"المزرعة السعيدة، أو كريمينال كيس، أو كاندى كراش".. مسميات قد مرت أمام كل من استخدم الـ"فيس بوك" ومواقع التواصل الاجتماعى بشكل عام، يتجاهلها البعض بضغطة زر واحدة، ومنهم من يدمنها ليقضى معها معظم الوقت معوضاً ما فاته من لعب فى طفولتها.

يؤكد أحمد عبد الكريم، موظف استقبال بأحد فنادق الغردقة: "أنا بحب أقضى وقت الراحة بتاعتى فى اللعب لأنها حاجة مسلية جداً، وبتعوضنى عن حاجات كتيرة، خصوصا أنى ما بقدرش أروح النادى علشان مفيش وقت، فبحاول أستغل الوقت القليل اللى باقى معايا فى أنى أضرب عصفورين بحجر.. أنى أكون على الفيس وبكلم أصحابى، وفى نفس الوقت ألعب وارفه عن نفسى شوية".

أما ربيع محمد، فليس من مدمنى ألعاب الفيس بوك كما يقول "أنا أصحابى مدمنين ألعاب ذى المزرعة وكاندى كراش"، إلا أن "ربيع" يرى أن هذه الألعاب إذا شغلت المستخدم عن الحد المطلوب فتعتبر مضيعة للوقت يجب التخلى عنها، مشيراً إلى أنه يلعب المزرعة السعيدة مستشفاً منها فكرة الصبر الذى تعلمه من المزرعة، حيث تحتاج المزرعة إلى وقت طويل حتى تنتج المحاصيل، وهو يحرص يومياً على تسجيل الدخول إلى المزرعة، حتى وإن لم يكن يرغب فى دخول الفيس بوك، لكى يحصل على الهدايا التى تقدمها.

أما محمد رمضان، دكتور التحاليل، فقال "أكتر لعبة بحبها هى المزرعة السعيدة، وبلعب معاها كاندى كراش وبلياردو، أنا بحب أجرب كل الألعاب الجديدة وأشوف مين من صحابى بيلعبها، زى ما حصل معايا فى آخر حاجة وهى لعبة كاندى كراش، لعبت فيها شوية وبعدين رجعت تانى للمزرعة"، مضيفاً أن من أهم ما يميز تلك الألعاب "بتقرب الواحد من الناس من خلال ابعتلى وابعتلك، دا غير أن ممكن اللاعب يستفاد من جو المزرعة مثلاً فى تعلم الصبر، واستخدام الوسائل المتاحة للتغلب على الظروف".

وفى الجانب النسائى كانت كريمان محمد، الطالبة، تؤكد أنها تحب لعبة كاندى كراش، وقد بدأت فى لعبها عقب ممارستها للعبة المزرعة السعيدة، وهو ما شاركتها فيه، رنيا حسن، وقالت إنها مدمنة ألعاب فيس بوك ولا تفتح حسابها إلا من أجل الألعاب.

وعن هذه الظاهرة يؤكد أحمد عبد الله، مدرس الطب النفسى بكلية الطب بجامعة الزقازيق، أن حرمان المصريين من ثقافة اللعب بشكل عام، هو السبب وراء إقبالهم على الألعاب الإلكترونية، خاصة أن الألعاب الإلكترونية تأتى كوسيلة بديلة عن الألعاب الاجتماعية العادية للكبار مثل الشطرنج والطاولة.



أكثر...