لا أعرف اسمه، وإن حاولت الذهاب إليه بعد هذا اليوم ألف مرة لما استطعت، لكنى أعرف جيدا تلك التضاريس الزاعقة بالمصرية على وجهه، وأعرف أيضا هذا الحزن الذى اكتسى به فكساه، رأيته فى يوم الحزن، يوم أن تشابهت البيوت وغامت الملامح، يوم أمس الأول حيث ذهبت إلى محافظة أسيوط ضمن وفد التيار الشعبى المصرى لتقديم العزاء إلى أهالى «ملائكة أسيوط» المقتولين بيد الإهمال والتقصير والطغيان، لم يقل كلمة منذ أن دخلنا إلى غرفة العزاء، لكن وجهه كان بليغا ومعبرا عن حالة حزن استثنائية، فجأة أمسك بيده مصحفا من خمسة مصاحف كانت موضوعة أعلى منضدة بالغرفة، وقال: كان بيحفظ فى المصحف ده، ثم انهمر فى بكاء حارق أبكى جميع ...

أكثر...