السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فى 17/8/2006 كتبت بمنتدى التاريخ الاسلامى حلما بعنوان " مولاى الشعب استيقظ ! "
لم يكن شعرا ولا نثرا بل كان حلم دار بمخيلتى من جراء القهر الذى عانيناه طويلا من حكام الشعوب العربية تكون هذا الحلم من أفكار ومشاعر المواطنة التى ترى أن الظالمين قد تجاوزوا المدى ولكننى ظننت أنه حلم يقظة لن يتحقق صيغ على شكل حوار بين الحاكم والخادم واليكم النص :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتى اعضاء المنتدى ساروى لكم هذه القصة واتمنى ان تنال اعجابكم
فى يوم ما استيقظ حاكم عربى فسمع ضجيجا وهتافات فاستدعى خادمه وساله
ايها الخادم ما هذه الضجة التى انتم لها محدثون؟
فاجابه الخادم
مولاى الشعب بالخارج مجتمعون
استيقظوا واصبحوا عليك منقلبون
يقولون انك تنهب اموالهم وتلقى بهم فى السجون
وهم لتنحيك او لراسك يطلبون
وعلى اموالك وقصورك يريدون ان يتحفظون
فهم لك ولحاشيتك كارهون
ونصيحتى لك اهرب فانهم عازمون
على التخلص منك وممن لك يوالون

الحاكم
ايها الخادم انك لمجنون
فما معارضى الا اعداد قليلون
ااتركهم لعرشى يسلبون وعلى ينتصرون ؟
انهم واهمون.. اين الشرطة اين العسكريون؟
الذين هم بالقصر محيطون او لن يكونوا عنى مدافعون؟
اجمع لى الوزراء والمستشارون
وحثهم على الا يتاخرون

الخادم
لقد قبض عليهم وهم الان فى غيابات السجون
الا قليل منهم استطاعوا ان يفرون

الحاكم
مستحيل اين حاشيتى الذين كانوا يقولون
ان الشعب كله هم لى محبون؟
وان الاجنة فى بطون امهاتهم لى مؤيدون
اين حلفائى امريكا وبنى صهيون؟
لقد كانوا بدوام ملكى يعدون
فهل اصبحوا من عهودهم يتنصلون؟
الخادم
مولاى امريكا والغرب بالانقلاب مرحبون
وقالوا انهم كانوا ينصحونك وحاشيتك بالتخلى عن الحكم فترفضون

الحاكم
لم يعد امامى الا العلماء والمفتون
اتت بهم ودعهم يدخلون
علهم من ازمتى يخرجون

الخادم
سيدى ان العلماء افتوا يقولون
انك كنت لوطنك تخون
بتاييدك الصهاينة ضد العرب المقاومون
فاصبحوا لدمك مهدرون
الحاكم
اجلب القضاة علهم الى يستمعون
الخادم
انهم منك غاضبون
لانك لم تدعهم يستقلون
وما كان يؤيدك منهم الا قليلون
واكثرهم رافة بك يقترحون
محاكمتك وحاشيتك الفاسدون او ترككم ترحلون
شريطة انه عن الاموال تتنازلون

الحاكم
واين المطربون؟ الذين كانوا بامجادى يتغنون
اين الصحفيون الذين كانوا لى مساندون؟
الخادم
انهم جميعا ضدك الان يهتفون
ولاستبدادك وظلمك ينبذون

الحاكم
حسنا سارحل الى اروبا او حتى الجابون
ساطلب اللجوء ان كانوا بى يرضون
وساحمل وذريتى بعض ما كنا له مدخرون
فهو يكفى لعيشنا الى الابد مترفون
سارحل عن هذا الشعب الملعون
وسياتى اناس مثلى لهم يستغلون
ما داموا من سباتهم متاخرا يستيقظون

انتهى 17/8/2006

وسبحان الله ولله فى خلقه شئون مابين ليلة وضحاها سمعنا أن التلفزيون التونسى سيذيع نبأ عاجل وكانت المفاجأة لقد هرب بن على تاركا البلاد هوى نظامه فى شهر أمام اصرار أخواننا فى تونس وهنا رأيت حلمى وقد بدأ يتحقق وطرت فرحا لأننى وجدت الكثير مما عبرت عنه قد حدث مثل تجمع التوانسة فى الساحة الخضراء وهروب بن علىبالأموال ...الخ

ولكن رويدا هل يمكن أن يتحقق ذلك عندنا فى مصر ؟؟
للحظات طويلة ظننا انه من الصعب لأن الداخلية ومبارك وغالحاشية قبضتهم حديدية ان وقع أحد تحت ايديهم لن تأخذه رحمة ولا شفقة كما أننى فى كتب التاريخ قرأت أننا كأهل مصر يحكمنا من غلب ناهيكم عن نظرة الفراعنة للحاكم على أنه ابن الاله وتقديسه واعتبر ذاته غير قابلة للنقد مهما كان .
ورغم أنه منذ سنوات انتشرت على النت مقاهى تناقش السياسة وتتحدث عن الرئيس والذى كان خطا أحمر وحتى أننا سمعنا نكات عنه وعن رئيس الوزراء ورغم انتشار صحف المعارضة والمستقلة و نظرة الكتاب للأوضاع المأساوية التى كنا نعيشها وتنديدهم باتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء واختفاء الطبقة الوسطى ورغم الحديث عن التزوير البين للانتخابات التى نزلت يومها لانتخب وكالعادة لم ينجح مرشحى لأن الحزب الوطنى انزل لى مرشحا بالبراشوت لم أكن اعلم عنه شىء وقالوا أنه الناجح !!
المهم انه رغم كل هذه الأوضاع وتردى الخدمات و التعليم صمت الزمرة الحاكمة آذانها عن المجتمع وعاشوا فى جزيرة منصلة الحمد لله الشعب كله راضى ومبسوط وكيلو اللحم ب20 جنيه والسكر ب 2 و أولاد المدارس يقرأون ويكتبون جيدا ولا يوجد غش فى الامتحانات ...الخ كله تمام

وما ان جات الدعوة على الفيس بوك حتى تابعت على شاشات القنوات المستقلة ووجدت آلاف الشباب خرجوا والطامة الكبرى أن المطبلين للنظام قالوا هؤلاء لا يمثلون الا أنفسهم أين بقية 80 مليون ؟؟
حضرتك بتسأل علينا حاضر احنا جايين يوم الجمعة باذن الله .
وفعلا كان يوم 28 يناير " جمعة الغضب " كما اطلقوا عليها والتى تحولت فيها ثورة 25 يناير من ثورة شباب الفيس بوك الى ثوة شعبية شاملة شارك فيها كل فئات الشعب خرجوا من المساجد فى كثير من انحاء مصر .
وفى المساء كانت المفاجأة " القاهرة تحترق المحلات تسرق وكذلك البنوك ولا شرطى موجود ولا رجل مطافىء و كأننا عشنا فى وهم كبير بأننا دولة مؤسسات .

وأخيرا فى وقت متأخر خرج الرئيس السابق ليعلن اقالة الحكومة !!!
فى اليوم التالى عين نائب رئيس له للمرة الولى من 30 عام !!!

وكانوا قبلها قد فتحوا السجون وطلبوا من كل فرد أن يحمى نفسه وبيته وأهله هنا شعرت مثل كل المصريين بالخيانة العظمى من النظام ورموزه وتردد صوت بداخلى لابد أن يرحل هو من معه لا تكفى اقالة حكومة .

ثم خطاب 4/2 /2011 أعلن أنه لن يترشح لولاية أخرى ولا ابنه ويا سلام لما قال انه حارب من أجل مصر وانه سيموت على أرضها وانه يريد تسليم مصر لأيدى أمينة ..الخ هنا شعرت بالتراجع " معاك يا ريس الى أن تنتهى فترتك "
فى اليوم التالى موقعة الجمل 5/4/2011

وكثرت اسماء الجمع بداية من الغضب الى الرحيل الى الصمود

ومع ذلك كل يوم تزداد الاحتجاجات حتى اقتربنا من عصيان مدنى
أخيرا فى 11/2/2011 خرج علينا نائب الرئيس السيد / عمر سليمان ليعلن تخلى الرئيس عن الحكم . و لقد كان موقف الجيش الداعم للشعب سند قوى لنا بعد الله سبحانه وتعالى فجيش مصر خير أجناد الأرض كان عامل حاسم فى نجاح الثورة وحمايتها .

هنا اختلط المشاعر ولم اعرف حقيقة شعورى هل أنا فرحة ؟ قلقة ؟ حزينة ؟ متفائلة ؟ يائسة ؟؟لا أدرى
عندما تحقق الحلم الذى طالما تمنيته لم اعد أدرك حقيقة شعورى
وان كنت بعد عدة أيام استطعت أن اتبين مشاعرى حينما تابعت مشاعر الناس وفرحتهم فى كل القنوات و ايقنت أن حلمى تحقق ثانية .
كل من غنى للرئيس تبرأ منه وكل من صفق وطبل كان هو أول من عارض وأول من فجر الثورة !!!

الأيام تمر و البلاد تتأرجح بين فتن وحرائق ومعارك وانفلات أمنى ومخططات لجعل الشعب يترحم على أيام مبارك ! واخرى للوقيعة بين الجيش والشعب ثم المسلمين سلفية وصوفية وهدم أضرحة حتى نصل الى الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين تارة بهدم كنيسة وأخرى باحراق غيرها بدعوى وجود سيدة مسلمة بالداخل ومرة بنزول جماهير لأرض الملعب لضرب لاعبى الأفريقى التونسى وهنا اسجل خال اعتذارى للشعب التونسى .

أحداث تتلاحق قد تجعلنى تارة أقول " نحن الى أين " وأخرى تقول " نحو غد أفضل "

ولكننى على يقين أننى لن اترحم على مبارك ولا على أيامه مهما حدث لأننا حتما قد استيقظنا .
نسأل الله صلاح الحال .