"العجوزة البركة، مجلابة الخير، قدم السعد"، كل هذه الأسماء تطلق على مخلوق واحد، لا يحمل صفات جمالية ولا سمات جذابة، تجعل الناس تتهافت على تربيته، بقدر ما يحمل الخير والبركة كما يعتقدون الناس.

السلاحف أو سلاحف الخير كما يطلق عليها بعض كبار السن، حيث ربطوا وجودها فى المنزل بقدوم الخير له، وينقلون معتقدهم إلى الأجيال التى تليهم، حتى أصبح شبه يقينى لدى البعض.

السلاحف من أكثر حيوانات الزينة التى يقبل الناس على شرائها، هكذا بدأ محمود خيرى تاجر الطيور والحيوانات الأليفة حديثه لـ"اليوم السابع" قائلا، "على الرغم من شكل السلاحف غير المحبب، إلا أن ربنا سبحانه وتعالى خصهم بصفة نادرة وهى الراحة النفسية".

يتابع، "كثير من محبى تربية الحيوانات مثل الكلاب والقطط أو غيرها من الحيوانات، إلا أنه من الصعب وجود أى شخص لا يحب السلحفاة، ولهذا السلاحف من أكثر الحيوانات الذى يقبل عليها محبو حيوانات الزينة".

وتفسر الدكتورة تغريد صالح استشارى الطب النفسى، هذه الراحة التى يشعر بها الإنسان تجاه السلحفاة والتى كانت عاملا أساسيا فى ترسخ معتقد التفاؤل بها فى عقول الناس، "تعتبر فكرة التشاؤم والتفاؤل من ضمن مجموعة عقائد شب عليها الشعب المصرى دون أن ترجع لسبب محدد، أو حقائق واقعية".

إنما من الممكن أن تبنى على موقف غير مقصود حدث بالصدفة، يظل يضرب به المثل وتتوارثه الأجيال حتى يتحول معتقد تراثى أو ثقافة ننشأ عليها، ونفس القاعدة تطبق على التفاؤل أو التشاؤم بالحيوانات والتى منها السلحفاة، فمن الممكن أن يكون هناك موقف حسن حدث فى الماضى البعيد تصادف وقت حدوثه بتواجد السلحفاة، فحدث ربط بين وجود السلحفاة فى مكان وبين توافد الخير له.

تضيف، "كما أن هناك جانبا نفسيا أثر فى انتشار هذا المعتقد وهو هدوء السلحفاة وقلة طلباتها، حتى أنها أحيانا لا يشعر صاحبها بوجودها عدة أيام، مما يسقط حمل مسئوليتها من على عاتقه، ولأن الإنسان دائما يهرب من المسئولية بطبعه، لذلك نشأت العاطفة فى قلبه نتيجة التعامل المريح معها".



أكثر...