رحت أستفسر من عقلي وهل يدرك عقليمحنة الكون التي استعصت على العالم قبليألأجل الكون أسعى أنا أم يسعى لأجلىوإذا كان لكل من فيه حق: أين حقي؟!



فأجاب العقل في لهجة شكاك محاذرأنا في رأسك محفوف بأنواع المخاطرتطلب العدل وقانون بنى جنسك جائرإن يكن عدلا فسله عن لساني: أين حقي؟!




أنا ضيعت كما ضيعت جهدا في هباءباحثا عن فكرة العدل بكد وعناءوإذا بالناس ترجو العدل من حكم السماءوسماء الناس كالناس تنادى: أين حقي ؟!




أتراني أرتئى ما يرتئيه الناسكوناوأجارى منطقا يعتبر الشك يقيناوأقر الوهم فيما يدعيه الوهم دينأفسيعود العلم يدعوني بحق: أين حقي ؟!




إن أنا أذعنت للخلق وحاولت التعاميكان شأني شأن من يطلب غيثا من جهامفنظام الخلق لا يعرف وزنا لنظاميونظامي لم يزل يصرخ مثلى: أين حقي؟!




ما لبعض الناس لا يحسب للتفكير فضلاومتى ناقشته الرأي تعداك وولىزاعما إبقاء ما كان على ما كان أولىمن جديد يعرف الواقع منه: أين حقي ؟!




ليتني أستطيع بعث الوعي في بعض الجماجملأريح البشر المخدوع من شر البهائموأصون الدين عما ينطوي تحت العمائممن مآس تقتل الحق وتبكى: أين حقي؟!




يا ذئابا فتكت بالناس آلاف القرونأتركينى أنا والدين فما أنت ودينيأمن الله قد استحصلت صكاً في شؤونيوكتاب الله في الجامع يدعو: أين حقي؟


أنت فسرت كتاب الله تفسير فسادواتخذت الدين أحبولة لك واصطيادفتلبست بثوب لم يفصل بسدادوإذا بالثوب ينشق ويبدو: أين حقي؟!




بان هذا الثوب مشقوقا لأرباب البصائرفاستعار القوم ما يستر سوءات السرائرهو ثوب العنصريات وهذا غير ساتروصراخ الأكثريات تعالى: أين حقي؟!




كيف تبقى الأكثريات ترى هذى المهازليكدح الشعب بلا أجر لأفراد قلائلوملايين الضحايا بين فلاح وعامللم يزل يصرعها الظلم ويدعو: أين حقي؟!




أمن القومية الحقة يشقى الكادحوناويعيش الانتهازيون فيها ناعموناوالجماهير تعانى من أذى الجوع شجوناوالأصولية تستنكر شكوى: أين حقي؟!




حرروا الأمة إن كنتم دعاة صادقينامن قيود الجهل تحريرا يصد الطامعيناوأقيموا الوزن في تأمين حق العامليناودعوا الكوخ ينادى القصر دوما: أين حقي؟!




يا قصورا لم تكن إلا بسعي الضعفاءهذه الأكواخ فاضت من دماء البؤساءوبنوك استحضروا الخمرة من هذى الدماءفسلى الكأس يجبك الدم فيه: أين حقي ؟!




حاسبيني إن يكن ثمة ديوان حسابكيف أهلوك تهادوا بين لهو وشرابوتناسوا أن شعبا في شقاء وعذابيجذب الحسرة والحسرة تحكى: أين حقي؟!




كم فتى في الكوخ أجدى من أمير في القصورقوته اليومي لا يزداد عن قرص صغيرثلثاه من تراب والبقايا من شعيروبباب الكوخ كلب الشيخ يدعو: أين حقي؟!




وفتاة لم تجد غير غبار الريح ستراتخدم الحي ولا تملك من دنياه شبراوتود الموت كي تملك بعد الموت قبراواذا الحفار فوق القبر يدعو: أين حقي؟!






ما لهذى وسواها غير ميدان الدعارة

لتبيع العرض في أرذل أسواق التجارة

وإذا بالدين يرميها ثمانين حجارة

وإذا القاضي هو الجاني ويقضى: أين حقي؟!





أين كان الدين عنها عندما كانت عفيفة

ومتى قدر حقا لضعيف وضعيفة

ولماذا عدها زانية غير شريفة

الآن العرف لا يسمع منها: أين حقي؟!





كان من واجبه يمنحها عيش كفاف

قبل أن يضطرها تبتاع عيشا بعفاف

ولماذا أغلظ القاضي فيها وهو مناف

للنواميس ولا يسأل منها: أين حقي؟!





كم زنى القاضي وكم لاط بولدان وحور

واحتسى أوفر كؤوس من أباريق الفجور

أين كان الدين عن إجراء قاضيه الخطير

ولماذا لم يصارحه كسجان: أين حقي؟!





القاضي الدين تميز على حال الجماعة

أعليه الحكم لا يرى وان يأبى أتباعه

أقضاة الدين أدرى بأساليب الشفاعة

واذا الدين ارتضاها لم يطالب: أين حقي؟!





برياء ونفاق يخدعون الله جهرا

أين مكر الله ممن ملئوا العالم مكرا

إن صفا الأمر لهم لن يتركوا لله أمرا

وسيبقى الله مثلى مستغيثا: أين حقي؟!





ليس هذا الدين دين الله بل دين القضاة

لفقوه من أحاديث شياطين الرواة

وادعوا أم من الله نظام الطبقات

إن يكن حقا فقل لي يا إلهي: أين حقي؟!





ليس في وسعى أن أسكت عن هذى المآسي

وأرى الأعراف والأعراف من دون أسى

بين مغلوط صحيح وصحيح في التباس

وكلا العرفين لا يفهم منه: أين حقي؟!





خطأ شاع فكان العرف من هذا الشياع

صواب حكم العرف عليه بالضياع

وسواد الشعب مأخوذ بخبث وخداع

لقطيع يلحق الذئب وينعى: أين حقي؟!





ليس هذا الذنب ذنب الشعب بل ذنب الولاة

وجهوا الأمة توجيه فناء لا حياة

وتواصوا قبل أن تفنى بنهب التركات

واذا الحراس للبيت لصوص: أين حقي؟!





دولة يؤجر فيها كل أفاك عنيد

أجره لا عن جهود بل لتعطيل الجهود

لم يواجه نعمة الأمة إلا بالجحود

واذا النعمة تغلى في حشاه: أين حقي؟!





من فقير الشعب بالقوة تستوفى الضرائب

وهو لم يظفر بحق ويؤدى ألف واجب

فعليه الغرم والغنم لسراق المناصب

أيسمى مجرما إن صاح فيهم: أين حقي؟!





من حفاة الشعب والعارين تأليف الجنود

ليكونوا في اندلاع الحرب أخشاب وقود

وسراة الشعب لاهون بأقداح وغيد

وجمال الغيد يستوجب منهم: أين حقي؟!





عائشاً عيشة رهط لم يفكر بسواه

همه أن ينهب المال لإشباع هواه

أين من يفتح تحقيقا يرى عما جناه

ويريه بانتقام الشعب جهراً: أين حقي؟!





أيها العمال هبوا وارفعوا هذى البراقع

عن وجوه ما بها غير سحاب ومصانع

واصرفوها عن عيوب عميت عن كل دافع

وتراني صادقا عنها بقولي: أين حقي؟!





أيها العمال أين العدل من هذى الشرائع

أنتم الساعون والنفع لأرباب المصانع

وسعاة الناس أولى الناس في نيل المنافع

فليطالب كل ذي حق بوعي: أين حقي؟!





كيف يقوى المال أن يوجد في غير جهود

أين كان النقد لولا جهد صناع النقود

ومتى يقدر أن يخلق طيرا من حديد

فلهذا الجهد أن يدعو جهرا: أين حقي؟!





أين كان المال قبل الجهد أو قبل الطبيعة

وهما قد سبها في غابر العهد شروعه

واذا بالمال لا يذكر للعهد صنيعة

وإذا بالجهد يستجدى صهبانا: أين حقي؟!





لم يؤثر بيقيني ما أقاسي من شجون

فشجوني هي من أسباب تثبيت يقيني

ولتكن دنياي ما بين اعتقال وسجون

وليكن آخر أنفاسي منها: أين حقي؟

ب





رحت أستفسر من عقلي وهل يدرك عقلي

محنة الكون التي استعصت على العالم قبلي

ألأجل الكون أسعى أنا أم يسعى لأجلى

وإذا كان لكل من فيه حق: أين حقي؟!



فأجاب العقل في لهجة شكاك محاذر

أنا في رأسك محفوف بأنواع المخاطر

تطلب العدل وقانون بنى جنسك جائر

إن يكن عدلا فسله عن لساني: أين حقي؟!





أنا ضيعت كما ضيعت جهدا في هباء

باحثا عن فكرة العدل بكد وعناء

وإذا بالناس ترجو العدل من حكم السماء

وسماء الناس كالناس تنادى: أين حقي ؟!



أتراني أرتئى ما يرتئيه الناسكونا

وأجارى منطقا يعتبر الشك يقينا

وأقر الوهم فيما يدعيه الوهم دين

أفسيعود العلم يدعوني بحق: أين حقي ؟!



إن أنا أذعنت للخلق وحاولت التعامي

كان شأني شأن من يطلب غيثا من جهام

فنظام الخلق لا يعرف وزنا لنظامي

ونظامي لم يزل يصرخ مثلى: أين حقي؟!



ما لبعض الناس لا يحسب للتفكير فضلا

ومتى ناقشته الرأي تعداك وولى

زاعما إبقاء ما كان على ما كان أولى

من جديد يعرف الواقع منه: أين حقي ؟!



ليتني أستطيع بعث الوعي في بعض الجماجم

لأريح البشر المخدوع من شر البهائم

وأصون الدين عما ينطوي تحت العمائم

من مآس تقتل الحق وتبكى: أين حقي؟!





يا ذئابا فتكت بالناس آلاف القرون

أتركينى أنا والدين فما أنت وديني

أمن الله قد استحصلت صكاً في شؤوني

وكتاب الله في الجامع يدعو: أين حقي؟!



أنت فسرت كتاب الله تفسير فساد

واتخذت الدين أحبولة لك واصطياد

فتلبست بثوب لم يفصل بسداد

وإذا بالثوب ينشق ويبدو: أين حقي؟!



بان هذا الثوب مشقوقا لأرباب البصائر

فاستعار القوم ما يستر سوءات السرائر

هو ثوب العنصريات وهذا غير ساتر

وصراخ الأكثريات تعالى: أين حقي؟!



كيف تبقى الأكثريات ترى هذى المهازل

يكدح الشعب بلا أجر لأفراد قلائل

وملايين الضحايا بين فلاح وعامل

لم يزل يصرعها الظلم ويدعو: أين حقي؟!



أمن القومية الحقة يشقى الكادحونا

ويعيش الانتهازيون فيها ناعمونا

والجماهير تعانى من أذى الجوع شجونا

والأصولية تستنكر شكوى: أين حقي؟!



حرروا الأمة إن كنتم دعاة صادقينا

من قيود الجهل تحريرا يصد الطامعينا

وأقيموا الوزن في تأمين حق العاملينا

ودعوا الكوخ ينادى القصر دوما: أين حقي؟!



يا قصورا لم تكن إلا بسعي الضعفاء

هذه الأكواخ فاضت من دماء البؤساء

وبنوك استحضروا الخمرة من هذى الدماء

فسلى الكأس يجبك الدم فيه: أين حقي ؟!



حاسبيني إن يكن ثمة ديوان حساب

كيف أهلوك تهادوا بين لهو وشراب

وتناسوا أن شعبا في شقاء وعذاب

يجذب الحسرة والحسرة تحكى: أين حقي؟!



كم فتى في الكوخ أجدى من أمير في القصور

قوته اليومي لا يزداد عن قرص صغير

ثلثاه من تراب والبقايا من شعير

وبباب الكوخ كلب الشيخ يدعو: أين حقي؟!



وفتاة لم تجد غير غبار الريح سترا

تخدم الحي ولا تملك من دنياه شبرا

وتود الموت كي تملك بعد الموت قبرا

واذا الحفار فوق القبر يدعو: أين حقي؟!



ما لهذى وسواها غير ميدان الدعارة

لتبيع العرض في أرذل أسواق التجارة

وإذا بالدين يرميها ثمانين حجارة

وإذا القاضي هو الجاني ويقضى: أين حقي؟!



أين كان الدين عنها عندما كانت عفيفة

ومتى قدر حقا لضعيف وضعيفة

ولماذا عدها زانية غير شريفة

الآن العرف لا يسمع منها: أين حقي؟!



كان من واجبه يمنحها عيش كفاف

قبل أن يضطرها تبتاع عيشا بعفاف

ولماذا أغلظ القاضي فيها وهو مناف

للنواميس ولا يسأل منها: أين حقي؟!



كم زنى القاضي وكم لاط بولدان وحور

واحتسى أوفر كؤوس من أباريق الفجور

أين كان الدين عن إجراء قاضيه الخطير

ولماذا لم يصارحه كسجان: أين حقي؟!



القاضي الدين تميز على حال الجماعة

أعليه الحكم لا يرى وان يأبى أتباعه

أقضاة الدين أدرى بأساليب الشفاعة

واذا الدين ارتضاها لم يطالب: أين حقي؟!





برياء ونفاق يخدعون الله جهرا

أين مكر الله ممن ملئوا العالم مكرا

إن صفا الأمر لهم لن يتركوا لله أمرا

وسيبقى الله مثلى مستغيثا: أين حقي؟!





ليس هذا الدين دين الله بل دين القضاة

لفقوه من أحاديث شياطين الرواة

وادعوا أم من الله نظام الطبقات

إن يكن حقا فقل لي يا إلهي: أين حقي؟!





ليس في وسعى أن أسكت عن هذى المآسي

وأرى الأعراف والأعراف من دون أسى

بين مغلوط صحيح وصحيح في التباس

وكلا العرفين لا يفهم منه: أين حقي؟!

خطأ شاع فكان العرف من هذا الشياع

صواب حكم العرف عليه بالضياع

وسواد الشعب مأخوذ بخبث وخداع

لقطيع يلحق الذئب وينعى: أين حقي؟!





ليس هذا الذنب ذنب الشعب بل ذنب الولاة

وجهوا الأمة توجيه فناء لا حياة

وتواصوا قبل أن تفنى بنهب التركات

واذا الحراس للبيت لصوص: أين حقي؟!



دولة يؤجر فيها كل أفاك عنيد

أجره لا عن جهود بل لتعطيل الجهود

لم يواجه نعمة الأمة إلا بالجحود

واذا النعمة تغلى في حشاه: أين حقي؟!





من فقير الشعب بالقوة تستوفى الضرائب

وهو لم يظفر بحق ويؤدى ألف واجب

فعليه الغرم والغنم لسراق المناصب

أيسمى مجرما إن صاح فيهم: أين حقي؟!





من حفاة الشعب والعارين تأليف الجنود

ليكونوا في اندلاع الحرب أخشاب وقود

وسراة الشعب لاهون بأقداح وغيد

وجمال الغيد يستوجب منهم: أين حقي؟!





عائشاً عيشة رهط لم يفكر بسواه

همه أن ينهب المال لإشباع هواه

أين من يفتح تحقيقا يرى عما جناه

ويريه بانتقام الشعب جهراً: أين حقي؟!





أيها العمال هبوا وارفعوا هذى البراقع

عن وجوه ما بها غير سحاب ومصانع

واصرفوها عن عيوب عميت عن كل دافع

وتراني صادقا عنها بقولي: أين حقي؟!





أيها العمال أين العدل من هذى الشرائع

أنتم الساعون والنفع لأرباب المصانع

وسعاة الناس أولى الناس في نيل المنافع

فليطالب كل ذي حق بوعي: أين حقي؟!





كيف يقوى المال أن يوجد في غير جهود

أين كان النقد لولا جهد صناع النقود

ومتى يقدر أن يخلق طيرا من حديد

فلهذا الجهد أن يدعو جهرا: أين حقي؟!





أين كان المال قبل الجهد أو قبل الطبيعة

وهما قد سبها في غابر العهد شروعه

واذا بالمال لا يذكر للعهد صنيعة

وإذا بالجهد يستجدى صهبانا: أين حقي؟!





لم يؤثر بيقيني ما أقاسي من شجون

فشجوني هي من أسباب تثبيت يقيني

ولتكن دنياي ما بين اعتقال وسجون

وليكن آخر أنفاسي منها: أين حقي