أفاد مصدر في الشرطة العراقية، الجمعة، بأن قيادة عمليات بغداد وجهت بمنع فضائيتي الشرقية والبغدادية من تغطية تظاهرة اليوم، واعتقال كوادرها في حال تواجدهم في ساحة التحرير.

وقال المصدر في حديث لـ "السومرية نيوز"، إن "قيادة عمليات بغداد أصدرت توجيهات بمنع قناتي البغدادية والشرقية الفضائيتين من تغطية تظاهرات المتوقع انطلاقها اليوم"، مبينا أن "التوجيهات تتضمن اعتقال كوادر الفضائيتين في حال تواجدهما في ساحة التحرير".

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "عمليات بغداد نشرت قواتها بشكل مكثف وسط العاصمة".

وكان مصدر في الشرطة العراقية قال في حديث لـ "السومرية نيوز"، في وقت سابق من اليوم، أن "القوات الأمنية بشكل مكثف في ساحة التحرير، فيما أكد وجود نحو خمسين متظاهراً وسط العاصمة بغداد.

وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت، أمس الخميس، فرض حظر للتجوال على جميع أنواع المركبات والدراجات منذ منتصف ليل الخميس وحتى إشعار آخر"، مؤكدة أن "تلك الإجراء تأتي ضمن خطة لمنع حدوث أي خروق أمنية في العاصمة التي من المتوقع أن تشهد تظاهرة في ساحة التحرير اليوم.

ومن المتوقع أن تشهد البلاد اليوم الجمعة تظاهرة يقول القائمون عليها بأنها مليونية وتهدف إلى الإصلاح والتغيير، إلا أن الحكومة حذرت من أن يتم استغلالها لإسقاط العملية السياسية في البلاد، وذكر رئيس الحكومة نوري المالكي أنه يملك معلومات مؤكدة تفيد بمحاولة حزب البعث وغيره من الجهات تسييس التظاهرات وخلق الفوضى بما يعيد البلاد إلى المربع الأول بحيث يصعب إصلاحها على حد تعبيره.

وكان المالكي دعا، أمس الخميس، الشعب العراقي بمختلف أطيافه وفئاته ومكوناته إلى إجهاض تظاهرة الخامس والعشرين من شباط لما لها من أهداف وصفها بأنها "تخريبية" وتريد إعادة العراق إلى الوراء، وأكد أن ذلك لا يعني إلغاء حق العراقيين بالتظاهر، مبينا أن للعراقيين الحق بالتظاهر في أي مكان وزمان غير يوم غد.

وكان وكيل وزارة الداخلية عدنان الأسدي كشف في حديث سابق لـ "السومرية نيوز"، أمس الخميس، عن وجود 40 وثيقة استخبارية تفيد بوجود مخططات لتنفيذ عمليات إرهابية وقتل وحرق وطعن لمتظاهري الجمعة، داعيا وسائل الإعلام إلى توعية الناس بخطورة التظاهر، مبدياً في الوقت نفسه استعداد الأجهزة الأمنية لحماية المتظاهرين.

وطالبت رئاسات الأوقاف الشيعي والسني والمسيحي في بيان مشترك، أمس الخميس، المشاركين في التظاهرات المليونية المقرر انطلاقها في عموم العراق يوم غد الجمعة بمنح الحكومة العراقية مهلة "كافية" لتلمس أثر المصادقة على الميزانية العامة ثم الحكم عليها، كما دعت البرلمان والقيادات الأمنية إلى ضمان سلامة المتظاهرين وتنفيذ مطالبهم، محذرة في الوقت نفسه من المندسين في التظاهرات.

وكان مصدر في مكتب المرجع الديني كاظم الحائري في النجف أفاد في حديث لـ"السومرية نيوز"، أمس الخميس، بأن المرجع أفتى بتحريم المشاركة في التظاهرات المليونية المقرر انطلاقها في عموم محافظات العراق يوم غد الجمعة، فيما اعتبر رجل الدين والقيادي السابق في حزب الدعوة الإسلامية محمد مهدي الآصفي، أن المشاركة في التظاهرة تضعف النظام ولا تصلحه.

كما اعتبر مرجع ديني بارز آخر هو محمد اليعقوبي في بيان صدر عن مكتبه، أمس الخميس، أن تظاهرات الجمعة المرتقبة مثيرة للشك والتوجس لعدم معرفة الجهات التي تقف وراءها، مؤكداً عدم تحمله مسؤولية المشاركة فيها، فيما أعرب المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، وفقاً لمقرب منه في حديث لـ"السومرية نيوز"، أمس الأربعاء، عن قلقه من خروج التظاهرات المرتقبة يوم الجمعة عن السيطرة، وتسلل من أسماهم بـ"ذوي المآرب والأجندات الخاصة" إليها، فيما أكد تأييده لمطالب المتظاهرين المشروعة.

كما أصدر مرجع ديني آخر وهو محمد تقي المدرسي، الثلاثاء الماضي، فتوى تحرم التصدي للتظاهرات السلمية التي تخرج في العراق أو غيره من البلدان للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية، كما حرم إلحاق الضرر بالممتلكات العامة أو الخاصة من قبل المتظاهرين.

وكان مصدر في مطار بغداد الدولي أكد، أمس الخميس، أن المطار يشهد حركة نزوح كبيرة لعدد من النواب والسياسيين العراقيين، في حين لفت مصدر في إدارة الجمارك إلى أنه تم إرجاع مبلغ مليون و200 ألف دولار حاول السياسيون إخراجها معهم.

يذكر أن البلاد تشهد منذ نحو ثلاثة أسابيع تظاهرات شعبية استلهمت من التظاهرات التي تجوب الدول العربية والتي أدت لحد الآن إلى سقوط نظامين سياسيين في تونس ومصر، وتتركز مطالب المتظاهرين في العراق على توفير الخدمات وفرص العمل وصون الحريات وضمان حرية التعبير إضافة إلى معاقبة المفسدين في الدولة، وقد تخلل بعضها صدامات بين القوات الأمنية والمتظاهرين، أدت إلى وقوع عدد كبير من الضحايا بين قتيل وجريح حين قام متظاهرون بإشعال النار بمبان حكومية، لاسيما في مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، بعدما أطلقت القوات الأمنية النار على المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل أحدهم وإصابة 49 آخرين.

وامتدت التظاهرات لتشمل إقليم كردستان حيث تشهد مدينة السليمانية، نحو 364 كم شمال العاصمة العراقية بغداد، منذ الخميس 17 شباط الجاري، تظاهرات شارك فيها المئات من الشباب وطلبة الجامعة، للمطالبة بإجراء إصلاحات حكومية ومحاربة الفساد والمفسدين، تحولت منذ يومها الأول، إلى مصادمات مع القوات الأمنية، أسفرت عن وقوع 132 قتيلاً وجريحاً بحسب مصدر مسؤول في مديرية صحة السليمانية، حيث شهد اليوم الأول وقوع 60 جريحاً واليوم الثاني 21 جريحاً واليوم الثالث 48 جريحاً، فيما سقط ثلاثة قتلى خلال الأيام الثلاثة.