أعلنت المخرجة إنعام محمد على عن غضبها واستيائها الشديد من تجاهل مسلسل "طلعت حرب"، من قبل الجهات الحكومية المختصة، والمتخصصة فى إنتاج الدراما التليفزيونية والتى تشمل "قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامى وصوت القاهرة"، موضحة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المسلسل يتواجد منذ ما يقرب من 3 أعوام على أرفف قطاع الإنتاج، والذى تحمس بشدة وقتها لإنتاجه ثم تراجع بسبب الأيدى المرتعشة للقائمين على هذا الكيان العريق، وعدم قدرتهم على تدبير الأموال اللازمة التى تتيح لهم الشروع فى عمل ضخم مثل هذا، مؤكدة أن المسلسل لا يستحق منهم مثل هذا التجاهل، نظرا لأهمية القضايا الاقتصادية والسياسية التى يطرحها العمل، فضلا عن إيجاد الحلول المناسبة لها.

وأشارت المخرجة القديرة إلى أن الأزمة المالية الطاحنة التى يمر بها قطاع الإنتاج تم الاستسلام لها من قبل القائمين على هذا القطاع، ولم يسعوا لتدبير الميزانية المناسبة حتى يخرج عمل وطنى مثل هذا للنور، فهو يتناول السيرة الذاتية لرائد الاقتصاد المصرى طلعت حرب.

وأضافت إنعام محمد على: كان من الضرورى تقديم مثل هذا العمل حتى نظهر مدى عقلانية طلعت حرب وتفوقه بالاقتصاد المصرى، وتأسيسه لبنك مصر، ونجاحه فى إنشاء العديد من الشركات التجارية والصناعية والسينمائية، حيث كان رجل أعمال ليس له مثيل، ولابد من إظهار قدراته العبقرية للمجتمع المصرى والعربى، خاصة وأننا دائما فى الدراما المصرية نتناول الدور السلبى لرجال الأعمال ونظهرهم إما تجار مخدرات وسلاح أو مرتشين أو يكسبون أموالهم بطرق غير مشروعة، ولم نقدم نموذج واحد من رجال الأعمال العصامين حتى تتم الاستفادة من خبراتهم.

وأكدت المخرجة القديرة أنه بعد تعثر قطاع الإنتاج على مدار الـ3 أعوام الماضية، تم عرض الأمر على بنك مصر مؤخرا، وهو البنك الذى أسسه طلعت حرب، ولكن تخوف القائمون عليه بفروعه المختلفة من هذا الأمر أيضا، خاصة وأن المسلسل يتطلب ميزانية ضخمة، نظرا لأنه يعد من الأعمال التاريخية التى تضمن ديكورات كثيرة ومتعددة تناسب الفترة التى عاش فيها طلعت حرب، وهو ما يحتاج ميزانية تتخطى الـ25مليون جنيه، معربة عن أمنياتها فى أن يخرج هذا العمل للنور قريبا.

وأوضحت أنعام أنها تبحث حاليا عن البطل الذى سيجسد دور حرب فى حالة عدم تفرغ خالد صالح للعمل، لافتة إلى أنها تميل إلى وجه جديد حتى تستطيع أن تأخذه إلى تجسيد طلعت حرب بشكل حقيقى وليس مفتعلا، كما حدث فى كثير من أعمال السير الذاتية، مؤكدة أنها تبتعد عن النجوم فى الترشيحات لأنها لا تجد المناسب فيهم الذى يتشابه أداؤه مع حرب أو يتشابه معه فى شكله وبنيانه، وإن كان العيب فى عدم اختيار النجوم هو صعوبة التسويق للقنوات الفضائية.

وعن تفضيلها لاختيار وجه جديد لتجسيد السيرة الذاتية لمؤسس بنك مصر، قالت أنعام إنها تتفاءل بهذا وهو ما حدث مع صابرين عند تجسيدها لأم كلثوم، كانت وقتها من الوجوه الشابة واستطاعت أن تحقق نجاحا كبيرا بهذا العمل الذى فرق معها فى مسيرتها الفنية.

ومن جانبه، قال مؤلف العمل محمد السيد عيد إنه يقدم من خلال هذا المسلسل قصة حياة "حرب"، كنموذج لرجل الأعمال الذى يبنى المجتمع، فيستخدم رأس المال باعتباره وسيلة وليس غاية، فكان يبنى المشروعات التى تحتاجها الدولة بصرف النظر عن حجم الربح الذى يعود عليه، فالفيصل كان المصلحة العامة، فكان حرب فى عصره رائدا لاستقلال الاقتصاد، مثلما كان سعد زغلول رائدا للاستقلال السياسى.

وأكد الكاتب الكبير على أهمية تقديم عمل يتناول سيرة الزعيم الاقتصادى الراحل، حيث تمتلئ حياته بالتفاصيل المهمة التى تقدم رسائل مهمة وحلولا جذرية للاقتصاد المصرى الذى يشهد أسوأ عصوره، معربا عن أمنياته فى خروج هذا العمل للنور فى القريب العاجل، مشيرا إلى أنه قام بترشيح خالد صالح ليقوم بتجسيد قصة حياة طلعت حرب، مشيرا إلى أنه الأكفأ لتقديم قصة هذا العملاق.



أكثر...