بسمه تعالى
طئ وجبل اجا وسلمى 01385207174.jpg


0الضياغم سكان جبل اجا وسلمى(الحائل ) في القرن الثالث الهجري :

يقول المؤلف الدكتور علي شواخ الشعيبي بكتاب القشعم من كبريات القبائل العربية ص126
(اما اختيار عشيرة عبدة المهاجرة من منطقة التثليث الجنوبي للجزيرة الى منطقة جبل شمر فانه من غير المرجح ان يكون السبب الوحيد هو او السبب الاقوى هو التشابه الجغرافي بين جبل اجا وسلمى وموطنهم الاصلي القديم ، بل ربما كان السبب بين هذة العشيرة وسكان الجبل المذكور اثر اقوى من العامل الجغرافي في ذلك الاختيار ، وربما كان انقسام ابناء عمومتهم المحليين او بينهم وبين قبيلة اخرى جعلت احد المتخاصمين يغريهم بالقدوم الى منطقة الجبل املاً في وقوفها معه ضدهم ومهما كانت عشيرة عبدة فهي انتزعت الجبل من بهيج وانزلته وغادر بهيج ).
وذكر اللواء عقيل بن ضيف الله القويعي في اقوال ومسائل في اخبار منطقة حائل ص100 والكلام عن شمر عبده ( الضياغم ) بعد نزوحهم الى حائل قادمين من تثليث جنوب الجزيرة العربية مما يعرف برحلة الضياغم ( ثم بعد ذلك عادوا الى الجبلين ووجدوا أن قبيلتهم شمر من الضعف بحيث أن بعض القبائل إستولت على بعض مواطنهم وبالتحديد زبيد وزعيمهم بهيج الذي كان يسيطر على شرقي جبل أجا وأوديتها وقرية عقدة بالذات وأن العائدين من الجنوب غضبوا لما وصلت اليه قبيلتهم ولاموهم على عدم الذود عن مواطنهم وقادوا الصراع ضد الزبيديين وانتهى الصراع بإجلاء بهيج وقومه بنى زبيد من عقدة ومن الجبل وعند ذلك عادت السيادة الكاملة لشمر عبدة . وقصة بهيج وحربه مع شمر واردة في عدد من المراجع والأشعار والسير فقد نسب إلى بهيج قوله:
يقول بهيج بن ذبيان مثايل ....... ودمعه على الأملاك مثل الشلايل
جلونا عن ديارنا العذبات شمر......قراح وبرد ماء يداوي الغلايل
ونحيته رقاب القود عنهم وغربن ..... وعين الزبيديات لنجد مايل
لاصار ماعدل يعادل عديله ............ ماينقعد بالدار والشيل مايل
من ما جاء اعلاه من كلام القويعي يدل على ان شمر هي موجودة على جبل طيء مع وجود زبيد وطيء ولكنها لا تملك السيادة على الجبل بل تمركزوا في مناطق قريبة من منطقة عقدة وظلت شمر هناك (1) على هذا الحال الى ان جاء الضياغم من التثليث من جنوب الجزيرة وفي بعض المصادر تحالفوا مع الاسلم (2)والزوبع ضد بهيج وانزلوه من جبل طيء وهذا نفس التحليل الذي ذكرة الدكتور علي الشواح الشعيبي في القشعم من كبريات القبائل العربية ص126الذي قال فية قد يكون هناك من قد استقدمهم الى المنطقة لغرضة نصرته على بهيج ويبدو لنا ان الاسلم والزوبع هم شمر عبدة الذين سكنوا غرب الجبل مع بهيج بن ذبيان ولم يكن لهم دور فعال بدليل ان اللواء القويعي قال في اقوال ومسائل في اخبار منطقة حائل ووجدوا أن قبيلتهم شمر من الضعف بحيث أن بعض القبائل إستولت على بعض مواطنهم وبالتحديد زبيد ، وغضبوا لما وصلت اليه قبيلتهم ولاموهم على عدم الذود عن مواطنهم وقادوا الصراع ضد الزبيديين وانتهى الصراع بإجلاء بهيج وقومه بنى زبيد من عقدة ومن الجبل،علما ان زبيد طيء اجلت بني اسد من الجبل وجاء ذكرهم على الجبل في صدر الاسلام و يؤرخ شعر العريفي بان هذة المنطقة سكنها عنتر ثم عدي بن حاتم الطائي ثم زيد الخير حاكم المنطقة في زمن رسول الله صلى الله علية واله .
علمان ان المغيري ذكر في المنتخب من ذكر قبائل العرب ص69 ان شمر عبدة هم بنو ضيغم بن معاوية بن الحارث بن منبه بن زيد بن حرب بن علة بن الجلد بن مذحج اخو طي وقيل ان مذحج هو نفسه طيء وكان معاوية بن الحارث من جنب وفيهم الملك وهذا معاوية هو الذي استجار به المهلهل اخو كليب وبعد ذلك زوج المهلهل ابته ( عبيدة) الى معاوية بن الحارث وانجبت له ضيغم وان ال الجربا هم البطن الثالث الى شمر عبدة .
كتب المؤلفين المحامي عباس العزاوي بجزئه الاول اعشائر العراق ص81 عن قبيلة طيءوعرج قائلا عن هذة القبيلة بانها كانت تنزل بلاد اليمن منذوا اقدم العصور وخرج منها اثر السيل العرم الذي حل بسد مارب المذكور في القران الكريم وكتب التاريخ فنزلوا نجد والحجاز على مقربة من بني اسد ثم غلبوا بني اسد على جبلي اجا وسلمى في الحائل فعرفا بجبلي طيء .
وكانت قبيلة طيء التي تسكن منطقة حائل تدين بالمسيحية إلى جانب أقلية تدين بالوثنية، وأرسل الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم إليها علي بن أبي طالب عليه السلام ، وتمكن من غزو القبيلة وأسر بعض أفرادها ونسائها وقام بكسر الصنم الذي كان يعبده الوثنيون في طيء واسمه (فلس) وكان عدي بن حاتم الطائي هو أمير القبيلة قد تمكن من الذهاب إلى الشام وكان يدين بالمسيحية أما أخته سفانة بنت حاتم فقد كانت ضمن السبايا وعرفت بنفسها عند الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم فأمر بإطلاقها واصفاً أباها حاتم الطائي بأنه "كان يحب مكارم الأخلاق". وأسلم عدي بن حاتم قبل وفاة الرسول بفترة قليلة بعد أن اسلمت أخته سفانة، وأرسله أبو بكر إلى طيء وأسد فأسلمتا على يده سلميا، رغم أن خالد بن الوليد كان يتهيأ لغزوهما بالسلاح إلا ان عدي طلب منه التأخر حتى يحادث القبيلتين. وبعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان انظم عدي بن حاتم وقبيلة طيء إلى علي بن أبي طالب عليه السلام في حرب الصحابة في صفين والجمل وقد فقد احدى عينية في معركة الجمل ومات بالكوفة سنه 68 هـ في زمن المختار (3) .
كما وقد ذكرت المصادر ان قبيلة طي سكنت جبل اجا منذ زمن بعيد كما جاء في كتاب مقتل الامام الحسين عليه السلام وواقعة كربلاء في تاريخ الطبري لاحسان عبد الله ابو صالح لسنة 1418 هجري ص12 يقول فيها عن ابو مخنف : حدثني جميل بن مرثد من بني معن عن الطرماح بن عدي انه دنا من الامام الحسين عليه السلام وبعد كلام طويل في نينوى عن طرماح اراد من الامام الحسين عليه السلام العدول الى جبل اجا حيث يوافيه بعشيرته من طي هناك بعشرين الف مقاتل ينزحون اليه من جبل اجا وسلمى وهي منطقة منيعة حيث قال اليه امتنعنا بها من ملوك غسان وحمير والنعمان بن نالمنذر ومن الاسود والاحمر ........... وكلام عدي يدل ان طيء عاشت على جبل اجا وسلمى من زمن ملوك غسان وحميًر، وأصل غسان من اليمن، من بني الأزد ابن الغوث بن نبت بن مالك بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبا. تفرقوا من اليمن بسيل العرم، ونزلوا على ماء بالشام يقال له غسان ونسبوا اليه وأول من ملك من غسان جفنة بن عمرو بن ثعلبة بن عمرو بن مزيقيا، وكان ابتداء ملك غسان، قبل الإسلام بما يزيد على أربعمائة سنة، وقيل أكثر ثم ملك اخر ملوكهم جبلة بن الأيهم بن جبلة، وهو آخر ملوك غسان، وهو الذي أسلم في خلافة عمربن الخطاب ثم عاد الى الروم في الشام وتنصر .
مما جاء اعلاه تبين ان طي وزبيد سكنت الجبل (اجا وسلمى) بعد انهيار سد مارب فعرف بجبل طيء لذا فان ضيغم بن معاوية بن الحارث جد شمر عبدة قد يكون ولد في جبل طيء وكانت قصة المهلهل واستجارته بمعاوية بن الحارث وهو امير جنب كانت في جبل طيء او على مقربه منه كما ذكر العزاوي ثم غلبوا بني اسد التي كانت تتسيد الجبل نتيجة خلافات داخلية في القبيلة ادى الى ضعفها اغتنمتها طي وزبيد واحتلوا الجبل ، وكي نقع على التاريخ الدقيق لنزول بني اسد من الجبل فلوا دققنا بما جاء في المصدراعلاه نجد ان الخليفة ابو بكر ارسل الى طيء وبني اسد واسلمتا سلميا وهذا يدل على ان بني اسد في 13 للهجرة هم على الجبل ، بعد ذلك في زمن الامام علي بن ابي طالب عليه السلام اشتركت قبيلة طيء في معركة الجمل ولم ياتي ذكر الى قبيلة بني اسد في عام 37 للهجري بل جاء ذكرهم بمقتل الامام الحسين عليه السلام في ارض بابل وكربلاء ومنهم حبيب بن مظاهر الاسدي وهو شيخ قبيلة بني اسد وزهير بن القين الاسدي وكان ممن دفن شهداء الطف بعد ثلاث ايام هم بني اسد في عام 63 للهجرة ،اي ان قبيلة طيء وزبيد انزلت بني اسد ما بين عام 13 للهجرة و63 للهجرة ويرجح ان يكون ما قبل عام 37 للهجرة
وهكذا استمر الحال الى ان ضعفت قبيلة طيءالمذحجية ابناء ضيغم بن معاوية بن الحارث بن منبه بن زيد بن حرب بن علة بن الجلد بن مذحج اخو طي وتسيدت زبيد القحطانية الجبل وهو جبل طيء الى القرن السابع الهجري في زمن زعامة بهيج بن ذبيان الزبيدي ، استقدم شمر عبدة ابناء ضيغم بن معاوية وهم الاسلم وزوبع ابناء عموكتهم من التثليث الجنوبي لنصرتهم على زبيد وهذا ما توقعة علي شواخ الشعيبي في القشعم من كبريات القبائل العربية الا انه لم يفصل حيث اتفق مع القويعي وصالح العثيمين على ان شمر سكنت الجبل قبل القرن السابع الهجري بكثير
و يؤرخ شعر العريفي بان هذة المنطقة سكنها عنتر ثم عدي بن حاتم الطائي ثم زيد الخير حاكم المنطقة في زمن رسول الله صلى الله علية واله ثم ال بقار وهؤلاء هم اجداد ال الجربا اما هؤلاء هم البطن الثالث لشمر عبدة على جبل شمر . يقول احمد فهد العريفي في قصيده طويله بحائل
وعنتر عذاب الخيل مروي السليله
فـوق النعـي هالـوا عليـه الرمالـي
وعـدي وزيـد الخيـل هــذا مقيـلـه
وهذا حمـى بقـار مـروي السلالـي

هامش
1 استنتاج:لقد ذكر اللواء عقيل القويعي ان زبيد وبهيج قد ملكت شرق الجبل وعقد ة وهي مركز حائل فبهذا يكون من المنطقي ان تكون شمر انحسرت على الاراضي البعيدة عن بهيج وسكنت الجهة الغربية من الجبل والمنطقة الغربية من الجبل تطل على ارض المدينة المنورة وقد ذكر هذا الموقع في رحلة ابن بطوطة حيث قال خرجنا من المدينة المنورة ودخلنا ارض نجد لثلاث ووصلنا الى وادي العروس وهذا الوادي من المحتمل ان يكون ارض الضياغم من شمر عبدة ونسميهم القدامى اي قبل ورود ضياغم شمر من التثليث الجنوبي للجزيرة واسقاط بهيج وهناك احتمال يترائى لنا ان يكون سمى هذا الوادي في القرن الثالث الهجري على اصل قصة محمد العروس المذكورة وهذا يبقى احتمال الا اذا وجدنا ما ينافي هذا الاحتمال ، كما وان غرب الجبل يسهل وصول بقية شمر من التثليث الجنوبي للجزيرة عبر سلسلة من المناطق التي مروا بها وذكرت في بعض اشعارهم الى ان وصلوا الى الجنوب الغربي لجبل شمر حيث وادي العروس ثم الى عقدة مقر بهيج بن ذبيان شرق الجبل مركز حائل وهذة التسمية اطلقت على الوادي قبل الربع الاول من القرن الثامن الهجري حيث رحلة ابن بطوطة حيث ذكره الرحالة ابن جبير وهو من اعلام القرن السادس الهجري انظر رحلة ابن جبير ص181 ومر به اثناء رحلته الى العراق على طريق الحج القديم الذي انشاته السيدة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري وهذا هو احد الاسباب الذي يجعلنا نعتقد ان السيد محمد العروس سلك هذا الطريق الى العراق لان الحدث الذي قام به محمد المذكور في الربع الاول من القرن الثالث الهجري حيث ان طريق السيدة زبيدة لازال سالك وحديث ومدام من حيث الاحتياج اللوجستي للرحلة .
2 الاسلم هم بطن من شمر تمتد منازلهم من جبل سلمى الى القصيم راجع معجم قبائل العرب لعمر كحالة ص27 قلب الجزيرة العربية لفؤاد حمزة ص165.
3 انظر تاريخ الكوفة للمؤرخ السيد حسين بن السيد احمد البراقي النجفي المتوفي سنة 1332 هـق .
الطبقات الكبرى :6/22.
الشقات لابن حبان :3/317 .
الاصابة :4/388 رقم 5491 .