مع شروق كل يوم جديد تجدها تتمتم بكلمات اعتادت أن تناجى بها ربها "يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم"، أملا فى أن تنهى يومها الطويل ببضع جنيهات تكفى لوجبة عشاء بسيطة تتناولها برفقة أبنائها الثلاثة وزوجها.

إنها الست "أم علاء" أجدع "بقالة" على رصيف حى الزمالك، لا تبرح مكانها كثيرا إلا لتناول كوب شاى كفيل بتعديل مزاجها باقى اليوم بدون أية مشاكل مع الزبائن: "بشتغل هنا من الساعة 6 الصبح مفيش عندى باب رزق تانى غير فرشة البقالة دى".

السيدة البسيطة تخطت الثلاثين من عمرها منذ أيام قليلة، ومع ذلك ترى تجاعيد وهموم الأيام ترتسم على وجهها الصبى، خاصة أن زوجها مثلها "على باب الله"، يفترش بضاعة لعب أطفال فى مترو الأنفاق، وتجبرهما ظروف الحياة على قضاء معظم الوقت فى الشارع، بعيدا عن عائلتهما من أجل العيش على الكفاف فى شقة مكونة من غرفة واحدة بمنطقة الدويقة، مفتقدة إلى المرافق: "دخلنا فى الشهر ما بيزدش عن 600 جنيه والدنيا مستورة معانا الحمد لله".

"أم علاء" تتمنى أن تعلم أبناءها حتى ينهون المرحلة الجامعية لذا فهى مستعدة فى سبيل ذلك أن تضحى بعمرها وصحتها، مؤكدة أن الست أصبحت فى مجتمعنا بـ"100 راجل".



أكثر...