رصدت مجلة "سبكتاتور" البريطانية، ازدهار أعمال النهب فى الآثار المصرية، بوتيرة متسارعة بعد الانفلات الأمنى الذى تعرضت له مصر فى أعقاب ثورة 25 يناير، وعلى نحو مثير للقلق، بات معه لصوص الآثار هم الأكثر ثراء فى مصر فى الوقت الحالى.

ولفتت -فى تقرير على موقعها الإلكترونى السبت- إلى أنه فى ظل حالة الاضطراب السياسى فى مصر، بات فى استطاعة لصوص المقابر الفرعونية استخدام معدات عالية التقنية وأخرى ثقيلة للتنقيب عن المقابر تحت الرمال، ليس فقط فى القاهرة ولكن فى كافة أنحاء البلاد.

وكشفت المجلة أن هؤلاء اللصوص يبيعون ما يعثرون عليه من كنوز أثرية لهواة جمع التحف من الأجانب.

ورصدت "سبكتاتور" بعض أعمال التنقيب على مقربة من أهرامات الجيزة (على بعد كيلومتر واحد) على أيدى لصوص هم بطبيعة الحال ليسوا علماء آثار، ولذلك كثيرا ما تضيع أعمال حفرهم سدى.

وتعجبت المجلة من الحرية التى يعمل بها هؤلاء اللصوص فى ظلال إحدى عجائب الدنيا السبع، قائلة إن سرقة المقابر فى الأماكن النائية عن العاصمة بلا شك أكثر أمانا وحرية.

كما رصدت المجلة صلة بين ما تتعرض له المعالم الأثرية فى مصر والتيار الإسلامى إبان تواجده على رأس السلطة؛ مشيرة إلى تعرض هذه المعالم الأثرية للإهمال طوال تواجد جماعة "الإخوان" فى الحكم، معيدة الأذهان إلى مطالبات بعض المغالين فى التطرف من هذا التيار بتدمير الآثار التى سبقت وجود الدولة الإسلامية كأبى الهول والأهرامات باعتبارها أصناما. كما رصدت المجلة فى هذا السياق تعيين الرئيس المعزول محمد مرسى لأحد قيادات "الجماعة الإسلامية" -المتورطة فى الحادث الإرهابى بمعبد الملكة حتشبسوت عام 1997 مخلفا 64 قتيلا- محافظا للأقصر التى تعتبر من أكثر أماكن الجذب السياحى فى مصر.

وفى سياق متصل تعرضت المجلة بالسرد لحادث الهجوم على متحف ملوى فى مصر الوسطى، حيث تم نهب نحو ألف قطعة أثرية.. وأوردت المجلة شهادة مونيكا حنا، أستاذة علم المصريات بجامعة برلين والناشطة فى مجال الآثار، التى أصيبت بطلق نارى من جانب هؤلاء المعتدين أثناء محاولتها إنقاذ ما يمكن إنقاذه من آثار وطنها، وحين سألتهم عن الدافع وراء أعمالهم هذه أجابوها قائلين: "هذه أملاك الدولة.. والدولة تقتل الإسلاميين، لذلك نحن ندمر أملاك الدولة".



أكثر...