مع حلول فصل الشتاء، تجده واقفاً بعربته بما يتصاعد منها من دخان، يدفعها وسط زحام منطقة العتبة، يختار بقعته الدائمة ويبدأ فى رص حبات البطاطا التى اكتسب منها اسمه بين الزبائن، وكانت مصدراً لشرته باسم "بطاطا" أصغر بائع لها فى العتبة.

"معسلة يا بطاطا".. هكذا ينادى "بطاطا" لتحاصر عربته الصاج أعداد من الزبائن، يتوقف عن دفع البطاطا داخل الفرن ليتحدث عن مهنته قائلاً: "أنا بقف على العربية دى مع صاحبها.. هو بالليل وأنا فى النهار، وبكسب كويس أحسن ما أشحت ولا أمد إيدى".

"بطاطا" لم تسنح له فرصة لاستكمال تعليمه، لكن الشارع ترك أثراً كبيراً على طريقة تفكيره وتغيير معتقداته، وربما مصطلحاته أيضاً: "العلام حلو مفيش كلام، بس مفيش دخان من غير نار.. أنا قلت أخلص من تعب المدارس لأنى فى الآخر هقعد فى البيت زى أخويا الكبير اللى معاه دبلوم صنايع، وما شتغلش بشهادته".

ويؤكد "بطاطا"، أن أفضل مواسم عمله وقت الشتاء، لكن زحام عربات الباعة المتجولين تخلق مشاكل كبيرة هو قادر على تحملها رغم صغر سنه بفضل الصبر، وترديده لعبارة: "الأرزاق على الله".

"بطاطا" لم تسنح له فرصة إكمال تعليمه فاشتغل على عربية "بطاطا" 1.jpg

"بطاطا" لم تسنح له فرصة إكمال تعليمه فاشتغل على عربية "بطاطا" 2.jpg



أكثر...