بسم الله الرحمن الرحيم

الانفصام أو الفصام هو مرض ذهاني أو عقلي، وهذا لا يعني أن الإنسان يفتقد كل ملكاته العقلية؛ لأن الفصام أنواعه مختلفة، هنالك أربع أنواع رئيسية: الفصام البسيط، والفصام الظناني أو الباروني، وما يعرف الفصام الهيبفريني، وهذا حقيقة من أسوأ أنواع الفصام، وهنالك الفصام التخشبي، ولكن توجد أنواع أخرى أقل شيوعًا.

بفضل الله تعالى مرض الفصام الآن يمكن أن يُعالج بنسبة عالية جدًّا خاصة الفصام الظناني أو الباروني، والذي يتسم بوجود هلاوس وأفكار وظنان وأفكار اضطهادية واضطرابات في النوم، وهكذا.

الفصام يكون المآل العلاجي عند النساء أفضل مما عند الرجال، والفصام إذا أصاب الإنسان في عمر مبكر ربما تكون النتائج العلاجية ليست بنفس الفعالية، فالذين يصابون بالفصام بعد عمر الأربعين نستطيع أن نقول أنه يمكن علاجهم بنسبة تسعين إلى خمسة وتسعين بالمائة، وهذه نسبة عالية جدًّا.

أما الذين يصابون بهذا المرض قبل عمر خمسة وعشرين سنة فإن نسبة الشفاء تكون فيهم قليلة نسبيًا حوالي خمسة وثلاثون بالمائة يتم شفاؤهم، وثلاثون أو خمسة وثلاثون بالمائة تتحسن أحوالهم، أما حوالي ثلاثون بالمائة يظل المرض مطبقا عليهم.

وهنالك سبب مطبقي في أن مآل العلاج ليس بالجيد حين يُصيب الإنسان الفصام في سن مبكرة، والسبب المنطقي هو أن الإنسان يكون لم يبنِ مهاراته ومقدراته وملكاته الفكرية والتعليمية والاجتماعية؛ لأن اكتساب الخبرات الاجتماعية والعملية وإكمال التعليم هو أحد الأسباب التي تقلل من مخاطر الفصام.

واذا سالتم :هل يمكن علاج الفصام مع تقدم العمر؟ نقول : نعم وكما ذكرت لكم إذا كنت تقصد أن الإنسان قد أصيب بالفصام بعد الأربعين فهذا فرصه ممتازة جدًّا، أما إذا كنت تقصد أن المرض قد أصاب إنسانا في سن مبكرة ولم يُعط العلاج، وبعد ذلك بعد سن الأربعين بدأ العلاج فهذا أقول لك أيضًا نعم أنه يمكن أن يساعد كثيرًا.

ويجب ألا نعتمد على العلاج الدوائي فقط، العلاج الدوائي مهم وضروري جدًّا، ولكن هنالك ما نسميه بالعلاج التأهيلي وإعادة التأهيل، ويُقصد به أن نحاول أن نطور الإنسان اجتماعيًا، ألا نجرده من وظائفه الاجتماعية والعملية، أن يُعطى اعتباره، وأن نساعده على تطوير مهاراته، هذه أمور مهمة جدًّا؛ لأن معظم مرضى الفصام يميلون إلى الانعزال، يوجد لديهم نوع من التبلد الوجداني في بعض الأحيان، ولكن حينما ندفعهم ونطور من مهاراتهم ونجعلهم يقومون بواجباتهم الاجتماعية، هذا حقيقة من الأصول المهمة جدًّا للعلاج، والآن نعتبر العلاج بالعمل أيضًا وسيلة أساسية لدرء أخطار الفصام.

أرجو أن أكون قد أوضحت لكم بعض المعلومات المهمة، وفقط أريد أن أضيف معلومة أخرى وهي ضرورة الالتزام بالعلاج الدوائي تعتبر أحد المؤشرات والمحددات الضرورية جدًّا لأن يكون هناك تحسن وإن شاء الله شفاء من هذا المرض.


- يتبع-