شبكة عراق الخير
صفحة 1 من 11 1234567891011 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 106

الموضوع: قصة الحسين بن منصور الحلاج

Share/Bookmark

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1

    افتراضي قصة الحسين بن منصور الحلاج

    ( قصة الحسين بن منصور الحلاج )














    (( الحلقة الأولى ))








    الحلاج ... شهيد الحب الإلهي







    الحلاج ثلاثة أيام وليلتين ... وهو يعاني اشد أنواع العذاب
    من صلب وجلد وتقطيع أوصاله اربأ أربا
    ويبتسم ... !!!!!!
    ولم ينطق بحرف واحد عن الم الم به .. بل يمازح الجلاد
    رغم إن الجلاد لطمه على وجهه وكسر انفه
    يتحدثون عن كراماته

    (( إن أولياء الله
    لا خوف عليهم ولاهم يحزنون
    ))

    قصة الحلاج .. قصة كبيرة
    مزعجة بكل تفاصيلها .
    لان شخصية هذا الرجل تعرضت للظلم الكبير
    ليس من السهل محاكمة الفكر ..
    من اجل بقاء ديمومة الخلافة والسلطة .
    ورغم كل أوامر السلطة في إحراق تراث هذا الرجل
    بقي اسم الحلاج
    واختفت أسماء كل من ساهم بقتله

    وعلى مدى عصور من الزمن .. لم يرحمه أحدا
    وبقي في نظر الجمهور المنتفع زنديق وكافر وملحد ...
    لا يستحق الحياة .
    لكن الضميرالإنساني مع قسوة الحاكم ... مجامل

    صوت الحلاج كان أقوى .. في مناجاة خالقه

    إذا ذكرتك كاد الشوق يقلقني
    وغفلتي عنك إحزان وأوجاع
    وصار كلي قلوبا فيك داعية
    للسقم فيها والآلام إسراع




    سأحكي قصته الكاملة





    وسأذكر المراجع
    وأتمنى من القارئ إن يكون منصفا مع نفسه أولا .
    لكي يعرف حقيقة هذا الرجل الشهيد





    ( سين وجيم رقم 1 )




    شهيد ؟!
    أتمنى أن أجد عندك أخي الكبير ما يثبت ذلك !!




    نعم لدي الكثير ... كل ما احتاجه منكم الصبر
    صدقني ... كنت لا أرغب في الحديث عنه
    ولكن عز على نفسي إن ابقي صامت








    ( سين وجيم رقم 2 )





    وهل رأيته وهو يجلد ؟
    وهل رأيته وهو يبتسم ؟
    وهل رأيته وهو يظلم ؟
    أخي الفاضل أولى أن تقرأ ما جاء به الحلاج بنفسك
    ودعك من الأحكام الذي صدرت ضده
    لتعرف أثره في تخريب عقول الأمة .




    أخي الفاضل
    وهل قرأت سيرة هذا الرجل من الإلف إلى الياء ؟
    لم أرى كيف جلد ولم أراه كيف يبتسم
    لكن شهود كل عصر من عصور التاريخ موجود
    منهم من كتم الأمر خوفا من مصير مشابه ..
    ومنهم حاز على منصب لكي يسكت .
    كما نرى ألان من فصول مشبعة بالحزن والألم .
    اقرأ قصة هذا الرجل أولا واحكم بنفسك ... كن أنت القاضي
    وقبل إن احكم بنفسي على هذا الرجل ....
    حكمت ضميري أولا
    ودرست شخصية هذا الرجل


    ولم أتأثر أبدا بكل ما قيل وقال
    دراسة موضوعية خالصة
    لنقل أنها محاكمة فكرية ( حديثة )
    تحدث في القرن الحادي والعشرين
    محاكمة منصفة وعادلة
    نتبارى في كشف الحقائق كلها ..
    حتى نعرف قصة هذا الرجل
    وما قام به من تخريب عقول الأمة .
    لماذا إذن ندرس التاريخ ؟







    ( سين وجيم رقم 3 )






    اتقى الله آخى في الله
    فانه كافر زنديق ونحسبه من ساكني جهنم
    بحول الله وقوته فقد كان يتجرا على الله
    لأنه كان يتفوه بكلام لا يجوز إن اكتبه ويقراه الغير




    الحمد لله إن يدي لم تتلوث بظلم كائن حي خلقه الله عز وجل .
    ومنحي طيبة القلب وصفاء السريرة ... وتلك طبيعتي
    واكتسبت من والدي عشق التاريخ وسحره
    ماشي .. هو كافر وزنديق
    والله اعلم إن كان في جهنم أو الجنة .
    إن أردت الأدلة ... والله اعرفها كلها
    واعرف خطورتها ....
    ما الضرر لو إن نحتكم للعقل
    ونفهم شخصية هذا الإنسان بحلوها ومرها
    نرتقي بسمو عقلنا بعيدا عن إي تأثير .. مهما كان
    ونفهم هذا الإنسان هل هو كافر أم لا
    كل ما احتاج إليه صبركم معي .
    كيف يمكن إن نتبنى حكم على رجل ...
    لا نعرف عنه سوى القليل رغم مرور قرون من الزمن ؟
    من المؤكد إن لا احد طرح هذا الأمر من قبل !!!!!
    خفايا دهاليز التاريخ ... لابد إن تظهر في يوم ما
    هذا هو حكم التاريخ ومنه تم اكتسب المعنى .









    ( سين وجيم رقم 4 )







    هذا الموضوع مرفوض أخي
    إن أردت الحديث عنه كشخصيه تاريخيه
    فأهلا بك وإن أردت وضعه في مكان غير مناسب له
    فلن نقبله هنا





    كم أعجبني ردك ... ردك منصف
    وإذا تجاوزت الحد في النقد الموضوعي ...
    لك حرية الحذف أو التصرف .
    إنا اعرف خطورة هذا الرجل جيدا .
    لكن في طبيعتي لا أميل إلى تكوين رأي شخصي
    دون البحث عن الأسباب .
    لكي أكون منصف مع نفسي أولا ..
    والغالب إني متسرع في ردة الفعل ..
    حين أتعرض الى استفزاز
    غير منصف
    ولكن تعاملي مع دراسة التاريخ
    يجعلني اشعر بالمتعة لأنه يمنحني مساحة واسعة للمناقشة
    والتواصل مهما كانت الآراء قاسية .
    سواء لي .. أو للشخصية التي أتحدث عنها .
    عشقي الأول هو التاريخ

    كل ما احتاجه صبركم معي
    تعلمت من الحاكم ما يكفي لكي اسجن ظلما
    هو قدري المحتوم ...
    لكي أتفهم معنى قيمة الكائن الحي
    صبركم معي





    (( الولادة ))




    ولد الحسين بن منصور الحلاج
    مطلع عام 244هجرية الموافق 858 ميلادية
    في بلدة ( تور ) في الشمال الشرقي من مدينة البيضاء
    والبيضاء مدينة مشهورة بفارس
    وسميت بهذه الاسم لوجود قلعة ترى من بعيد ويرى بياضها .
    كان مكان للجند الإسلامي .
    ومن أبنائها العلامة النحوي ( سيبويه )
    دائرة المعارف الإسلامية ... تقدم لنا

    روايتين متناقضتين عن نسبه
    الرواية الأولى
    تصعد به إلى أبي أيوب الأنصاري ( الصحابي الجليل )
    وهذا الأمر عربيا خالصا .
    الرواية الثانية ..... انه حفيد مجوسي من أبناء فارس .

    الأولى لم تثبت تاريخيا

    وكان الإجماع متفق على انه فارسي الأصل ...
    كما هو فارسي المولد
    يقول ابن كثير :

    (( هو الحسين بن منصور
    بن محمى الحلاج أبو مغيث
    ويقال أبو عبد الله ....
    كان جده مجوسيا من أهل فارس
    من بلدة البيضاء ))

    بعد ولادة الحسين الحلاج .. اضطربت أحوال والده المادية
    فرحل من بلدة تور إلى مدينة ( واسط ) في العراق
    وهي مدينة بناها الحجاج الثقفي
    ينشد العمل في ميادينها الاقتصادية الشهيرة
    يقول المستشرق ( ماسنيون )

    (( أن البقعة التي ولد فيها
    كانت من أعظم مناطق النسيج
    في الإمبراطوريةالإسلامية .
    وان والده
    كان من عمال النسيج ولهذا سمي حلاجا ))

    وهو استنتاج فكري ...
    لعدم وجود الشاهد والدليل
    وهناك رواية ابن خلكان في وفيات الأعيان
    انه ساعد رجل من واسط ... ( قطان ) في حلج قطنه
    وعندما عاد الرجل
    وجد أن كل قطنه محلوجا وكان 24 ألف رطل !!!
    ذهل الرجل ...
    وأطلق اسم الحلاج على الحسين بن منصور
    ولازمته هذه الكنية طول حياته
    وأورد ابن كثير الرواية نفسها .........

    لكنه أضاف رواية أخرى تقول ...
    أن أهل الأهواز أطلقوا عليه هذه التسمية
    لأنه كان يكاشفهم بما في قلوبهم فسموه

    ( حلاج الأسرار )

    نشأ الحلاج في واسط ... وكانت هذه المدينة
    مركزا من مراكز الإشعاع الفكري والروحي ...
    أسس بها الأشاعرة مدرستهم الكبرى
    وفيها نشاط ثقافي وتيار علمي حر .
    وأقام الحنابلة مدرسة القراء ... ومعهد للحديث
    وكانت المساجد مقاعد للبحث والدرس والجدل والحوار .
    في هذا الجو العلمي نشأ الحلاج
    ولفت أليه الأنظار منذ طفولته بذكائه
    المتوثب اللماح وشفافية روحه
    وتفتح قلبه وحبه للعلم والمعرفة
    وحفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره
    وتعمق في فهم معانيه ...
    تعمقا ليس من طبيعة الطفولة الغضة .
    اشتهر بالإرادة القوية الموجهة
    والرياضات والمجاهدات الروحية
    ونسي لهو الطفولة .. كثير الصلاة والتأمل .
    وتعلق كثيرا بالدراسات التي تتناول المعرفة الروحية
    وأقبل على علوم عصره
    من فقه وتوحيد وتفسير وحديث وحكمة وتصوف
    أراد أن يعرف المعنى الرمزي ..............
    الذي يرفع دعاء الروح إلى الله .
    تعلق قلبه بالوجد الإلهي والحب الرباني
    أنقطع عن دروسه .. وأقبل على ملكوت السماء والأرض .
    يقلب الأفاق ويتأمل أسرارها
    يبحث عن أسرار وأسرار ....
    ونذر نفسه لربه سبحانه
    وأقبل عليه بكل ذاته ....
    والتهبت عواطفه بالحب والوجد
    يستهدف ارتباط قلبه بالله وقرب روحه منه

    (( قربا يفني فيه عن كل شئ
    ليبقى له بعد ذلك كل شئ ))

    انه فناء الخالدين بربهم .. فناء وخلود
    وأخذ الحلاج نفسه بهذا النهج ... عنيفا قاسيا
    وألزم نفسه به طول حياته
    يقول الحلاج :

    (( كلمة التوحيد ...
    هي السطر الأول في كتاب الإسلام
    لا تكون صدقا وحقا
    إلا إذا عشنا وتذوقناها وفنينا في معناها ..
    حتى كأننا ننطقها
    نسمعها من الله جل جلاله
    وحينئذ تنبثق في شغاف القلوب
    وعين الوجدان
    ويموج كل شئ بالجلال والنور والمعرفة
    والقرآن الكريم .....
    كلام الله فيجب على المؤمن أن يتذوق حقائقه
    تذوقا روحيا
    وأن تتمثل فيه هذه الحقائق
    تمثلا عمليا إيجابيا ))

    ألم تقل السيدة عائشة وهي تصف الرسول المصطفى

    (( كان خلقه القرآن ))

    ويمشي خطوات بهذا الفهم حتى يقول
    إن المؤمن الصادق يصل به الأمر حتى تكون
    (( بسم الله ))
    منه بمنزلة (( كن )) من الله سبحانه
    أي أن (( بسم الله )) إن نطق بها من تحقق بحقائق القرآن ؟
    وتذوقها وعاش بها تكون (( بسم الله )) منه
    لها من القوة والأثر ما لكلمة (( كن )) من الله سبحانه .

    ومن كلمات شبابه الغر
    (( حقيقة المحبة قيامك مع محبوبك
    بخلع أوصافك والاتصاف بأوصافه ))

    أنهاالبذرة التي ستخرج منها فلسفة الحلاج
    في مقام الفناء !!؟
    ويستمر في المثاليةالسامية

    (( من لاحظ الأعمال حجب من المعمول له ...
    ومن لاحظ المعمول له حجب عن رؤية الأعمال ))

    وكان يقصد بقوله المعمول له ... الله جل وعلى
    هذه هي خواطر الحلاج القلبية والروحية
    وهو في مطلع شبابه
    قبل أن يسلك المنهج الصوفي
    قبل أن ينظم إلى مدرسة التصوف
    التي كانت تهيمن على العراق
    وفارس خلال القرن الثالث الهجري .






    إلى حلقة أخرى



  2. #2
    الصورة الرمزية ثريا
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    5,839
    مقالات المدونة
    13
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    اسمع كثيرا هذا الاسم ولكني لا اعرف عنه شيئا

    شكراا لك لطرح هذا الموضوع المهم

    كما ان طريقة السرد مميزة

    واعجبتني هذه الكلمات

    [frame="4 98"]لكن الضميرالإنساني مع قسوة الحاكم ... مجامل

    صوت الحلاج كان أقوى .. في مناجاة خالقه

    إذا ذكرتك كاد الشوق يقلقني
    وغفلتي عنك إحزان وأوجاع
    وصار كلي قلوبا فيك داعية
    للسقم فيها والآلام إسراع
    [/frame]



    ولا عجب انه نشأ في واسط

    فهي مدينة الادباء والمفكرين

    جزاك الله الف خير ومتابعين القصة بتفاصيلها

  3. #3

    افتراضي

    شاكرا مرورك الكريم شقيقتي العزيزة

    بارك الله فيك


    هذه صورة مقام الحلاج ... في محلة الدوريين
    جانب الكرخ من بغداد ... خلف مستشفى الكرامة
    وقريبا منه قبر الشيخ المتصوف معروف الكرخي
    وقبر المتصوف الشيخ جنيد البغدادي
    وقبر بهلول الكوفي والمتصوف البسطامي وغيرهم الكثير










    هي القبة الخضراء الصغيرة في وسط الصورة


    خالص احترامي وتقديري

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد الهادي جسام الشمري ; 02-26-2011 الساعة 11:43 PM

  4. #4

    افتراضي

    (( الحلقة الثانية ))







    ( شيوخه في الطريق )




    لما بلغ الحلاج الثامنة عشر من عمره .........
    أتصل بالإمام الصوفي ( سهل ابن عبد الله التستري )
    وتلقى على يديه آداب الطريق ومنهجه .
    وأعجب بشخصية سهل وبادله شيخه الإعجاب والتقدير .
    لما بلغ الحجاج العشرين من عمره
    أعتزم أن يخرج من مدينة واسط الصغيرة إلى العالم الفسيح .
    فرحل البصرة ... وفيها تتلمذ على شيخ من شيوخ التصوف
    هو ( عمر المكي )
    الذي سيكون له أبعد الأثر في حياته .
    وفي نكبته .... ومنه تلقى الصوفية وعاش حياتهم .
    وتزوج ( بأم الحسين بنت أبي يعقوب الأقطع )
    والأقطع كان من زعماء البصرة
    ورزق منها ثلاثة أبناء .
    ثم دخل الحلاج في خصومة مع شيخه المكي
    فانقطع ما بينهما من مودة ... وحلت محلها خصومة حادة
    حتى ضاق صدر الحلاج بالبصرة
    فارتحل إلى بغداد .
    يقول صاحب العبر ( تصوف الحلاج ثم قدم بغداد فصحب الجنيد والثوري
    وتعبد وبالغ في العبادة )

    تتلمذ على الجنيد .................
    والمعروف أن ( أبي القاسم الجنيد ) هو سيد الطائفة وشيخها الكبير .
    وتوثقت الصلة بين الرجلين
    واشتكى إليه من شيخه المكي فأمره الجنيد بالصبر ومراعاة حق شيخه .
    ثم أخذ ما بين الجنيد والحلاج يفتر
    فلكل منها شخصيته ومنهجه وباعدت بينهما أحداث
    سنأتي على ذكرها فيما بعد
    ويرى عن الجنيد قوله .......

    (( إنني أرى كثيرا من فضول الكلام
    فيما يقوله الحسين بن منصور ))


    ثم أتصل الحلاج برجال مدرسة ( رسالة القشيري )
    والتقى بصديق عمره ( الشبلي )
    كما اتصل بمدارس التصوف وأعلامه ......
    اتصالا لم يطل أجله !! ؟
    والسبب في اعتقادي إن الحلاج أخذ يكون لنفسه منهجا ومدرسة وزعامة .
    ذات أهداف دينية ودنيويةمعا .
    لان بغداد في ذلك الزمن عاصمة الدنيا
    حضارة وثقافة
    وكانت تقدم للحلاج الكثير من المعرفة
    والكثير من الروحية ..........
    الحركة والنشاط والجهاد


    لتلاقي الثقافات العالمية كما تلاقت المذاهب والملل والنحل المختلفة .
    كل هذه الألوان الفكرية تصارعت في عقل الحلاج
    رأى الحجاج في بغداد ( الصراع الفكري )

    والعصبيات بين العرب والفرس والترك
    وبين القبائل العربية المختلفة
    رأى ترفا ماجنا .....
    نظام فاسد وظالم وخلافة متكبرة

    تأمل الحلاج ما يدور من حوله باحثا عن حل
    واعتبر أن بمقدور ( التصوف ) احتواء المذاهب الفكرية المتعارضة .
    ويوحدها في منهجه الإيماني

    ومحو العصبيات الجامحة بروحانيته العالية
    وما تشع من إخوة ... وما تلهم من محبة !!!!!
    وفوق هذا وذاك ....

    (( فان التصوف يستطيع بطبيعته
    النقية المترفعة أن يحارب الترف والفساد والتأله الذي فرضته الخلافة العباسية على المجتمع الإسلامي ))









    إلى حلقة أخرى


  5. #5

    افتراضي

    عاشت ايدك
    ويسلموووو

  6. #6

    افتراضي


    شاكرا مرورك الكريم نجمة السماء

    خالص احترامي وتقديري


    واقدم لك الحلقة الثالثة








    (( الحلقة الثالثة ))




    أخذ الحلاج يفكر في إيجاد كتلة شعبية ..

    تدعو إلى أخوة روحية في الله

    وهدفه ( وحدة العالم الإسلامي ) والنهوض به

    لكي يعود إلى منهج الصدر الأول وقوته

    الروحانية والإيمان

    الوحدة الكاملة .. ومنها الشعور والمثل العليا

    المناهج والغايات


    ما يجمع المسلمون .. كتاب الله

    ورسولهم واحد


    والعبادة قامت على النظام والوحدة .

    الصلاة موقوتة .. وصفوف متراصة لها قبلة واحدة

    تفنى أحاسيسهم في استغراق تعبدي مشترك


    والصيام يبدأ بأذن الفجر

    وينتهي بأذان الغروب

    مثل النفير العام .. تحشيد للجنود

    جنود الروحانية الإسلامية

    النظام

    القوة

    الوحدة الكاملة


    والحج مؤتمر المسلمين الأكبر .. من كل بقاع الأرض

    شعائر مفروضة مشتركة

    كلها ترمي الجمرات إلى رمز عدوهم المشترك

    ومع هذا اختلفوا وتمزقوا

    كان الحلاج يراقب ما يدور من حوله

    تحركت قواه فأخذ يلقي بنفسه في تيار الحياة

    أتصل مع الناس والجماهير .. بل وثق صلاته بجمع كثير من المتنفذين

    جند وقادة وأمراء وزعماء

    وكان على المحك



    لا شيوخ التصوف من المتزمتين رضيت عنه

    ولا دار الخلافة رضيت عنه

    ولا القوى السرية التي تحرك بغداد ...



    التي تهمين على العالم الإسلامي رضيت عنه






    إلى حلقة أخرى


  7. #7

    افتراضي


    (( الحلقة الرابعة ))









    ( مجاهداته الروحية )






    هل كان الحلاج رجل الإصلاح الديني والاجتماعي والسياسي !!!؟

    لم تكن كل حياة الحلاج

    ولا كل جهاده

    ولا يمكن لهذا الصورة إن تمثله تمثيلا كاملا

    الحلاج كان ينقلب في حياتين

    يعمل في حقلين

    كان يمتلك القدرة على المزج بينهما

    كما يملك الطاقة على النهوض بهما معا .

    خلال معركته الإصلاحية .. ودعوته الشعبية



    سلك طريق الصوفي

    وسلكه في عنف وقوة


    انفصم ما بينه وبين شيوخه

    فلم يتم تدريبه ولم يكتمل إعداده

    ولم تمهد له الأيدي المدربة ... المربين طريق الكمال الروحي

    والطريق الصوفي

    ( طريق وعر وشائك )


    تمتزج فيه البروق الخادعة
    بالأنوار الهادية ..
    والخواطر المضلله بالهامات المشرقة



    فيه الاستدراج الخفي والامتحان الرباني

    وفيه العوائق النفسية ... والتيه القلبي

    والخداع الذوقي


    ولهذا اشترط الصوفية جميعا

    واتفقوا على أن الشيخ ضرورة في الطريق ... لا غنى عنه للسالك

    مثل الطبيب للمريض .. وتلك قصة طويلة



    الحلاج .. استقل بنفسه وأخذ يسلك الطريق لوحده

    وأخذ يجاهد نفسه ويدربها ويكلفها أشق ما في التصوف من تكاليف



    بل فرض عليها أقسى ما في المنهج الروحي من وسائل التجرد والزهد وغيرها

    وابتدع لنفسه طريقا حلاجيا .. استهدف به الكمال

    واتصال روحه بربه .. اتصال حب وشوق وفناء

    كان الحلاج في جهاده الروحي وفي النضال الشعبي


    سريع التقلب والحركة

    في قلبه أهواء متعددة

    في وجدانه وأحلامه استشراف ... يحسها ويدركها

    واضحة حينا .. غامضة أحيانا !!؟



    روحه لم تظفر بعد وقلبه لم يصل بعد إلى مقام الثبات والتمكين

    من هنا جاء التلون في السلوك الذي اتسمت به حياة الحلاج في دورها الأول

    يقول ابن كثير في كتابه ( البداية والنهاية ) الصفحة 134 ج 11



    (( وقد كان الحلاج يتلون في ملابسه .. فتارة يلبس لباس الصوفية

    وتاره يتجرد في ملابس رزية .. وتارة يلبس لباس الأجناد

    ويعاشر أبناء الأغنياء والملوك والقواد .. وقد رآه بعض أصحابه في ثياب رثة

    قيل له ما هذه الحالة يا حلاج ؟ ))




    أنشد قائلا



    لان أمسيت في ثوبي عديم ..... لقد بليا على حر كريم

    فلا يغررك إن أبصرك حالا ..... مغيرة عن الحال القديم

    فلي نفس ستتلف أو سترمى ...... لعمرك بي إلى أمر جسيم


    كان الحلاج يتلمس طريقه إلى أمر عظيم جسيم

    الصوفي والإصلاحي



    وقد أعتزم في إصرار حاسم

    أن يبلغه أو يهلك دونه







    إلى حلقة أخرى







  8. #8
    الصورة الرمزية همسة سكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    825
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي

    معلومات اول مره اطلع عليها عن هذه الشخصية
    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

  9. #9
    الصورة الرمزية صباااح
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    239
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي

    ماشاء الله طرح مميز وقصة جميلة عن شخصية مهمة
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

  10. #10
    الصورة الرمزية حسام علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    5,284
    مقالات المدونة
    49
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    احسنتم وبارك الله بجهودكم

    موفقين

صفحة 1 من 11 1234567891011 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاعمال الكاملة عن منصور الحلاج
    بواسطة عامر العمار في المنتدى مكتبة سياسة وقانون واجتماع وعلم النفس وفلسفة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-08-2013, 08:54 AM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى