تليف الرئة ينتج عند التعرض لأتربة وغازات ودخان بعض المصانع مثل مصانع الأسمنت ونتيجة التعرض لعوادم السيارات لسنوات طويلة وهناك نوع آخر لتليف الرئة يحدث نتيجة اضطراب فى الجهاز المناعى للجسم فينتج عنه مرض تليف الرئة.

يقول الدكتور عبد الحكيم محمود أستاذ الصدر والحساسية بطب قصر العينى رئيس الجمعية المصرية للجهاز التنفسى والحساسية من المعروف أن الوظيفة الأولى للرئة هى عملية تبادل الغازات بمعنى أن تقوم الرئة بإدخال الأوكسجين فى الدم وخروج غاز ثانى أكسيد الكربون من الدم إلى الهواء الخارجى لتخلص الجسم من السموم.

ومرض تليف الرئة هو عبارة عن حدوث تليف فى جدران الحويصلات الهوائية مما يؤدى إلى تدمير الأوعية الدموية الموجودة فى نسيج الرئة فتفقد الرئة أهم وظيفة لها وهى تحميل الدم بالأكسجين وتخليصه من غاز ثانى أكسيد الكربون ويحدث نتيجة هذا المرض نقص فى كمية الأكسيجين المتجه إلى كافة أجهزة الجسم المختلفة فمثلا نقص نسبة الأكسجين المتجه للمخ يؤدى إلى الإصابة بالصداع وعدم القدرة على التركيز وزغللة فى العينين ونقص كمية الأكسجين المتجه إلى القلب يؤدى إلى اضطراب فى ضربات القلب.

ويشير أنه قد تحدث الإصابة بالذبحة الصدرية نتيجة نقص كمية الأكسجين المتجه إلى العضلات ويؤدى ذلك إلى ضعف هذه العضلات وعدم القدرة على القيام بأى مجهود وتسبب هذه التغيرات فى نسبة الأكسجين فى الدم إلى ارتفاع ضغط الدم الشريانى فى الرئتين فيسبب تضخم البطين الأيمن للقلب ثم هبوط فى عضلة القلب فيحدث نتيجة هذا ارتشاح فى الغشاء البلورى المحيط بالرئة وتجمع سائل خارج الرئة كما يسبب فى نفس الوقت تضخم واحتقان فى الكبد وتورم بالأرجل وتجمع كمية كبيرة من السوائل فى البطن ونتيجة لهذه التغيرات يبدأ المريض فى الشعور بضيق فى التنفس ونهجان وعدم القدرة على القيام بأى مجهود ووجود زرقة فى الشفتين واللسان وأطراف الأصابع وقد تحدث تغيرات فى شكل أظافر اليدين والأرجل حيث تشبه شكل منقار الطيور.

ويوضح الدكتور عبد الحكيم أنه إذا حدث تليف فى الرئة فإن علاجها وعودتها إلى طبيعتها أمر مستحيل ولكن يتلخص العلاج فى كيفية منع زيادة نسبة التليف والحفاظ على ما تبقى من نسيج سليم فى الرئتين ويكون هذا عن طريق تناول المريض لبعض أدوية الكورتيزون والأدوية المثبطة للمناعة مع استنشاق كميات كافية من الأكسجين لمنع زيادة ضغط الدم الشريانى فى الرئتين وبالتالى منع حدوث هبوط فى عضلة القلب.

وفى بعض الحالات الشديدة التى تصيب الرئتين بتليف بنسبة كبيرة وتكون سبب فى تهديد حياة المريض يكون العلاج عن طريق القيام بعملية زراعة رئتين لهذا المريض ولكن حتى الآن لم تتم هذه العملية فى مصر ونسبة نجاحها قد تصل بمقياس بقاء الإنسان على قيد الحياة أكثر من 5 سنوات فقط.

ويقول كلما زادت الأعراض زادت نسبة نقص الأكسجين فى الدم وكلما ازدادت الزرقة فى وجه وأطراف المريض كلما كانت هذه مؤشرات تدل على مدى صعوبة علاج هذه الحالة نتيجة الانتشار الواسع للتليف فى الرئتين.

ولذلك ننصح المريض بأنه عند الشعور بأعراض بسيطة مثل ضيق التنفس البسيط أو السعال المتكرر علية أن يسارع باستشارة الطبيب لأنه قد تكون هذه المؤشرات بداية حدوث تليف بالرئتين وكلما كان اكتشاف المرض مبكرا كلما كان العلاج أسهل والنتيجة مبشرة وتدعو للتفاؤل.



أكثر...