الزلزال قد يتجدد قوياً.. ماذا اعددنا؟ تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.

عادل عبد المهدي العراق ليس بمنأى عن الزلازل.. فلقد تعرض لها مرات عديدة. فعدا زلزال الجمعة الماضية حصل زلزال في (24/1/2013) شمال ذي قار بدرجة (4.2) درجة.. وتحمل ذاكرتنا اول تجربة شخصية.. في بغداد، نهاية الاربعينات، وعمري انذاك (6-7) سنوات.. فاضطررنا مع كثيرين يومها للخروج للشوارع هلعاً وخوفاً. تقع بؤرة الزلزال قبل يومين مسافة (17 كم) من “قصر شيرين” القريبة لخانقين.. وكان معتدلاً او قوياً قليلاً (5.4) بمقياس ريختر. وبهذا المعدل تترنح الاشجار وتسقط الاشياء.. اما بمعدل (5.5-6.1) فتتشقق الجدران.. ويكون مخرباً بمعدل (6.9) فتسقط بعض البيوت وتتشقق الارض.. وكارثياً بارتفاع المعدل.. ومدمراً بالكامل ببلوغه (12) درجة، فتهتز الارض وسط المجموعة الشمسية.. وتخرج “الارض اثقالها” (سورة الزلزلة)، ولعلها اشارة ليوم القيامة. اما عمق الزلزال (العامل الثاني لشدته) فكلما كان قريباً للارض ازدادت اضراره (عمق المتوسط 60-600 كم)… وزلزال الجمعة كان بعمق 10كم.. ولولا معدله المعتدل لحصلت اضرار كبيرة. ورغم ان الارض تتعرض لحوالي (50) زلزال يومياً.. لكن معظمها يمر دون الاحساس بها.. اما لضعف معدلاتها او لاعماقها السحيقة.. وتشير المراصد والاقمار وقوع (358214) زلزال للفترة (1963-1998). ويحصل الزلزال بسبب تحرك الصفائح الارضية، وتصادمها، فترسل موجات وحركات ارتداد تتأثر بها مناطق بعيدة. تشكل ايران وتركيا (وبعض المناطق الشرقية للعراق) مناطق لتلاقي الصفائح الارضية، لذلك كثرت فيهما الزلازل القوية والكارثية.. وهنا اهمية التعاون الاقليمي مع جارتينا، ومع الدول العربية والمراصد العالمية والاقمار الاصطناعية، والاكثار من مراكز الرصد والتحليل، لتحديد قوة الزلزال وتوقيتاته.. فقد يستغرق وصول الموجة (15-20) دقيقة، تقل وتزيد حسب الموقع وشدة الزلزال.. فيساعد باطلاق الانذار المبكر (بعض الدول تراقب انفعال الحيوانات)، لتقليل الخسائر خصوصاً البشرية، فلكل دقيقة ثمنها. ان تشجيع انماط محددة للعمارة.. والتوعية والتدريب والاسعافات والتوجيهات.. كالوقوف في مدخل الباب.. او تحت طاولة قوية.. وبعيداً عن النوافذ والزجاج عند التواجد داخل المبنى.. وعدم السير حافياً.. وقطع الكهرباء عن الادوات المنزلية، ومعالجة تسرب الغاز.. والاسراع بالابتعاد عن المباني والاشجار وخطوط الهاتف والكهرباء.. وبعيداً عن الانفاق والجسور في المركبات، والبقاء فيها.. وغيرها، لتقليل الخسائر وتوعية المواطنين. هي امور على جامعاتنا ومؤسساتنا الاستعداد لها، والا قد نقف -كما في الامطار وغيرها- عاجزين، لا نلومن الا انفسنا.  

الزلزال قد يتجدد قوياً.. ماذا اعددنا؟ تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.



أكثر...