قال الأستاذ ثامر العامري في حديثه عن قبيلة المسعود : " يؤكد المعمرون الذين التقيتهم بأن دخول هذه العشائر إلى العراق قبل أكثر من 350 سنة وفي زمن مشيخة عطيش بن شبرم الذي اختلف مع أشراف مكة وترك الجزيرة العربية متوجها إلى العراق ولحقته قوات الشريف ودارت معركة لا يزال يتذكرها أبناء عشيرة المسعود في منطقة يقال لها خان العطيش الذي لا تزال آثاره باقية في ناحية الحسينية التابعة لمحافظة كربلاء " ( موسوعة العشائر العراقية ج 1 ، ص 191 ــ 192 )


إنّ المحفوظ والمتواتر عند قبيلة المسعود أنّها كانت تقطن بلاد الحجاز ، وأنّها لم تغادر بلادها هناك إلاّ بعد خلاف مع الشريف حسن بن أبي نميّ ، الذي طلب منهم مغادرة الحجاز ، وهدّدهم بالمطاردة حيثما كانوا ، وهو ما تمّ بالفعل ، حيث يمّموا نحو بلاد نجد فالعراق ليستقرّوا في أنحاء كربلاء . وهذا ما ذكرته المصادر العراقية التي تحدّثت عن قبيلة المسعود وفيما يلي بعض هذه النصوص التي تشير إلى ذلك :

1ــ قال الأستاذ عبد عون الروضان في ذكر قبيلة المسعود : " نزحت من الجزيرة العربية قبل حوالي أربعة قرون في زمن شيخهم عطيش بن شبرم الذي اختلف مع أشراف مكّة فهاجر ميمّماً صوب العراق وقد تبعته قوّات الشريف ، ودارت بين الطرفين معركة في خان العطيش الذي ما تزال آثاره باقية في ناحية الحسينية ( محافظة كربلاء ) " ( موسوعة عشائر العراق ، ج 2 ، ص 376 )

2ــ وقال الأستاذ السيّد عبد الصاحب ناصر آل نصر الله : " قبيلة المسعود نزحت من أرضٍ يقال لها السروات الكائنة في تهامة ونجد من شبه الجزيرة العربية ، وبالذات من مساكن غزيّة العدنانية وذلك قبل أربعة قرون من الآن وتحديداً في سنة 1010 هــ 1601 م ، إثر خلاف نشب بينهم وبين أحد أشراف مكّة وهو الشريف حسن بن أبي نميّ " ( بيوتات كربلاء القديمة ، ص 544 )

3ــ وقال الأستاذ طه الديباج الحسيني في مقالة كتبها في مجلّة صدى كربلاء : " تاريخ النزوح : تذكر الروايات التاريخية أن نزوح آل مسعود كان قبل 400 سنة تقريبا من أرض الحجاز على إثر خلاف مع شرفاء مكة " أ . هــ وهو ما عليه شيوخ القبيلة وكبارها بأنّ قبيلة المسعود هاجرت من بلاد الحجاز ، ومن هؤلاء :

1ــ الشيخ صباح السمرمد الحاج هتيمي المسعودي شيخ قبيلة المسعود .

الشيخ صباح السمرمد شيخ قبيلة المسعود : قبيلة المسعود نزحت من اليمن واستقرّت في الحجاز - هنـــــــــــــــا المســــــــــــــــــــــــــــاعيد 2ــ الشيخ شهاب بن أحمد العلاوي المزعل المسعودي . الشيخ شهاب بن أحمد العلاوي المزعل المسعودي : هاجر المسعود من بلاد الحجاز على إثر خلافٍ مع شريف مكّة - هنـــــــــــــــا المســــــــــــــــــــــــــــاعيد قلت : يتّضح ممّا سبق بيانه : أنّ ديار قبيلة المسعود كانت في جنوبيّ الحجاز قرب مكّة المكرّمة ، ومن بين الديار التي كان يقطنونها منطقة جبال السراة ، وهي جبال بأعلى السراة تفصل تهامة غرباً عن بلاد نجد شرقاً ، وقد عرّب بها وبقبائلها ياقوت الحموي ( ت 626 هــ ) فقال : " قال الأصمعي الطود جبل مشرف على عرفة ينقاد إلى صنعاء ، يقال له السراة ، وإنما سمي بذلك لعلوّه ، وسراة كل شيء ظهره ، يقال سراة ثقيف ، ثم سراة فهم وعدوان ، ثم سراة الأزد ، وقال الأصمعي السراة الجبل الذي فيه طرف الطائف " ، وقال : " وفي كتاب الحازمي السراة الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة واليمن ، ولها سعة ، وهي باليمن أخص " ، وقال : " قال قوم الحجاز هو جبال تحجز بين تهامة ونجد يقال لأعلاها السراة كما يقال لظهر الدابة السراة وهو أحسن القول " ، وقال : " قال سعيد بن المسيب إن الله تعالى لما خلق الأرض مادت فضربها بهذا الجبل السراة وهو أعظم جبال العرب وأذكرها أقبل من ثغرة اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فسمته العرب حجازا لأنه حجز بين الغور وهو هابط وبين نجد وهو ظاهر " ، وقال : " قال الحسن بن علي بن أحمد بن يعقوب اليمني الهمداني أما جبل السراة الذي يصل ما بين أقصى اليمن والشام فإنه ليس بجبل واحد وإنما هي جبال متصلة على شق واحد من أقصى اليمن إلى الشام في عرض أربعة أيام في جميع طول السراة يزيد كسر يوم في بعض المواضع وقد ينقص مثله في بعضها فمبدأ هذه السراة من أرض اليمن أرض المعافر فحيق بني مجيد ثغر عدن وهو جبيل يحيط البحر به وهي تجمع مخلاف ديحان والجوة وجبأ وصبر وذخر ويزداد وغير ذلك حتى بلغ الشام فقطعته الأودية حتى بلغ إلى النخلة فكان منها حيض ويسوم وهما جبلان بنخلة ويسميان يسومين ثم طلعت منه الجبال بعد فكان منها الأبيض جبل العرج وقدس وآرة وهما جبلان لمزينة والأسود والأجرد أيضا جبلان لجهينة وحيض قد سماه عمر بن أبي ربيعة خيشا في قوله تركوا خيشا على أيمانهم ويسوما عن يسار المنجد " ، وقال : " قالوا والسروات ثلاث سراة بين تهامة ونجد أدناها الطائف وأقصاها قرب صنعاء ، والطائف من سراة بني ثقيف ، وهو أدنى السروات إلى مكة ، ومعدن البرم هو السراة الثانية ، وهو في بلاد عدوان ، والسراة الثالثة أرض عالية وجبال مشرفة على البحر من المغرب وعلى نجد من المشرق ، وسراة بني شبابة نسب إليها بعض الرواة ذكر في شبابة لأنه نسب الشبابي وبأسفل السروات أودية تصب إلى البحر منها الليث وقد ذكر وقنونا والحسبة وضنكان وعشم وبيش ومركوب ونعمان وهو أقربها إلى مكة ، وهو وادي عرفات ، وعليب من هذه الأودية " ، وقال : " قال أبو عمرو بن العلاء أفصح الناس أهل السروات ، وهي ثلاث ، وهي الجبال المطلة على تهامة مما يلي اليمن أولها هذيل ، وهي تلي السهل من تهامة ، ثم بجيلة ، وهي السراة الوسطى ، وقد شركتهم ثقيف في ناحية منها ، ثم سراة الأزد أزد شنوءة ، وهم بنو كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد " ( معجم البدان : رسم السراة ) قلت : وتفيدنا المعلومات المتوفّرة أن قبائل السراة القريبة من مكّة هي قبائل هذيل ثمّ ثقيف ولها سراة الطائف ، ثمّ تليهم جنوباً فهم وعدوان وشبابة فبجيلة ، ثمّ الأزد .

المصدر: الديار الأصلية لقبيلة المسعود - هنـــــــــــــــا المســــــــــــــــــــــــــــاعيد