السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرات مقال عندما كنت اتصفح اخر الاخبار وقد عجبني و وددت ان انقله لكم ولكن لكم ارائكم ايضا

و اتمنى كل عضو يدخل يكتب رايه بكل حرية عن الرئيس الليبي القذافي

يعني شخصيته - تطلعاته - افكاره - صفاته ... وكيف ستكون نهايته

منتظرين ردودكم



[frame="11 98"]

لا تتناسب الصفات البطولية التي يطلقها العقيد معمر القذافي على نفسه او التي يروج لها بعض عارفيه من مريدين ومنشقين، مع شخصية اي طاغية في التاريخ ولا مع اللحظات الاخيرة التي سجلت لطغاة كثيرين... باستثناء الزعيم النازي ادولف هتلر على الرغم من الشكوك المتداولة بين الحين والاخر حول قصة انتحاره وعشيقته الشهيرة ايفا بروان في خاتمة الحرب العالمية الثانية.
وأي مقارنة تجري هذه الايام بين القذافي وبين هتلر هي بلا ادنى شك اساءة كبرى للقائد الالماني التاريخي وسجله الحافل في الحروب والصراعات المصيرية التي غيّرت وجه العالم كله منذ النصف الاول للقرن الماضي وحتى اليوم... وهو ما لا يستوي مع شخصية العقيد الليبي الذي نفّذ قبل 41 عاما انقلابا عسكريا على ملك هرم ونظام متهالك، افقده رشده وعزله عن محيطه وانحدر به الى حالة الهذيان الراهنة... التي ينشغل المجتمع الدولي في البحث عن علاج لها، لا يلحق المزيد من الاذى والضرر بالشعب الليبي.
عندما قرر هتلر ان يجتاح العالم ويخضعه لسيطرته لم يكن يهذي، لكنه اصيب بمس من جنون العظمة، الذي لا يستند فقط الى تكوينه الشخصي بل ايضا الى الاجتماع الالماني في ذلك الوقت... بخلاف القذافي الذي ظهرت عليه علامات الجنون في وقت مبكر جدا من حكمه وادعى لنفسه صفات الزعيم القومي والمفكر العربي والفيلسوف الاسلامي، بل وحتى متمم النبوة ومكمل الرسالة حسب التقويم الخاص الذي اعتمده لليبيا منذ وفاة النبي محمد بدلا من هجرته، من دون اي سند ثقافي او حتى تعليمي، ومن دون اي منطق سياسي طبعا.
منذ اللحظة الاولى بدا القذافي انه انطلق من فراغ وما زال يعيش فيه، ولا يمكن ان ينسب لنفسه او تنسب اليه اي بطولة او جرأة، لا في داخل ليبيا ولا في خارجها، عدا العمليات الامنية والاستخباراتية التي تتطلب عقلا شريرا لا يعي العواقب ولا يقدرها... ويفسر الكثير مما يجري اليوم في ليبيا، وطريقة ادارته للمواجهة مع شعبه التي لا تحتاج الا الى الشر المطلق الذي لا يقرأ الوقائع ولا المعطيات التي تجعل من سقوطه من السلطة امرا محتما، مهما طال الزمن.
وهنا يسود اعتقاد عام، ساهم القذافي نفسه في ترسيخه بأنه سيقاتل حتى الرمق الاخير، وهو لن يسلم السلطة الا بعد ان يقتل او يلجأ الى خطوته الشجاعة الاخيرة اي الانتحار حتي لا يستسلم لمعارضيه ويتعرض للمهانة او الذل او حتى المحاكمة. بمعنى آخر، يقصد القذافي، ومصدقي روايته هذه، انه رجل يتمتع بالكبرياء والكرامة، ويتوقع ان تكون نهايته فصلا من تراجيديا يونانية اسطورية... والارجح ان تلك الرواية جزء من الحرب النفسية على الخصوم والتعبئة الذاتية للحلفاء والحرس والاسرة المحيطة به، لكني يمكن ان تنبئ ايضا بانهيار وشيك للرجل الذي لا يعرف احد نوع الادوية والمهدئات والمسكنات التي يتناولها هذه الايام.
القذافي كان ولا يزال صاحب المفاجآت المثيرة للسخرية. خاتمته لن تكون على الاغلب خروجا عن المألوف في شخصيته.
[/frame]