يا أبانا
يا ابانا, بلدي اغنى بلاد الله من دون عناء
من له مثل بلادي فلينازعني على دفع المراء
فانا منذ ولدت , لا ارى غير سماء
افترش ارضي, تغطيني السماء
تطلع الشمس , تظللني السماء
تمطر الدنيا , وتحميني السماء
ارتكب كل المعاصي والخطايا
آملا, ان ستغفرها السماء
هل انا سيد قوم بلهاء؟
ام انا الابله, وحدي؟
يا ابانا
بين قوم خرساء؟!
*****
يا ابانا:
في بلادي يسكن الموتى قصورا
شادها الاجداد في عهد الإباء
ولها سقف وشباك وحائط
وبها بركة ماء
هم ثووا تحت ثراها
قبل ان يحصبهم عار الولاء
ركنوا كي يستريحوا
من هموم وشقاء وعناء
رفضوا الذل وتقبيل ايادي الغرباء
*****
يا ابانا
منع الكيل علينا
فلمن نكتال والناس توارت في العراء
ومتى نكتال مادامت عنابير الحوى تحوي الخواء
وبمن نوزن مادام صواع المُلك قد ضاع
وضاع المُلكَ
والوزان فيه الف داء
يا ابنا كثرت فينا الدماء
ولهذا استفحل المخصي فينا
وتبارى الادعياء
يوم كنا قبلة الدنيا
هوت نحو ربانا قاصرات الطرف بعد الحكماء
وتغنت مع عود الموصلي
قينات القصر
وامتارت فحول الشعراء
****
يا ابانا
بلدي احلى بلاد الله انقاها هواءْ
بلدي يحتار في وصف علاها الادباء
بلدي ضمت قبور الصالحين, الصادقين, الانبياء, الاتقياء
بلدي كانت زمانا يرتع الذئب بها بين الظباء
بلدي يرتادها العاشق, والعابد, والعائز والمثري
على حد سواء
يا ابانا
عبق البترول يضري انفنا يذكي شوانا
غيرنا يلتذ في نعمائه
ولأطفال بلادي
غيمة سوداء تعلونا سديما ودخانا
نحن شرطيون نحمي البئر والمصفى
ونُقري من غزانا
نحن اميون منفيون حتى في ربانا
نحن لا نعرف طعم الحب
لا ندري متى يأتي هوانا
نحن مٌلاٌك , ولكن الذي يجمع القمح
أتى من مشيغانا
نحن , من نحن؟
خريف اسقط الاوراق عمدا عن سوانا
نحن باركنا صقيع الارض كي ( يحمي) لظانا
نحن ابرقنا , لَمَعْنا,
نحن اومضنا , احترقنا
نحن اوقدنا لكي نهدي عدانا
نحن علقنا بباب العهر أعلاما وأسقطنا لوانا
يا أبانا
لبس الأمر عليهم
أم تُراهم أُلبسوا الرأي الهوانا
واحدٌ ينعق فجرا˝ ( فدرلوها ) يا صبانا
واحدٌ قام خطيبا˝ .. قاح سما˝ وهوانا
واحدٌ ألوى إلى الأرض جبينا
ليس فيه (غيرة) من مرتقانا
وَسَمَ الوشي على جبهته (عبدا˝ جبانا)
واحدٌ فرّ بأموال الثكالى نحو ( نانا )
يا أبانا...
كتب الأرباب فوق القصر هذا ملتقانا
غير أن الله يدري ما أرادوا ( مبتغانا )
نقشوا فوق الكراسي (هذه ملك أبينا)
نحتوا في الحائط الأيسر (هذي لأخينا)
والتي في الجانب الأيمن (ملك لبنينا)
والتي نمشي عليها
كالتي قامت ورانا
جنة تزخر حورا وبها الله حبانا
يا أبانا ...
مرة˝ قام حمارٌ واشتكانا
فأنتدبنا من يحامي عن ذرانا
صرخ القاضي بنا لمّا رآنا
قال ما الدعوى ...
وما الداعي
وعمّاذا اشتكانا
فانبرى شاهد زور من حمانا
شتم المدعو منه وهجانا
قال إن الناس لا ترحم بغلاا˝ او أتانا
سرقوا البرسيم منها والدنانا
دمغوها بالرذيلة بعد أن كانت (حَصانا)
نعتوها بالتغابي .. بعد إذ فاقت ذُكانا
قال قاضينا المطهم
بعد ما كان وكانا
يسجن الناس ويحرسهم أتانا
يا أبانا ...
بلدي دوحٌ من الأشجار ملتف العرائش
وبها سبع ملايين بلا مأوى وليسوا غرباء
أيها السائل عنّا !! ما دهانا ؟
ويك لا تسأل عنّا الدخلاء
نحن أبناء الرجيبة , وأبو روية , وشط ملاء
نحن الاصلاء
نحن أبناء الرِشيْدة
والتويهات
أبناء أم رواية النجباء
وإذا ما حلّ خطب
كانت (طويريج) أم الخطباء
يا أبانا ...
أَوَ تدري ما العزاء
ساسنا علج وقاد الرهط أبناء الحَذاء
ليتهم كانوا لصوصا˝ شرفاء
ليت أبناء الــــــــ...... ... يا أبانا