( اقدم مخطوطة حب في العالم )





ترجمة : نادية علي



تشبه أغنية سليمان في العهد القديم

عرضت في متحف إسطنبول لمخطوطات الشرق القديم


أقدم مخطوطة شعرية

تتحدث عن الحب يعود تاريخها لحـوالي أكثر من 4000 سنة .
تلك المخطوطة كتبت على رقيم صغير

ويعتقد أنها من أقدم مخطــوطات الحب التي تم العثور عليها إلى الآن .



هي عراقية





كان اللوح السومري القديم

قد اكتشف في أواخر عام 1880م في نيبور

وهي المنطقة التي تعرف الآن بالعراق

حيث بقيت المخطوطة قابعة في زاوية متواضعة من المتحف إلى أن تم إستحضارها وتسليط الاضواء عليها من قبل الشركة التي أسست للإحتفال بيـوم الحب.



كانت هذه القصيدة

موضوعة بين عدد من الوثائق السومرية الأخرى
مثل قرار حكم أصدرته محكمة في عام 2030 ق . م
ووثيقة تتضمن فسخ عقد
وأخرى لتثبيت الملكية
ووثائق تسجل واقعة قتل .
ولكن على الرغم من قدم أصل هذه المخطوطة
فقد بقيت من دون أن ينتبه إلى أهميتها أحد من زائري المتحف العراقي !!!!!؟
إلى أن خصصت الشركة لها المال اللازم
فإذا بها تصبح بؤرة الإهتمام
ويصبح لها ركنها الخاص بها في المعرض.

تخمن السائحة الكورية جوي نا كيونغ (27) عاما التي تفحصت قصيدة الحب المكتوبة على الطين

حيث تقول عنها :



(( لابد أن من كتبها

كان رجلاً يشعر باليأس

لأنه وقع في حب أميرة ثرية ))



و لكنها كانت على خطأ في تخمينها .

فاللوح في الواقع
يحوي أبياتا جريئة من الشعر
( الذي قد لا يخلو من مخاطرة )
تعترف فيها إحدى الكاهنات بحبها للملك .
ومن الممكن أيضاً
ان الكلمات في الواقع جزء من نص شعائري
أخذ عن حكاية خيالية
تتحدث عن الكاهنة والملك سو- سن .
الكاهنة تمثل إينانا آلهة الحب والخصب
بينما يمثل الملك دوميزي إله الرعاة ( أو الكهنة) عشية اجتماعهم وتوحدهم .

يقول السطر الاول من الكتابة المسمارية في المخطوطة :



(( حبيبي أيها العريس

حسناؤك الجميلة بين يديك ياحبيبي
لقد أسرتني
فدعني أقف مرتعشة أمامك
أيها العريس

قبل أن أحمل إلى مخدعي ))



ثم تتابع القصيدة طلب العروس من عريسها

أن يخبر أمه بنبأ الزواج وتقول :



(( حينها ستعطيك أمي أطعمة شهية

ويمنحك والدي الهدايا ))



لا يتقدم على تركيا أحد سوى الولايات المتحدة من حيث كثرة ما تحتفظ به من الوثائق السومرية .



وتعد ماوزز هلماي سيج ( 93 ) عاما

وهي إحدى المؤرخات المتقاعدات في المتحف
من بين المعدودين في تركيا
الذين يملكون قدرة قراءة النص
وهي تبدي انبهارها بالطريقة التي كان السومريون ينظرون بها إلى الحب ......
إذ تقول يعتقدون أن الحب والعاطفة وحدهما هما اللذان يمكن أن يحققا لهم الخصب .
وفي المجتمع السومري
القائم على الزراعة
كان الإعتقاد هو أن تبادل الحب بين الملك والكاهنة
هو الضمان لتحقق الخصب
والوفرة لمحاصيلهم ........

وأنه هو مصدر الخير الذي سيعم الجميع لسنة أخرى.



تقول السيدة سيج .....

أنها عملت مع البروفسور سامويل نوح كريمر
في عام 1951 م الذي تعرف على هذا الرقيم
من بين 74 ألف رقيم غيره !!!!

على مدى سنوات من الدراسة في متحف اسطنبول .



وقد ألقت ترجمة هذا اللوح الضوء على ما يطلق عليه



(( أغنية سليمان ))



في توراة العهد القديم ... على حد قول سيج

لان بعض الفقرات فيه مشابهة لما ورد في قصائد أخرى
كانت تنشد خلال مراسيم الزواج السومرية
وأعياد الخصوبة .....
فهذه المخطوطة من وجهة نظر السيدة سيج

تسد الثغرات بين النصوص الدينية لمختلف العهود



(( ولكن عصرنا الحاضر

الذي دأب على الإحتفال بعيد القديس فالنتاين

( عيد الحب)

لا يجد حرجاً بطبيعة الحال ...
في الجمع بين التجارة والحب.
لذلك قام بيس وهو تركي يملك مصنعاً للقمصان بتقديم الدعم لتلك الدراسة الأثرية .....
كما مول إقامة عرض خاص للمخطوطة الأثرية
وراح يروج لمبيعاته
بتقديم نسخ مقلدة .......

من قصيدة الحب تلك لزبائنه كهدايا ))



يقول الدكتور إسماعيل كراموت مدير المتحف :



(( نحن نحتاج إلى مثل هذا الدعم المالي ))


ولكنه يضيف بأنه كان يود لو أنه نعم بالإستقلال المالي مثلما هي عليه الحال في المتاحف الاوروبية.




تبتسم السيدة سيج وهي تضع الرقيم الصغير الذي يحمل نص القصيدة في راحة يدها وتقول :


بعد كل تلك السنين


لم يتغير إلا القليل في قضايا الحب

فلا تزال هنالك الغيرة
وقلة الوفاء كما كانت في زمن السومريين .
لكم تمنيت .....
لو أن كاتب هذه القصيدة
استطاع أن يرى

كم أصبح لوحه الطيني

مشهورا


أول قصيدة حب هي عراقية