دورة جديدة تشهدها مصر من فعاليات بانوراما الفيلم الأوروبى، الذى تنظمه المنتجة ماريان خورى، رغم التحديات التى تواجهها فى ظل حالة عدم الاستقرار التام التى تشهدها مصر، لكن ماريان أكدت فى حوارها لـ"اليوم السابع"، أن ذلك الأمر معتاد منذ ثورة 25 يناير، وأنها وجدت اهتماما كبيرا من صناع الأفلام الأوروبية بالحضور إلى القاهرة.

كما تحدثت ماريان عن مدى تأثر "البانوراما" برفع اسم مصر من قائمة دعم الاتحاد الأوروبى على الصعيد السياسى عقب ثورة 30 يونيه، ولهذا توقفت شركة أفلام مصر العالمية التى تديرها عن إنتاج الأفلام السينمائية.

◄اختيار 3 سينمات لعروض المهرجان "البانوراما" أمر مشجع وخطوة جيدة، لكنه مازال قليلا، ألا تتفقين معى فى ذلك؟
فى الحقيقة أنا سعيدة جداً، لتخصيص 3 دور عرض سينمائى للبانوراما، فـالشركة بدأت فى عام 2004 بقاعة واحدة، ثم أصبحت قاعتين، ولأول مرة أصبح لدينا 3 قاعات لعرض أفلام البانوراما، لأننا حريصون على التوزيع الجغرافى، لمناطق مختلفة، خصوصا أنه فى ظل هذه الظروف أصبح التنقل أمرا صعباً والتحرك من مكان لمكان أصبح معقد جداً، لذا قررت الشركة اختيار "سينما بلازا" بمنطقة الشيخ زايد، ليستطيع سكان منطقة أكتوبر والمناطق المجاورة الذهاب لمشاهدة عروض البانوراما، ونتمنى توفير المزيد من القاعات فى السنوات المقبلة، ووجود 3 سينمات فقط ليس كافيا، لكنه مرض فى ظل الصعوبات الكبرى التى لا تقتصر على نقص الأموال فقط ولكن نقص الموارد البشرية أيضاً.

◄قسم الكلاسيكيات إضافة جديدة للبانورما، حدثينا عنها؟
فى الواقع قسم الكلاسيكيات بدأ العام الماضى، وتم تطويره هذا العام بشكل موسع من خلال عرض بعض الأفلام، وهى "القبيحة والجميلة" وفيلم "هيروشيما حبى"، والأفلام المطروحة فى البانوراما هى نسخة جديدة تم إعادة صياغتها بشكل معين، وبتقنيات فائقة الجودة، لأن هذه الأعمال تم إنتاجها فى الخمسينيات، الجديد أيضاً فى المهرجان وجود 5 أفلام مصرية قصيرة من مشروع "المرأة فى مصر الجديدة"، وتتناول قضايا المرأة لمناقشة مشاكلها ومعاناتها، وتم تصويرها تحت إشراف المخرج محمد خان.

كما يضم المهرجان قسما جديدا، اسمه "السينما والتعليم" كما يتم تنظيم مؤتمر تحت عنوان "السينما كأداة للتعليم"، وتمت دعوة 100 مدرس من مختلف مدارس القاهرة الكبرى للمشاركة فى الورشة التى يحاضر فيها "أندرو أرسكين"، وهو مدرب محترف متخصص فى المناهج البريطانية.

وأوضحت أن الفكرة هى إقامة المؤتمر لتدريب المدرسين على كيفية استخدام "السينما كوسيلة للتعليم" فى الحديث عن الآداب وعلم النفس والفلسفة.

◄لماذا تم اختيار الفيلم النرويجى "كون تيكى" ليعرض فى حفل الافتتاح؟
هذا العام يسلط المهرجان الضوء بشكل خاص على السينما الاسكندينافية، والفيلم النرويجى "كون تيكى" مأخوذ عن قصة حقيقية، وأعتقد أنه مثير ومشوق للغاية، وحاصل على جائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية فى مهرجان بألم سبرنجز السينمائى الدولى 2013، ورشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبى 2013، ورشح لجائزة الجولدن جلوب لأفضل فيلم أجنبى 2013.
كما أن الفيلم من إنتاج عام 2012، وإخراج "يواكيم رونينج"، "إسبن ساندبرج" وبطولة كل من "بال سفير هاجن"، أندرس باسمو كريستيانسن"، "توبياس سانتلمان"، "جوستاف سكارسجارد."

◄المهرجان يقام فى ظل ظروف غير مستقرة، فهل واجهت مشكلة فى دعوة الضيوف الأجانب؟
مبتسمة، نحن فى ظل هذه الظروف منذ 3 سنوات، ولكن الجميل أن ضيوفنا هم صناع الأفلام، لأنهم باختصار مهتمين بالتواجد فى مصر، ونحن نستعين بمخرجين الأفلام، وليس الممثلين الكبار لأنهم قلقون بعض الشىء، من ظروف البلد غير المستقرة، وفى العام قبل الماضى ذهب المخرج رومنج بير "إلى ميدان التحرير ليصنع فيلما عن ميدان التحرير".

◄فى رأيك لماذا لا تجد الأفلام الأوروبية رواجا فى مصر؟
الموضوع يحتاج إلى عدة خطوات، لذلك قررت شركة أفلام مصر العالمية التى أتشرف بإدارتها تنفيذ مشروع "زاوية" بقاعتى عرض، هما قاعة سينما "مترو"، وسينما "بلازا"، وسنعرض أفلاما عالمية أوروبية ومستقلة، وسوف نبدأ فى يناير المقبل، وسعر تذكرة الدخول سيكون أقل بكثير من السينما الأمريكية والمصرية، ليتعرف الجمهور على ألوان وأشكال مختلفة من السينما.

◄البانوراما تقام منذ عامين فى ظروف سياسية صعبة، فهل هذا يؤثر على حضور الجمهور؟
الجمهور عاشق للسينما، ودائما يسعى لمشاهدة السينما الجيدة والمتميزة، وهو دائما مهتم بالبحث عن المهرجانات والمراكز الثقافية لمتابعة كل ما هو جديد، لأن المشاهد لا يستطيع الجلوس فى المنزل كثيراً، لذلك يبحث عن السينما المختلفة، والسينما فى العالم كله دائما تكون أكثر تواجداً فى الأوقات الصعبة التى تمر بها البلاد، والشباب يسعى لتبادل الثقافات والمعلومات المختلفة، كما أن شركة أفلام مصر العالمية تسعى لما هو جديد وجذاب، ودائما نبحث عن الجمهور الذى كان مهتما بسينما من قبل تدهور الحالة "الصحية" للسينما والسينمائيين، ولدينا مجموعة من الأفلام الفرنسية والبريطانية ونوعية متميزية من الأفلام الاسكندينافية، وهى أفلام مشوقة جداً، وأدعو جميع المصريين إلى مشاهدتها.

◄لماذا توقفت شركة يوسف شاهين "أفلام مصر العالمية" عن الإنتاج السينمائى؟
لم تتراجع شركة يوسف شاهين عن الإنتاج، ولكنها توقفت فقط عن إنتاج الأعمال السينمائية، ومستمرون فى الإنتاج الدرامى، حيث أنتجت الشركة مسلسلين هما "دوران شبرا" و"ذات" وقد تم إنتاج الأخير بحس سينمائى عالى جداً، كما تم إنتاج فيلمين روائيين هما "ظلال" و"جارى الزمان".

◄بعد 30 يونيه تم رفع اسم مصر من على قائمة الدعم الأوروبى، فهل يؤثر ذلك على إنتاج الأفلام داخل الشركة وعلى البانوراما؟
لم تؤثر الأحداث مطلقاً على الاتفاق الذى عقد بين الشركة والاتحاد الأوروبى العام الماضى وهذا العام، لأنهم حريصون أكثر منا على إقامة المهرجان فى مصر، لنشر الثقافات المختلفة، لأن إقامة المهرجان مهم جداً لتبادل الثقافات.



أكثر...