يؤكد الفنان الكبير محمود ياسين أن الدراما التليفزيوينة هى لسان المجتمع التى تتفوه باسمه وتحكى عما يدور بداخله، لتطرح أفكاره وتشكى همومه وتقدم قضاياه، وهو ما يحرص عليه فى كل عمل درامى، حيث أوضح ياسين فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن سبب ابتعاده عن الدراما التليفزيوينة خلال السنوات الأخيرة الماضية، منذ أن قدم حلقات مسلسل "ماما فى القسم" مع القديرة سميرة أحمد عام 2009، هى عدم توافر العناصر التى يبحث عنها فى الأعمال المعروضة عليه، موضحا أن مسلسل "صاحب السعادة"، والذى تعاقد عليه منذ أيام قليلة ليكون هو العمل الذى يجمعه بالنجم الكبير عادل إمام للمرة الأولى فى تاريخهما الفنى، لم يقتصر على القضية الاجتماعية التى يتعرض لها فحسب، بل يؤرخ لفترة اجتماعية شابتها أحداث سياسية متلاحقة ومتغيرة، مؤكدا أن القائمين على العمل أبلغوه منذ فترة به، لكنه لم يتعاقد بشكل رسمى سوى منذ أيام قليلة.

وأضاف ياسين أنه يجسد ضمن أحداث حلقات مسلسله الجديد، دور وزير الداخلية، موضحا أن هذه الشخصية للمرة الأولى فى حياته الفنية يقبل على تقديمها حيث إن محاور الشخصية مختلفة عن جميع الأدوار التى سبق وقدمها، وتتوافر فيه أركان الدراما الحقيقية التى كان يبحث عنها على حد قوله، لافتا إلى أنه حتى الآن انتهى من قراءة الـ17 حلقة التى أرسلتها الشركة المنتجة له، ونفى ياسين أن يكون هذا الدور له علاقة بالأحداث السياسية الأخيرة أو غيرها، مشيرا إلى أن العمل ذو طابع إنسانى اجتماعى فى المرتبة الأولى، ولكنه سيتطرق لبعض ملامح الحياة السياسية والاقتصادية التى تمر بها البلاد، مؤكدا أنه لا يجوز أن يتم التطرق لعمل درامى اجتماعى دون أن يكون له أرضية اقتصادية وسياسية مؤرخة للفترات التى يقدم فيها العمل.

وأعلن ياسين عن سعادته البالغة بهذا العمل، بسبب السيناريو الجيد الذى يعيده للدراما التليفزيوينة، فضلا عن تعاونه للمرة الأولى مع النجم عادل إمام بعد نجاحات متعددة لكلا منهما، والذى أكد أنه جمعته به أحلام كبيرة وقت الدراسة بالجامعة، حيث كانا زميلين فى الجامعة فى نفس الوقت، عادل إمام بالفرقة الثالثة بكلية الزراعة وياسين بنفس الفرقة بكلية الحقوق، وتجمعهما الأحلام والرغبة فى النجومية أثناء عملهما بمسرح الهوسابير دون أجر، وأبلغهما القائمون على هذا المسرح أن يذهبوا لمبنى التليفزيون لكى يأخذوا رواتبهما من هناك، ولكن لابد من حصولهما الاثنان على الشهادة الجامعية حتى يتم تثبيتهما بالمسرح ويُصرف لهما مرتبا شهريا فى حال استمرارهما.

وأشار الفنان القدير إلى أنه منذ ذلك الوقت أقبل كل منهما هو وعادل إمام، على تقديم أعمال فنية خاصة به، ليحقق من خلاله أحلامه وطموحاته الفنية.

وبشأن عمله كبطل ثان فى المسلسل، قال الفنان الكبير إن دوره بالحلقات يتوازى مع دور الزعيم عادل إمام، مشيرا إلى أن أعمال "النجم الأوحد" تُعد "هجايص"، وبعيدة كل البعد عن الإبداع الحقيقى، موضحا أن العمل الدرامى عمل جماعى وعبارة عن تركيبة ناتجة من عدة أدوار وليست شخصية بمفردها، مؤكدا أنه لا يجوز أن يقبل على تقديم شخصية سطحية أو غير مؤثرة بشكل كبير وواضح فى أحداث العمل، فالدراما الحقيقية قائمة على الجماعة ويكون لها معايير وحسابات أخرى، حيث أوضح أنه سبق وقدم ذلك فى أعمال كثيرة مثل "ماما فى القسم"، مع الفنانة القديرة سميرة أحمد، موضحا أن العمل كان بمثابة بطولة جماعية قائمة على دراما تمثيلية كوميدية لجميع الفنانين المشاركين.

وفيما يتعلق بتحضيرات الجزء الثانى من فيلم "الجزيرة"، والذى قدم الجزء الأول منه مع النجم أحمد السقا منذ عدة سنوات، قال أخبرنى مخرج العمل شريف عرفة، بتواجدى ضمن الأدوار الرئيسية فى الجزء الثانى من الفيلم، وأنتظر إرسال السيناريو لى، موضحا أنه تحدث لعرفة، بشأن كيفية ظهوره فى الجزء الثانى من الفيلم، خاصة بعدما توفى على الشاشة ضمن أحداث الجزء الأول، فأكد له عرفة أنه لا يجوز أن يصنع الجزء الثانى بدونه، وسيكون لعودته مبرر درامى ضمن الأحداث، وأشار ياسين إلى أنه يثق جيدا فى خبرة المخرج شريف عرفة، والذى وصفه بالمفكر الدقيق، مشيرا إلى أن التعاون مع شريف عرفة يذكره بالسينما الواقعية التى نعانى من ندرتها خلال السنوات الأخيرة، بعدما اعتمدت المادة السينمائية المقدمة على شكل معين لا يتوافق مع المصريين وليس معبرا عن ثقافتهم.

وانتقد الفنان الكبير حال السينما المصرية الآن، واصفا إياها بالرديئة والسطحية، مشيرا إلى أنها تحتاج إلى من يُعيد لها أمجادها بتقديم السينما الحقيقية الهادفة والتى تعبر عن أحلام وطموحات الشعب المصرى والعربى، وليست الأفلام التجارية التى تهتم بالربح المادى فقط دون الاهتمام بالقيمة الفنية أو الهدف من تقديمها.

وبخصوص آرائه فى تقلبات الساحة السياسية وأحوال البلاد غير المنتظمة، قال ياسين: مصر بلد عريق ودولة مكتملة الأركان وتُعد من الدول الكبرى، وحينما يحدث فيها تغيير طفيف، فلابد أن يستغرق وقتا طويلا، نظرا لحجمها وقيمتها وعراقتها وسط دول العالم وبالتحديد فى المنطقة العربية، واصفا ما تمر به مصر من أزمات بالأمر الطبيعى بعد حدوث ثورتين كبيرتين، معربا عن أمنياته فى أن تستطيع الحكومة الحالية فى تحقيق متطلبات المرحلة الحالية، والنهوض بمصر وتقديم احتياجات المواطنين.



أكثر...