي برجل عراقي مبدع وهو والدي سعاد الهرمزي . حاولت  ان اكتب شيئا عن والدي لكني تذكرت قوله ذات يوم ( اني عندما لا اكون  موجوداً ستسمع بعض الناس تتحدث عني ولا اعرفهم وهذا هو رصيدي في الدنيا).

بيت المدى يستذكر خزين الذاكرة الفنية العراقية سعاد الهرمزي تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.



أكثر...