قال رئيس الوزراء نوري المالكي ان التطورات الحاصلة بالمنطقة والتحديات التي نواجهها جميعا دعتني لان اقف بين ايديكم واتحدث معكم بكل وضوح وصراحة فانتم مصدر الشرعية لكل هذه الدولة ومؤسساتها تعطونها لمن تشاؤون وتمنعونها ممن تشاؤون ، مشيرا الى ان الشعب العراقي هو من قدم التضحيات الجسام من اجل ان تملكوا قراركم وتاخذوا حرياتكم وتقرروا عبر صناديق الاقتراع ما ترونه منا سبا لكم ولمستقبل بلدكم .
واشار المالكي في خطابه للشعب العراقي الذي حصلت (الوكالة الاخبارية للابناء) عليه اليوم الخميس :"ان الظروف الصعبة التي مر بها العراق بعد سقوط النظام المقبور وانهيار الدولة ومؤسساتها وانعدام السلطة وانتشار العنف وغياب القانون وتصاعد سطوة المليشيات والمسلحين والارهابيين ,والقاعدة والتكفيريين وكل الذين لايريدون لبلدنا الخير والنهوض، كل ذلك وضعنا على حافة الحرب الاهلية التي انقذنا الله منها بفضل وعيكم و تكاتفكم ووحدت كلمتكم وما قدمته قواتكم المسلحة من تضحيات كبيرة يجب ان نقف جميعا اجلالا لها
واضاف المالكي ان تلك الظروف الصعبة التي تتذكرونها جميعا لم تسمح لنا بالشروع في عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي ولم تدع مجالا للانطلاق في عملية نهضة واعمار وتنمية حقيقية كنا نخطط لها منذ البداية الا في وقت متاخر ربما يمكن تحديده مع عام 2008 ، وتابع:" حيث بدأ العالم يقبل علينا واخذت الشركات تدخل سوقنا وقد حققنا خلال هذه الفترة رغم ما شابها من اخطاء وقلة خبرة وعثرات العديد من القضايا المهمة . وكلي امل بان المستقبل امامنا زاهر وان بلادنا ستشهد نهضة حقيقية على مختلف الصعد مع ظهور علامات الاستقرار السياسي والامني الذي بدا يلوح في البلاد . وهذا ما تؤكده شهادات عالمية ومراكز دولية معتبرة
وقال:"اننا تسلمنا البلاد ولم تكن مخدومة بالمياه الصالحة للشرب الا بنسبة 30%، وقد وصلت الان الى اكثر من 70 بالمائة ،وخدمات الصرف الصحي وشبكة المجاري كانت اقل من 6% بالمائة والان36%.
واوضح المالكي ان انتاج الطاقة الكهربائية كنا 3500 ميكاوات فقط الان 7500 ولم يحدث التحسن المطلوب لان استهلاكنا تضاعف بشكل كبير ونامل ان نصل الى حد الاكتفاء بعد 15 عشر شهرا ، وغير ذلك من امور لااجد مجالا للحديث عنها الان، وقد انعكست معاناتكم وطلباتكم على الموازنة العامة التي اعدتها الحكومة وصادق عليها البرلمان قبل ايام والتي سيحدثكم عنها وزير المالية والتي اخذت مجمل المطالبات التي ناديتم بها في مجال ايجاد فرص عمل وخفض البطالة وتعديل الرواتب بما يقلص الفجوة بين رواتب كبار المسؤولين واصحاب الدرجات الخاصة من جهة وباقي موظفي الدولة من جهة اخرى وذلك من خلال مشروع قانون قدمته الحكومة الى مجلس النواب .
وبين المالكي ان مكافحة الفساد وملاحقة سارقي قوت العراقيين ستستمر بوتيرة اعلى وعبر منظومة متكاملة من التشريعات والقوانين وكذلك المؤسسات التي اسست لهذا الغرض وكنا دائما وسنبقى نعطيها كل وسائل الدعم من اجل انجاز مهمتها والضرب على يد المفسدين وانني ادعو بهذه المناسبة جميع افراد الشعب الى التعاون معنا في هذا المجال وعدم التراخي في الاخبار عن أي ظاهرة تؤشر على الفساد يصادفونها في دوائر الدولة مع ضرورة التحقق من ذلك ومراعاة كرامة الافراد وسمعتهم كي لايختلط الحابل بالنابل ، واستدرك قائلا :"كما ادعو الجهاز القضائي المحترم ان يزيد من فاعليته في هذا المجال لان الفساد لايقل عن الارهاب في مستوى تهديده لتقدم البلدان وازدهارها، ولقد تقدمنا بهذا المجال خطوات كبيرة اوقفت الكثير من الهدر للمال العام .
واضاف قد اولت الميزانية البطاقة التموينية اهتماما خاصا ووضعت لها التخصيصات ، وكذلك وضعت لها التدابير الادارية التي جعلتنا قادرين على اعطاء الوعد بانتهاء ازمة موادها خلال فترة وجيزة قد لاتتجاوز الشهر او الشهرين القادمين.
واشار الى ان معاناة المواطنين وحاجتهم الى الخدمات وكذلك الاصلاحات الاخرى لايستطيع احد نكرانها او التقليل من شانها وانا شخصيا اعتبر ذلك ليس فقط مشروعا وانما يمثل في بعض الاحيان الحد الادنى مما يجب ان يحصل عليه المواطن من حياة كريمة وعزيزة . ولكننا وبناءا على مالدينا من معلومات مؤكدة وادلة دامغة ربما لاتخفى على الكثير منكم ان هناك جهات معروفة لديكم ممن كانوا هم السبب الرئيسي لهذا الحرمان والتدهور الذي نعيشه يحاولون القفز على هذه المطالب المشروعة وتوجيهها الى جهة اخرى انتم لاتريدونها بكل تاكيد . ان الذين يفكرون بعودة البعث السابق والايام السوادء من تاريخ العراق وكذلك الارهابيين والقاعدة وغيرهم ممن لايريدون لبلدنا الخير ستجدونهم ربما اعلى صوتا منكم واكثر حماسا للمطالبة بكل ما من شانه اشاعة الفوضى والاخلال بالنظام العام وتعريض مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة للخطر في محاولة للانقضاض على كل ما حققتموه من مكتسبات في حياة ديمقراطية وانتخابات حرة وتبادل سلمي للسلطة واطلاق للحريات.
انهم بكل صراحة يخططون لكي يستفيدوا من مظاهرة يوم غد لاغراضهم الخاصة وطبقا للشواهد والادلة التي ناقشها اجتماع يوم امس الذي حضره فخامة رئيس الجهورية وقيادات وممثلي الكتل السياسية الذين كلفوني بضرورة وضع هذه الحقائق امامكم واكدوا جميعا ضرورة اخذ الحيطة والحذر مع احتفاظكم بحقكم بالتظاهر متى شاتم وفي أي مكان تريدون وواجب الحكومة بل والدولة بكل مؤسساتها ليس فقط حمايتكم بل والاستماع لصوتكم و معالجة مشاكلكم .
وهذا ايضا ما نبهت اليه المرجعيات الدينية وحذرت منه الزعامات والشخصيات الاجتماعية التي تحرص على سلامة العراق والعراقيين وتسعى الى تقدمه وازدهاره. لذا انني اؤكد مرة اخرى على حقكم بالتعبير عن رايكم ورفع صوتكم بالاحتجاج او الاعتراض على كل ما تشخصونه من خطاء او خلل ولكن مع مراعاة النظام العام ومصلحة البلاد وعدم الاضرار بالامن والاستقرار
لذا ادعوكم من موقع الحرص الى ضرورة اجهاض مخططات اعداء الحرية والديمقراطية ، وعدم المشاركة بمظاهرة الغد لانها مريبة وفيها احياء لصوت الذين دمروا العراق واسقطوا سيادته ودمروا مؤسساته ،واشاعو القتل والفساد .
وهذا لايعني حرمانكم مرة اخرى من حق المظاهرات المعبرة عن المطالب الحقة والمشروعة ويمكنكم اخراج هذه المظاهرات في اي مكان او زمان تريدون خارج مكان وزمان مظاهرة خلفها الصداميون والارهابيون والقاعدة . واحذركم من مخططاتهم التي تستهدف الى حرف المسيرات والمظاهرات لتتحول الى مظاهرات قتل وشغب وتخريب واشعال فتنة يصعب السيطرة عليها وتفجيرات واحزمة ناسفة.

انتهى