ان غدا لناظره قريب
بعد ان شهد الشارع البغدادي تظاهرات سلمية تطالب بأقالة محافظ بغداد ورئيس مجلس محافظته بعد تردي الخدمات التي شهدتها العاصمة بغداد في عصرهم الذهبي ( المسخم والملطم ) . لازالوا قابعين في مراكزهم غير مكترثين لمطاليب الشارع والمواطنين ويصرحون تصريحات نارية ومنها الاخيرة من قبل السيد المحافظ بشأن محافظ بغداد يتستر على فساد إداري ويرفض تسليم مدير العقود للنزاهة. أن محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق لا يزال يرفض احالة مدير لجنة العقود في المحافظة الى هيئة النزاهة لإتهامه بقضايا فساد اداري، وهو المطلب الذي طالبت به أغلب التظاهرات التي خرجت في بغداد الأسبوع الحالي والماضي. وقالت المصادر أن عبد الرزاق رفض احالة المدير تحت ذريعة دستورية وفق المادة 136( من قانون صلاح لعام 2011 ) والذي ينص على عدم احالة اي موظف للتحقيق الا بموافقة الوزير، وهذه المادة لا تنطبق على عبد الرزاق وليس من صلاحيته منع لجنة النزاهة كونه بمنصب يماثل وكيل وزير وليس وزير. وتعود القضية إلى أن أحد المقاولين كان نفذ أحد المشاريع التابعة لمحافظة بغداد ويتعين على المحافظة اطلاق مبلغ له بقيمة أربعة ملايين دولار لكن ابن أخت المحافظ صلاح عبد الرزاق ظل يماطل بصفته مسؤولا عن العقود بغية اذعان المقاول لتقديم الرشوة، وبالفعل فقد تحدث المقاول مع ابن اخت المحافظ وتوصلا الى اتفاق باطلاق مبلغ الملايين الأربعة في مقابل أن يدفع المقاول الى ابن أخت المحافظ رشوة مقدارها 380 ألف دولار. وتم القبض على مدير العقود متلبسا من قبل هيئة النزاهة. وكانت النزاهة خاطبت المحافظ قبيل حصول الحادث مشيرة الى ملف الفساد الذي يتعلق بابن اخته لكن المحافظ همش عليه بخطه وتوقيعه بكلمة (يحفظ).. ويؤكد مرة اخرى محافظ بغداد على تسترته على الفساد الاداري الذي يحدث امام عينيه ( واكيد اله حصه وكتل روحه ) . وحسب تصريحه ان لايحق احالة المرتشي وعدم احالته الى الجهات المعنية الا بموافقة الوزير ( ادري انت شنو وزير ) . لقد اثبتت الايام المنصرمة على ان الكرسي الذي يجلس عليه محافظنا الموقر اثمن من أي عراقي وان المنصب يتطلب التضحية من اجله في دفع الرشاوي لبعض الابواق والتي اجتمع بها مؤخرا في مجلس المحافظة ووزع الهبات والعطايا من اجل دعمه كما كان حاضرا كامل الزيدي وابن اخته وهمس بعد الاجتماع المحافظ الى كامل وهو ينظر الى ابن اخته ( ثلثين الولد على خاله ) . وليعلم المحافظ ان من اشتراهم اليوم سيبعونه غدا ولياخذ هذه الحكمة العظيمة ( من نم اليك نم عليك ) . ويتذكر قصة النعمان وقوله ان غدا لناظره قريب . وسوف ترحل بلاشك من منصبك عاجلا ام اجلا .