الدولة التي ارادها افلاطون هي المبنية على الفضيلة والاخلاق الشريفة التي هي سبب لسعادة الإنسان، وبها تعاونه وانسجامه ورقيه نحو العالم الاسمى والأرفع، البعيد عن المادة التي هي سبب الشهوات والانحلال الخلقي وتدهور المباديء والاسس التي بني عليها العالم، وبتخليه عنها صار العالم اقرب الى الحيوان في عاداته وتقاليده التي هي مغروزة بالحيوان بالغريزة لا بالطبع والتطبع، لان الإنسان هو اشرف المخلوقات بحيث ميّزه الرب جل شأنه بالعقل أي الروح الانسانية التي هي من أمر الله، فصار الإنسان بفضل هذه الروح ناطقا حيا جوهريا قابلا لطاعة الله وقائما بفرائضة وسننه التي هي العدالة الحقيقية وخلاص الانفس من افكار السوء، وهي القوانين التي تدعو الانسان الى احسن نظام واكمل انسجام،

لذلك بتخلي العالم عن الفضيلة فيكون قد اتبع الرذيلة، التي هي سبب لانزلاق العالم الى الهاوية والهلاك، وشن الحروب والفتك، مسببا بذلك الدمار الشامل، بسبب الأسلحة الكيمياوية والجرثومية والنووية، وأيضا الجوع والفقر والامراض، الهيمنة والاستبداد والظلم والقهر، مما سبّب تخلفا اجتماعيا عند كثير من الشعوب، بحجة العولمة والرأسمالية والعلمانية، والتي تعبّر عنها بسيكلوجية الانسان المقهور، لان تعاون العولمة والرأسمالية وبذل سيطرتهم على العالم سببا الدمار للانسانية، مما حرم كثيرا من شعوب العالم حريتهم وجعلهم عبيدا لاناس عبيد للجشع والطمع وحب المال وتكثيره ومضاعفته بالربا الفاحش والهيمنة والتسلط ،

لكن الشعب لا يعرف المستحيل ولا يعرف الخنوع وسوف يظهر الحق وتظهر الدولة الفضيلة التي تكلم عنها أفلاطون قبل مئات السنيين والتي بدء الشعب بالمطالبة بها .
هنا انا لا اقصد ان الاسلام لم يذكر هذه الحقيقه بلا بل اريد ان ابين لمن هو لا يؤمن بما تذكره الآيات القرأنيه والأحاديث النبوية بهذا الشأن فلقد بينت ان الفيلسوف اليوناني قد استمد علومه من الفكر الاسلامي وهذا واضح .