متى استقرّت قبيلة المساعيد في غور الفارعة وانتشروا منها ؟ do.php?img=13150


كان معقل قبيلة المساعيد في بلاد الكرك في جنوبيّ الأردن ، ثمّ انتشرت منهم فروعٌ في فلسطين في بلاد القدس والخليل ، وأقدم من وثّق هذا هو الشيخ عبد القادر الجزيري ( 911 ــ نحو 977 هــ 1505 ــ 1569 / 1570 ) ، فقد قال في حديثه عن قبيلة المساعيد : " منهم بدناتٌ كثيرةٌ ، وفروع غزيرة ، فلنذكر منها عشرين بدنةً ، ومنهم أمراء أصحاب مرتبات لاتّقاء شرورهم لا على درك ، وهم أولاد الأمير سعيفان أمير الدَّربين ، ومنزلهم الكرك وحوالي القدس والخليل ، وهم الأمير مرعب وأخوته قضيب وبديع وجماعتهم ، وعادتهم يحضر منهم أو من جماعتهم من يقابل أمير الحاج بعُقبة أيلة في الذهاب فيقبض ما هو معيّن له بالدَّفتر السُّلطاني ويتوجه فلا يعود إلا في السنة المُستقبلة كذلك " .

وجاء في وثيقة وقف السلطان الملك الأشرف شعبان التي كتبت يوم الاثنين 3 / جمادى الآخرة عام 777 هــ ، ذكر أرض المسعوديّة وهي منطقة تقع قرب قرية أدر شرقي الكرك مع ميل إلى الشمال ، وجاء في الوثيقة ما نصّه : " .... فاصلة بين أرض قرية أدر وأرض المسعودية وأرض المصيبحة ................... بين أرض قرية أدر وأرض المسعودية وأرض المصيبحة ويأخذ متشاملا .......... " .


وحينما أخذت فروع القبيلة تهاجر إلى فلسطين ظلّ معقل أمرائهم ومن بقي معهم من القبيلة في بلاد الكرك ، ومن آخر أخبارهم في بلاد الكرك ما جاء عام 966 هــ أنّه كان من شيوخ عشيرة المساعيد التّابعة للواء الكرك الشّيخ غزالي ، وكان الشَّيخ غزالي هو شيخ قبيلة المساعيد وهو شيخ لواء الكرك ، وكان أحد أمراء الألوية ( السّناجق ) في بلاد الشام ، وكان من أمراء الألوية الذين يمثّلون الزعامات المحليّة والعشائريّة في بلاد الشام ، وكان عددهم ستّة أمراء حسبما جاء في وثيقة المهمّة العثُمَّانية ( الأمر السلطاني ) الصادرة عن السلطان العثُمَّاني سليمان القانوني والمؤرّخة بعام 966 هــ ، وقد أطلق لقب الشّيخ على أمير لواء الكرك ، وقد نسبت طائفته إليه فقيل لها طائفة الغزالي من طوائف لواء الكرك . قال الأستاذ أحمد صدقي الشّقيرات في ذكر طائفة الغزالي : " النّصوص المهمّة العثُمَّانيّة تشير إلى أنّ هذه الطّائفة تتبع لطائفة مساعد " أيّْ المساعيد ، وقال : " حسب معلومات المهمّة العثُمَّانيّة فإنّ الشّيخ الغزالي هو من طائفة مساعد " ( المساعيد ) ، وقد كانت الدّولة العثُمَّانية تجعل من أمراء بعض القبائل أمراء للِّسناجق . قال الأستاذ الدكتور فاضل مهدي بيات : " كان يتم أحياناً تنظيم هذه العشائر ضمن تنظيم السنجق فيكون بذلك أمير العشيرة أميراً للسّنجق في الوقت ذاته " ، وقال : " أمّا من الناحية الإداريّة فإنّ الدولة العثُمَّانيّة قامت بتنظيم هذه العشائر كوحدات إداريّة ضمن السنجق / اللِّواء الذي تتبعه ، ولهذا منحت لهم الدولة أراضي يتصرّفون بها بالشكل الذي حدّدته أو أقرّت الأراضي التي كانت تمتلكها " .

ولعلّ آخر ذكر لقبيلة المساعيد في بلاد الكرك ، يعود لسنة 1005 هــ الموافقة لعام 1596 م فقد جاء ذكرهم في بعض الوثائق العثُمَّانية عام 1005 هــ في بلاد الكرك ، وكانوا يقيمون في بلاد الشّوبك ، ثمّ هاجروا إلى بلاد البلقاء حيث استقرّوا إلى الغرب من بلدة السلط في عير ويرقا ونواحيهما وفي غور كبد قرب ضفاف نهر الأردن شرقاً ، حيث لا تزال لهم بعض الآثار قبل استقرارهم في غور الفارعة غرباً .

ونظراً لعدم توفّر المصادر التي تُبيّن وتُحدّد زمن هجرات القبائل واستقرارها في ديارها الجديدة يبقى أمر تحديد الزمن خاضعاً للِّاجتهاد حسب المعلومات المتوفّرة من خلال الموروث القبلي والمُقارنات التي قد تصيب وقد تخطئ حسب دِقّة الموروث ، وحسب تحليل الباحث وتحقيقه . ومن ذلك مُحاولة تحديد زمن استقرار قبيلة المساعيد في غور الفارعة في فلسطين ، فقد اختلف الباحثون ــ تبعاً لتوفّر المعلومات ــ في تحديد تاريخ استقرار القبيلة في هذه المنطقة .

ويجب التنويه هنا أنَّ الحديث هنا هو عن جزءٍ من قبيلة المساعيد وفيهم الأمراء استقرّ في الفارعة وليس عن قبيلة المساعيد بصورة عامّة التي كان لها وجود في بلاد فلسطين منذ عهد أقدم من عهد نزول الأمراء بمن معهم من قبيلتهم في الفارعة .


وكان لقبيلة المساعيد شوكةّ وسطوة في فلسطين ، ومن أخبارهم في بلاد الخليل أنّهم كانوا يقيمون قرب بلدة بيت جبرين الواقعة على نحو 21 كم شمال غرب مدينة الخليل . قال الأستاذ باسم إحشيش في ذكر سكّان ناحية الخليل في القرن العاشر للهجرة : " المساعيد : وقد أقاموا بالقرب من من بيت جبرين ، وقد استقرّت مجموعة منهم في منطقة وادي حسكا وبين دورا وبيت جبرين ، وكثيراً ما تعدّوا على قوافل السماط الشريف وقاموا بسرقتها " ، وقال في ذكر ثورة محمد بن سعيد وتمرّده على الدولة العثُمَّانيّة : " شكّل عصابة تمرّدت على أوامر الدولة العثُمَّانيّة ..... ففي شهر جمادى الأوّل سنة 956 هــ / حزيران 1549 م قام محمد بن سعيد وجماعته ، وبعد أن جهّزهم بالسلاح وجمع العديد من شيوخ العربان ، من بينهم شيوخ عرب المساعيد فوزّع عليهم السلاح والعتاد ، ثُمَّ قام بالإغارة على بدو بني عديّ ، فنهب عربهم وقتل منهم العديد من الأشخاص ، وعاد إلى قريته سالماً غانماً " ، وقال : " شكّل العربان المحيطون بمدينة الخليل ، مصدر إزعاج دائم للدولة من خلال قيامهم بعمليات السلي والنهب ، فقد سرق عرب المساعيد في شهر ربيع الأوّل سنة 1001 هــ / كانون الأوّل 1592 م قافلة مؤلّفة من 33 جملاً بالقرب من وادي حسكا حينما توجّه بها حسين بن مصطفى جابي أوقاف حضرة سيّدنا خليل الرحمن ، عليه السلام ، إلى غزّة لنقل الغلال ، وقد اعتاد عرب المساعيد الإغارة على كروم أهالي دورا وسرقتها " .
وقال الأستاذ فايز أبو فردة : " وفي الفترة التي ذكر فيها المساعيد كعرب من عربان ناحية الكرك عام 1005 هــ ، ذكرت سجلات محكمة القدس الشرعية أنّ لهم وجوداً في ناحية خليل الرحمن في القرن العاشر الهجري ، وفي مطلع القرن الحادي عشر الهجري ، وذلك على النحو التالي :
المساعيد : وقد أقاموا بالقرب من بيت جبرين ، وقد استقرت مجموعة منهم في منطقة وادي حسكا جنوب غربيّ حلحلول ، وبين دورا وبيت جبرين ، وكثيراً ما تعدّوا على قوافل السماط الشريف ، وقاموا بسرقتها ، وورد لهم ذكر في سجلات القدس عام 988 هــ ، وسنة 1001 هــ ، وفي عام 956 هــ قام محمد بن سعير رئيس عصابة سعير بجمع العديد من شيوخ العربان ، ومن بينهم شيوخ عرب المساعيد ، وأغاروا على بدو عديّ ، فنهب عربهم ، وقتل عددٍ من الأشخاص ، وفي عام 1001 هــ سرق عرب المساعيد قافلة مؤلفة من 33 جملا بالقرب من وادي حسكا ، كانت متوجهة إلى غزة ، لنقل الغلال ، وقد اعتاد عرب المساعيد الإغارة على كروم أهالي دورا ، وسرقتها حسب سجلات عام 988 هــ " .

وجاء في إحدى وثائق المحكمة الشرعيّة في القدس بتاريخ 12 / رمضان / 957 هــ 1550 م أنّ أمير لواء القدس حسن بك أخذ تعهّدات على شيوخ قرى تقوع وأرطاس وبيت تعمر ، وكان المقصود بهذا التعهد إخضاع قبائل المساعيد وغيرها .


أمّا بخصوص استقرار قبيلة المساعيد في غور الفارعة غربيّ نهر الأردن فهناك اجتهادات بأنَّ تأريخ استقرارها في هذه المنطقة كان في القرن الثامن عشر أي بعد عام 1700 م ، لكن يبدو أنَّ هذا كان في القرن السابق أي القرن السابع عشر أي بعد عام 1600 م ، أي أنّ هجرة قبيلة المساعيد بقيادة أمرائهم من بلاد الكرك إلى بلاد البلقاء قد تمّت بعد عام 1005 هــ 1596 م ، وممّا يؤسف له أنّه لم يتوفّر في المصادر المُتاحة أيّ نصّ عن زمن استقرار قبيلة المساعيد في الفارعة ، لكن الراجح أنَّ استقرار قبيلة المساعيد في الفارعة كان بعد انتصارهم على قبيلة جرم كان في القرن السابع عشر وفيما يلي بيان ذلك :

1ــ أوّلاً : في أواسط ربيع الأوّل عام 1125 هــ الموافق لشهر نيسان عام 1713 م شنّ الوالي التركي في دمشق نصوح باشا بن عثُمَّان أغلي حملة شعواء على بلاد الأردن وفلسطين ، نكّل فيها بالأهالي ، وفعل بهم الأفاعيل من القتل والتشريد والسبي . قال الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن شرف الدين الخليلي ( ت 1147 هــ 1734 م ) في ذكر أعمال إبن عثُمَّان أغلي : " ... فإنّه نهب الأموال والبلاد ، وأخذ النساء والأولاد ، وكانت الحرائر بنات الأمراء تباع في الأسواق ، وبنات الأشراف كذلك ، فإنّه ركب على الكرك وخرب قلعتها ، وقتل أهلها جميعا ، لم يبق منهم إلا القليل ، وأخذ السبايا مثل سبايا النصارى " ، وقال : " أخذ نساء جبل نابلس وكن يزدن على خمسمائة امرأة " ، وقال : " ونهب المساعيد مالا وولداً ونساءً ، ولم يسلم إلا الرجل القوي ، هرب بنفسه ، وصاروا عبرة للمعتبر في البلاد ، وقتل أميرهم عبد القادر ، وكان إذا نزل ببلاد ثُمَّ سافر تنتشر جماعته مقدار ثلاث ساعات ، فجميع من يلقونه يأخذونه ، من مال ورجال ونساء وبنات وأولاد ، إن كان طائعاً وإن عاصيا ، إن ظالما أو مظلوما ، إن عابداً أو زاهداً ، لا يعفون عمّن دبّ ودرج ، هذه سيرته في البلاد والعباد ، ونهب البلقاء جميعا أموالها وأولادها ونساءها ، وجمع جميع أولاد البلاد الشامية من حلب إلى الحجاز ، وكان يعمل في الحجاز شيئا لا يرضي الله ولا رسوله ، ثُمَّ لم يزل في الطغيان والفساد والنهب والقتل في العباد " ، وقال : " وكان في الحج الشريف سنة خمس وعشرين وماية وألف ، فتنبّه له ملك الزمان أعزّه الديّان ، ونصره الرحمن هو جناب السلطان أحمد بن محمد خان من آل عثُمَّان ، فكتب الأوامر بقتله ، وإراحة المسلمين من شرّه ، وعين عليه عدّة وزراء وباشاوات " ، وقال : " فمكثوا ينتظرونه لمّا يقدم من الحج " ، وقال : " .... فأدركته العساكر في غابة السيد علي بن عليل ، وقتلوه بها شر قتلة " ، وقال : " كانت الدنيا في غاية الفساد منه ، ومن جماعته وأتباعه وعساكره ، حتى إنّه لمّا ركب على المساعيد ونهبهم وقتلهم وأخذ نساءهم نزل أريحا ثلاثة أيام ، حصل له النهب ولجماعته ، وأينما مرّ من سائر الجهات ، واللصوص تابعين له ينهبون من جماعته ، حتى أنّه لمّا توجّه للرملة من القدس ، قتل من جماعته نحو ثلاثين رجلا ، ولم يسأل عنهم لفساد حاله وحال أتباعه وجماعته " ، وقال ابن كنان في ذكر واقعة المساعيد مع هذا الوالي ، في ذكر حوادث عام 1125 هــ ، أنّ الباشا ركب في أواسط ربيع الأوّل لغزو المساعيد فقال : " نكبة العرب : وفي أواسطه ركب الباشا على العرب ، وأرسل غنايم منهم وغنم أموالا وأولاداً ونساءً ، وقتل من العرب المسعودي ، ولم ينكب في زمانه قطّ ، وقيل إنّ المسعودي نزل إلى الباشا إلى الميدان ، فسبقه الباشا في الضرب فقتله ، وقيل جرحه ولكن مات بعد أيّام " ، وقال : " لمّا نهب المسعودي وقتله توجّه لزيارة القدس الشريف " ، وقال محمد بن جمعة المقار في كتابه الباشات والقضاة في دمشق في ذكر نصوح باشا الذي تولّى دمشق عام 1120 هــ : " وفيها ــ يعني 1125 ــ ركب نصوح باشا على عرب المسعودي فقتل ونهب واخذ أموالهم واولادهم ونساءهم " .

ويفيدنا هذا الخبر أنَّ هذا الوالي نهب البلقاء ونهب نابلس وأنّه حينما نهب عرب المساعيد نزل أريحا المُجاورة لبلاد المساعيد في الفارعة ومكث ثلاثة أيّامٍ ، ثمّ سار إلى زيارة القدس ، وهذا يعني أنّ المساعيد كانوا مستقرّين في غور الفارعة في ذلك العهد .

2ــ ثانياً : جاء للمساعيد ذكر في النصف الأول من القرن الثامن عشر ، فقد كان الصراع على أشدّه بين جماعتي الفواغرة والخمسة في بيت لحم ، وقد بلغ من استبداد الخمسة أن شيخهم رفض أن يتلقى الدلو شيخ الفواغرة هديّةً من المسعودي ، وقد عمّ الاستبداد والظلم أهالي بيت لحم فكان أن استنجدوا بالأمير المسعودي ، فسعى الأمير للإصلاح بين الفواغرة وأهالي المدينة ، ولمّا لم يجد صدى لدى الفواغرة وشيخهم لرفع الظلم عن الأهالي قاد رجاله لحرب الفواغرة فانتصر عليهم وقتل شيخهم وخلصّ المدينة من المظالم والاستبداد .
والتفاصيل المتوفّرة بهذا الخصوص قليلة لكن يُستشفّ منها ما كان للِّمساعيد من سطوة في المنطقة الممتدّة من الفارعة إلى بيت لحم .
1ــ قال الأستاذ خليل شوكة في ذكر الصراع بين الفواغرة والخمسة : " ... فرواية تقول أنّ شيخ الفواغرة من عائلة الدلو أخذ هدية من شيخ قبائل أريحا المسعودي ، وأنّ الديري رفض هديته ، وأرسل في طلب الدلو ، وأنذره هو وجماعته بمغادرة البلد " ، ونقل عن عبد الله البندك أنه يؤيد ما ذكره أبو عبد الله هرماس ، بأنّ الديري طرد الدلو شيخ الفواغرة الذي استنجد بالمسعودي ، وقد دار النزاع بين الخمسة والفواغرة خلال سنوات 1157 هــ 1744 م و 1172 هــ 1758 م ، وهي آخر سنة يرد فيها ذكر للخمسة ، وهذا يفيدنا أنّ خبر المسعودي كان في النصف الأول من القرن الثامن عشر ، ذلك أن الصراع قد استمرّ بعد ذلك بين الخمسة والفواغرة .
2ــ وقد ذكر رئيس بلدية بيت لحم السابق الأستاذ أيوب مسلّم يعقوب مسلّم ( 1905 ــ 2001 م ) ما جرى لأهالي بيت لحم قبل وبعد حكم الفواغرة فذكر أنَّ بيت لحم خضعت لحكم الشيخ حمّاد البرقي ، وهو من قبيلة الكعابنة التي كانت تقطن شرقي بيت لحم قرب حدود البحر الميت ، فقد عهد إليه الولاة بجباية الضرائب السنوية من أهالي المدينة .
وفي أحد الأعوام عجزت بيت لحم عن دفع ما يطلب منها دفعة من خراج لرجال حمّاد البرقي بسبب الجفاف العام والقحط ووقوف الحال وعدم تدفق السياح فتوسّل أهالي بيت لحم بشخص مخاتيرهم إلى البرقي لكيّ يرفع عنهم دفع الخراج في ذلك العام ، غير أنَّ التوسل هذا لم يجد قبولاً لدى الشيخ حمّاد البرقي بل زاده هذا التوسّل قسوة وتصلبا ، وعلى اثر ذلك أرسل البرقي رجاله إلى بيت لحم ، وأمرهم بجمع الضرائب بقوّة وقسوة مهما كان الأمر . ولمّا رأى رجال البرقي تمنّعا عن الدفع من قبل الأهالي خطفوا طفلين من أطفال بيت لحم ، وفرّوا بهما للاحتفاظ بهما كرهائن إلى أن يتمّ دفع الضرائب المطلوبة .
وفي يوم 13 شباط 1755 م وهو اليوم الذي خُطف فيه الطفلان تحمّس شباب بيت لحم المسلّح وعلى رأسهم الشاب حنّا يعقوب غانم الجعار الذي قاد نخبة من شباب بيت لحم المسلّح ، ولحقوا برجال البرقي لإرجاع الطفلين ، وانضم اليهم البعض من رجال عشيرة الخَمَسة الذين يقطنون في موقع ( خلّة حمد ) جنوب بيت لحم .
ووقعت معركة حامية الوطيس أسفرت عن مقتل رجال البرقي وإعادة الطفلين سالمين إلى ذويهما فأثلج هذا الانتصار صدور الاهلين في بيت لحم .
وفي اليوم الثالث من وقوع المعركة عاد رجال البرقي بأعداد كبيرة يقودهم الشيخ حماد البرقي نفسه ، ونشبت معركة بين الطرفين تمكّن خلالها أهل بيت لحم والخَمَسة من التغلب على البرقي ورجاله وقتلوا البرقي وعدداً من رجاله ، وكانت هذه المعركة هزيمة عنيفة وأليمة لعشيرة الكعابنة .
عقد رجالات بيت لحم اجتماعاً مع رجالات الخَمَسة تمَّ الاتفاق فيه على تأليف جبهة موحدة من رجال الطرفين تقف في وجه كل من يحاول الاعتداء على بيت لحم والحاق الظلم بأهلها ، وفي هذا الاجتماع أجمعت كلمة الأهالي في بيت لحم في أن يحلّ الخَمَسة بشيخهم جابر محل البرقي في حماية المدينة وأهلها ، وأن يقوم شيخهم جابر بجمع أموال الضرائب الحكومية من الأهلين بطريقة عادلة ويدفعه للولاة ، وعلى أن ترحل قبيلة الخَمَسة من موقع خلّة حمد وتسكن في ضواحي بيت لحم بمواشيها في جهات وادي معالي وحاكورة الأرمن ، وأن يسكن شيخهم جابر في دير الروم بعد أن خصص له الدير سكناً في المكان المعروف اليوم بالبرج ، ومن هذا السكن راح الشيخ جابر يلقب بالشيخ جابر الديري لأنه سكن في الدير .

وقال الأستاذ أيوب مسلّم يعقوب مسلّم في كتابه المخطوط ( بيت لحم في بطون التاريخ وعلى ألسنة الرَّحّالة والمؤرخين ) : " بعد نهاية البرقي وظلمه كما سبق ، وبموجب الاتفاق الذي أبرم بين بيت لحم والخَمَسة ، تقدّم أهالي بيت لحم إلى سلطات الولاة والمأمورين الأتراك يطلبون فيها اعتماد الشيخ جابر شيخ عشيرة الخمسة بجمع الضرائب بدلا من الشيخ حماد البرقي الذي قتل لأنّ أهل بيت لحم يرتاحون لهذا الشيخ ويثقون به . وافقت السلطات على الطلب واعتمدت الشيخ جابر لجباية الضرائب وارتاح الأهلون لهذه الموافقة لا سيّما في السنوات الأولى التي أظهر فيها الديري لباقة وحنكة .

إلا أن عدل هذا الديري أو بالأحرى عدل الخَمَسة وحفظهم للعهود لم يدم ذلك طويلا ، بل دار الزمن دورته وإذا بالديري هذا ينقلب إلى ثعلب مفترس ظالم يفوق ظلمه ظلم البرقي إذ راح رجاله كرجال البرقي في غطرستهم وظلمهم ، فقد أخذ هذا الشيخ يضمّ بعض أراضي بيت لحم إلى أملاكه بالقوة ، وراح يرهق الأهلين بطلباته الكثيرة ، ويسلب وينهب ما يملكه الناس ، حتى إذا رأى رجلاً يرتدي ألبسةً جديدةً كان الديري هذا يخلعها عنه ، ويأخذها ، وكذلك فعل رجاله ، لأن الألبسة الجديدة على قولهم لا تليق إلّا بهم ، وهكذا بلغت القمة بالديري ورجاله ووصلت إلى درجة لا تطاق من الوقاحة وقلة الذوق ، حتى أنه إذا تزوج شاب أو تعمّد طفل أو طهّر كان الديري يجبي من أهله ضريبة خاصة ( خاوة ) دون أن يستطيع أحد من التخلّف عن دفعها ، وكذلك في الأعياد كان يلزم الجميع أن يحملوا إليه الهدايا التي هي ضريبة المهانة والمذلة والخضوع والعبودية .

قال : " وقد أصبح من عادات هذا الديري أن يأمر شيوخ البلد أن يرافقوه في تجواله وتنقلاته كحاشية تسير في ركبه ، ويقال أن الشيخ عوض الدلو ، شيخ عشيرة الفواغرة في بيت لحم ، وهو المكلّف بحمل غليون الديري ويتبعه كظله أينما ذهب وحلَّ ، ذهب هذا الشيخ الدلو مرّة منفرداً ليعيّد على رئيسه ويرفع إليه التهاني بمناسبة عيد الميلاد ، ولمّا علم الديري بالأمر استدعى الشيخ الدلو وقال : ( ويلك يا شقيّ بشوفك صرت شيخ صحيح . لهذا ولأنك قمت بعملك هذا منفرداً دون موكب وفي مثل هذه المناسبة فاني أمهلك مدة أسبوع واحد حتى ترحل انت وعشيرتك الفواغرة من بيت لحم وإلّا أمعنت بقتلك بلا رحمة " .
ولمّا سمع الشيخ الدلو بهذا التهديد الجاد انكبّ على قدمي الشيخ يستعطفه ويطلب منه السماح هذه المرّة ، غير أنَّ الديري الظالم بقي مصرّاً على تهديده ، ثمَّ ركله برجله وطرده من حضرته . وعندما خرج الشيخ الدلو من ديوان الديري لم يذهب إلى بيته بل توجّه لتوّه لمقابلة الأمير المسعودي شيخ اليمانية الذي كان يقطن جهات مدينة أريحا فأطنب عليه واستنجد به ورجاه أن يتوسط له ولعشيرته لدى الشيخ جابر الديري ليعفو عنه وعن عشيرته بعدم طردهم من بيت لحم .

لبّى الأمير المسعودي طلب الشيخ عوض الدلو وتوجّه معه إلى بيت لحم ، وحلّ فيها ضيفاً على الشيخ جابر الديري ، وبعد مراسيم الضيافة فاتحه الأمير المسعودي بأمر العفو عن الشيخ الدلو وعشيرته ، ولكنّه وجد منه حدّاً وتعنّتاً واصراراً على عدم العفو وضرورة تنفيذ تهديده ، أغاظ هذا التعنت الأمير المسعودي غيظاً شديداً ، وصمّم بعد هذا الموقف المتعنّت من الديري على الفتك به في ساعة عودته إلى منطقة أريحا ، وبعد أن تكون عشيرة الفواغرة قد استعدّ رجالها ، وأعدّوا رحيل عائلاتهم عن بيت لحم لجهات الخليل وبعض قرى العرقوب حيث لا سلطة للديري عليها .
ولمّا همَّ الأمير المسعودي أن يودّع الديري ليعود إلى منطقته ، وحاول الأمير المسعودي أن يركب حصانه استلّ خنجره وطعن به الشيخ جابر ويرديه قتيلاً . فما كان من شباب الفواغرة والتلاحمة الذين كانوا بانتظار هذه اللحظة حتى أغاروا على رجال الديري ، ونشب بين الطرفين قتالٌ مريرٌ سقط خلاله عددٌ من القتلى من الطرفين . وما أن انتشر خبر مقتل الشيخ الديري حتى اجتمع أفراد عشيرته ، وأبرموا صلحاً مع أهالي بيت لحم على ذلك ، وقام بعدها الشيخ عودة بإصلاح الأمور المتوترة بين أهالي بيت لحم والخَمَسة ، وما أن هدأت الأمور نوعا ما في بيت لحم حتى أخذ هذا الشيخ الجديد عودة وبعد موافقة السلطات على اعتماده لجباية الضرائب " .
ثمّ لم يلبث الشيخ الجديد أن استبدّ بالأهالي فكان أن قاموا بالثورة عليه في ليلة 17 آب 1760 م ، فانقضّوا مع حلفائهم من تعامرة وفواغرة على الخَمَسة وفتكوا بهم وطردوهم .

3ــ وقال الدكتور توما بنوره : " حدث أن تسلّط على بيت لحم في أواسط القرن الثامن عشر رجل يدعى البرقي " ، وقال : " اتّفق التلاحمة مع قبيلة الخمسة على خلع البرقي ... فهاجم المتخالفون قبيلة البرقي وكسروها ... وسكن زعيمهم برج دير الروم فعُرف بالديري " ، وقال : " اعترى الخمسة الغرور وأخذهم الطمع فزاد ظلمهم وسلبهم من سبقهم فسلب زعيمهم أملاك الأهلين ... زار عوض الدلو زعيم الفواغرة رئيس دير الروم لتهنئته بمناسبة عيد ديني . فعلم الديري بالأمر فاستقدمه ووبّخه على هذه الزيارة ... ثمّ طلب منه الجلاء مع عشيرته عن بيت لحم ، وفي غضون أسبوع قصاصاً له . فسقط الدلو أمام الديري يسترحمه طالباً العفو دون جدوى . فالتجأ إلى أمير اليمانية المسعودي ــ ساكن منطقة أريحا ــ ليتواسط له ، دون جدوى . فغضب الأمير لكسف وجاهته وأقسم أن يقتل الديري قبل أن يترك بيت لحمك . وعندما جاء ليرحل وقبل أن يمتطي جواده استلّ خنجره وطعن الديري طعنة قاضية . بينما انقضّ الفواغرة على رجال الديري وسقط الكثير من الجانبين " .

وهذا الخبر المحفوظ عند أهالي بيت لحم والذي قُدّر حدوثه حوالي منتصف القرن الثامن عشر ( 1750 م ) يعني أنّه قد مضى على وجود المساعيد زمن في بلاد الفارعة وأنّه أصبح لهم نفوذ وقوّة حتى كان الضعفاء يلجأون إليهم ويطلبون نُصرتهم .

3ــ ثالثاً : أنّ وجود قبيلة المساعيد في بلاد البلقاء بالتوافق بين المعلومات الموثّقة وبين الموروث القبلي في بلاد البلقاء يفيد بتواجد المساعيد قبل مقتل الأمير جودة المهداوي حوالي منتصف القرن الثاني عشر للهجرة ، حدّثني الشيخ عبد اللطيف النمران العبّادي فقال : كان وجود الأمير أبو لفيتة والمساعيد في هذه المنطقة قديمٌ جدّا ، وبعد رحيلهم منها آلت إلى الأمير المهداوي ، وقد أعطى الأمير المهداوي بعض هذه الأنحاء إلى بعض العشائر ، فمن ذلك أنّ ابن علوان العبّادي طلب من الأمير المهداوي حينما نزل في يرقا أن يعطيه عيرا فأعطاه منطقة عيرا ، وسار الأمير المهداوي إلى الكفرين فلحق به جدّنا علي البقور ، وقال له : أعطني مثلما أعطيت ابن علوان ، أعطني عيرا فقال له الأمير : عيرا أعطيتها لابن علوان ، فقال له جدّنا : عيرا عيريان عيرا الكبيرة التي أعطيتها ابن علوان وعيرا الصغيرة ، فأعطني عيرا الصغيرة ، فأعطاه الأمير عيرا الصغيرة ، وكانت من ضمنها المنطقة المسمّاة أبو لفيتة ، وقد كان فيها أربعة آبار .
قال : وكانت هذه العطيّة قبل ذبحة المهداوي .

وحدّثني الأستاذ أيّوب الشامي حينما زرته في منزله في بلدة ماحص من بلاد السلط أنا والأخوين الفاضلين الشاعر أحمد بن محسن أبو رجل المسعودي والدكتور فرح بن طه آل طه المسعودي فقال : المساعيد أقدم عهداً من الأمير المهداوي .

قلت : الأمير جودة المهداوي كان من رجال النصف الأوّل من القرن الثاني عشر للهجرة فقد تزوّج في عام 1104 هــ 1692 م ، وقد ورد له ذكر في إحدى وثائق محكمة القدس الشرعية في شهر ربيع الأوّل عام 1145 هــ 1732 م وانتهى أمره بين عامي 1152 و 1154 هــ 1739 و 1742 م .

وقال الأستاذ أيوب الشامي : " استقرّت عائلات كثيرة في البلقاء وضواحيها ولم أجد ذكراً عن قبائل استقرّت في ضواحي البلقاء في منطقة عرب عبّاد سوى عرب الأمير المسعودي والأخرى عرب بني صخر إلى حدود الكرك ، والباقي إلى فلسطين . بدأت العائلات تتجمع العائلات الصغيرة في كتل في البلقاء وضواحيها للدفاع عن بعضها وتحمي المواقع التي امتلكتها ، وأقدمها الأمير ختلان وأولاده الأبطال وجاء بعد ذلك ذكر الختوم والمعادات والمهيد والجحاوشة والجميع تمركزوا في وطر البلقاء في الشمال الغربي من السلط " .

قلت : يفيدنا هذا النصّ أنّ المساعيد أقدم وجوداً في هذه البلاد من هذه العائلات ، وأنّ قبيلة المساعيد كانت تنزل هذه الديار قبل ذلك العهد بزمنٍ طويل ، وأقدم ذكر وجدته لبعض هذه العائلات ذكر خليل بن معاد في الخامس والعشرين من شهر رجب 1038 هــ 1629 م .

4ــ رابعاً : في عام 1066 هــ 1655 / 1656 م أرسلت الدولة العثُمَّانية حملة بقيادة أمير عساكر الشام عبد الله باشا النمر لإقرار الحالة في جنوب سورية ، وتأمين طرق الحجّ ، فخرج عن طريق حوران والجولان وعجلون ودخل نابلس عن طريق بيسان ، وذلك في آخر سنة 1066 هــ 1656 م ، ثُمَّ سار إلى نابلس ، فنزل البلقاء ، قال الأستاذ إحسان النمر : " .. ثُمَّ رحل إلى الكرك ، وصاهر العمرو ، وعهد إليهم بحراسة طرق الحجّ " ، وقال : " وظلّت الأحوال سائرة على غاية ما يرام إلى حوالي سنة 1080 هــ التي مات فيها فاضطربت الأحوال بعده في المناطق الشرقية " ، وفي عام 1081 هــ 1670 م وقعت حرب أهلية بين عشائر الكرك والعمرو ، قال الأستاذ إحسان النمر : " ... وامتدّت الحرب إلى البلقاء ومعان دارت فيها الدائرة على العمرو " ، ولعجزهما عن مواجهة الثورة وإخضاع التمرّد استنجد علي آغا وعثُمَّان آغا ولدا عبد الله باشا النمر حاكما الكرك بأخيهما يوسف النمر حاكم نابلس لإخماد الثورة وقمع التمرّد ، فجهّز يوسف النمر كتيبة ، وسار بها إلى الكرك ، وأعاد الأمور إلى نصابها ، ثمَّ قام بإجلاء عددٍ من عشائر بلاد الكرك والبلقاء إلى فلسطين ، قال النمر : " وأخذ يجلي العشائر التي ثبت أنّها أصل الثورة ، فأجلى التميمية إلى الخليل فعرفوا بالمجالي ، وأجلى الجرادات أكبر عشائر العمرو إلى جبل الخليل وجبل نابلس ، ثُمَّ تحوّل إلى البلقاء ، فأجلى بني غازي والحواترة وغيرهم إلى ناحية جماعين في جبل نابلس ، وأجلى عشيرة قمير إلى جورة عمرة فنزلوا في كفر قدّوم ، وأجلى الشقران إلى لواء اللجّون ، وقد أجلى غيرهم " .

قلت : نلاحظ هنا ما يلي :
1ــ أن عبد الله باشا النمر الذي صاهر قبيلة العمرو عهد إليهم بحراسة طرق الحجّ عام 1067 هــ 1656 / 1657 م .
2ــ أنّ القبائل القويّة في بلاد الكرك التي كان لها دور في الثورة على حكّام الكرك وحلفائهم قبيلة العمرو هم الجرادات والتميمية .
3ــ أنّ عمليّات إجلاء عشائر الكرك والبلقاء كالتميمية والجرادات وبني غازي والحواترة وعشيرة قمير والشقران تمّت سنة 1081 هــ 1670 م .

وكان المساعيد حينذاك في منطقة غور الفارعة ونواحيها ثمَّ انتشرت فروع منهم في أنحاء مختلفة في فلسطين ، ومن ذلك أنَّ قسماً من المساعيد استقرّ في كفير ابن مهنّا ــ كفر الديك ، ولم يلبثوا طويلاً حتى اختلف الأمير عبد الرحمن بن خليل بن بركات المسعودي وأولاده مع حاكم المنطقة الأجلق الذي قام بطردهم منها وبقي قسم من المساعيد في البلدة . كما قام بطرد الجرادات الذين استقرّوا لبعض الوقت في كفر الديك ، وفيما يلي بيان ذلك :
1ــ قال الأستاذ إحسان النمر: " ثار أبناء عبد الرحمن ملحس على الأجلق ، فخرجوا من كفر الديك إلى أم خالد في نابلس " ، وقال في ذكر آل ملحس : " نزلوا في كفر الديك ، وبعد قتل شيخها الأجلق رحلوا ونزلوا نابلس " .

2ــ وقال في ذكر الجرادات: " نزلوا في كفر الديك ، فأخرجهم شيخها الأجلق " .

وقد أخذ المساعيد يتحيّنون الفرص للانتقام من الأجلق ، وكذلك كان حال الجرادات . قال الأستاذ إحسان النمر في ذكر الجرادات : " أخرجهم شيخها الأجلق ، فنزلوا عين الصورتين جوار تلّ ، وظلوا ينتظرون سنوح الفرصة ، إلى أن حصلت هذه الثورة ، فاستنجدوا بعرب الجبارات النازلين إذ ذاك في جهات غزة ، فقلبوا حدو الخيل ، ومرّوا عن عزّون وكفر الديك ، دون أن يشعر بهم أحد ليلاً ، فلم يفطن العتوم والأجلق للِّمكيدة ، فباغتوهما في الضحى ، وهم مشغولون بالحصاد ، فتشرّد سكّان كفر الديك ، وذبح العتوم عن آخرهم ، ولم تنج منهم إلّا امرأة وطفلها ، نزلت في نابلس ... " ، وفي تلك الأثناء كان الأجلق في بروقين فسار إليه أولاد الأمير عبد الرحمن بمن معهم فقتلوه . قال النمر : " لمّا خرج الأجلق من كفر الديك ، نزل في ساحة بروقين فقتل هناك " .


وكانت هذه الأحداث حوالي منتصف العقد الرابع من القرن الثاني عشر للهجرة . قال النمر : " ... بعد هدوء الثورة وحوالي عام 1144 هــ " 1731 / 1732 م ، والمحفوظ عند مساعيد كفر الديك ودير بلّوط أنَّ المساعيد استقروّا في كفر الديك عام وفاة أحمد الفقيه ، وقد توفّي أحمد الفقيه عام 1145 هــ كما هو مدوّن على شاهد قبره .
وهذا نصّ النقش الذي زوّدني بصورته الأستاذ الفاضل فرحات طه آل طه المسعودي :
بسم الله الر
حمن الرحيم
لا اله الا الله
محمد رسول
الله هذا
قبر احمد
الفقيه توفي
سنة خمسة
واربعين ومايه
والف

ونخلص مما تقدّم بيانه أنَّ قبيلة المساعيد جاءت إلى غور الفارعة واستقرّت فيه وفي نواحيه في القرن الحادي عشر للهجرة السابع عشر للميلاد والله تعالى أعلم .

بقلم راشد الاحيوي