يلفت الأنظار بردائه الحلبى المميز والصدرية المزركشة وقدرة نحاسية يتدلى منها عناقيد العنب والتوت وفواكه الزينة يحملها فوق ظهره المنحنى، بلهجة تعلن عن موطنه السورى، ينادى "أبو أحمد" ليجذب المارة لكوب عصير بارد أتى خصيصاً من بلاد الشام.

قضى "أبو أحمد السورى" نصف سنوات عمره الخمسين على أرض مصر متجولاً بين أحيائها القديمة من العتبة إلى السيدة زينب، ثم باب الخلق باحثاً عن لقمة عيش بعد أن ترك وراءه عائلة مكونة من ثلاث أطفال وزوجة نزحوا جميعهم إلى مصر بعد الأزمة السورية الأخيرة، يقول "بلدى اسمها "الحسكة" السورية سبتها من سنة 1990، وجيت هنا علشان آمن مستقبل أولادى اشتغلت فى الأول فى تصنيع الحلويات الشامية، ودلوقتى ببيع العصير فى العتبة والسيدة".

يتحدث بائع العصير عن سر تمسكه بالتراث الشامى، ولا تزال الابتسامة تلازم وجهه: "عن جد بحب بلدى سوريا ولسه متمسك باللبس الفلكلورى، وأولادى كمان بخليهم يخرجوا بيه وبساعدهم يفضلوا محافظين على التراث"، يتنهد قليلاً ويكمل حديثه قائلاً: "مش قادر أنسى اللى بيحصل دلوقتى مع أهلى فى سوريا اللى معظمهم أتشردوا واتقتلوا وبتمنى ربنا يلم شملنا من تانى".

"ما بيصير تشرب غير ها العصير", و"أشربوا شفا العصير الشامى"، و"صحتين على قلبكم تعالوا".. عبارات باللهجة السورية يرددها "أبو أحمد" منذ سنوات طويلة، ويرى أنها كفيلة وحدها لجذب الزبائن من أهالى مصر القديمة، للتمتع بالعصائر السورية الطيبة التى يصنعها بنفسه، ويقول عنها: "بجيب التوت والعنب وبعصرهم كويس وبعدين بقدمهم فى كاسات باردة للزباين، وصحتين وهنا".


من سوريا لمصر القديمة..عصير"أبو أحمد"الراعى الرسمى "للحاجة الساقعة" 1 (1).jpg

من سوريا لمصر القديمة..عصير"أبو أحمد"الراعى الرسمى "للحاجة الساقعة" 1 (2).jpg

من سوريا لمصر القديمة..عصير"أبو أحمد"الراعى الرسمى "للحاجة الساقعة" 1 (3).jpg

من سوريا لمصر القديمة..عصير"أبو أحمد"الراعى الرسمى "للحاجة الساقعة" 1 (4).jpg

من سوريا لمصر القديمة..عصير"أبو أحمد"الراعى الرسمى "للحاجة الساقعة" 1 (5).jpg



أكثر...