الاستيطان يلتهم 42% من الضفة

الاستيطان يلتهم 42% من الضفة 1_1002583_1_34.jpg

الاستيطان تضاعف ثلاث مرات منذ اتفاق أوسلو عام 1993 (الجزيرة نت)


وديع عواودة-حيفا

كشفت منظمة حقوقية إسرائيلية النقاب عن التهام المستوطنات نحو 42% من أراضي الضفة الغربية المحتلة,
وقالت إن إسرائيل تعززه باستمرار حتى تضاعف ثلاث مرات منذ اتفاق أوسلو عام 1993, في حين كشفت مصادر صحفية أميركية عن تسهيلات أميركية للمتبرعين للمستوطنات.

وتوضح منظمة "بتسيلم" المتابعة لحقوق الإنسان الفلسطيني بالأراضي المحتلة، أن المشروع الاستيطاني "قام على الجريمة وسط انتهاك فظ لحقوق الإنسان الفلسطيني وللقانون الدولي وحتى لقوانين الاحتلال نفسه".

ويستند التقرير لخرائط ومعطيات رسمية مصدرها جيش الاحتلال و"مراقب الدولة"،
ويؤكد أن المستوطنات (121 مستوطنة و100 نقطة عشوائية يقطنها نصف مليون مستوطن) تقوم على 1% من مساحة الضفة الغربية
لكنها تسيطر على مناطق نفوذ في محيطها تبلغ 42% من الضفة.

ويكشف التقرير عن أكذوبة التمييز بين مفهوم "أرض خاصة" و"أرض عامة" تعتبر "أرض دولة",
ويفضح مبررات إسرائيل بالادعاء بأنها تبني المستوطنات على ما يعرف بـ"أراضي دولة" فقط لا على أراض فلسطينية خاصة.

ويتابع "بعد معاينة خرائط جوية ومراجعة معطيات الجيش عام 2009 يتبين أن 21% من المساحة التي تقوم عليها المستوطنات ذاتها سرقت من أصحابها الفلسطينيين والبقية (66%) أراضي دولة".

منع الدولة

وتؤكد المنظمة الإسرائيلية أن الاحتلال قام ببناء نظامين قضائيين بالأراضي المحتلة،
واحد للعرب وآخر لليهود، وأنه يدوس بمنهجية حقوق الفلسطينيين وبواسطة "جهاز قضاء".

كما تؤكد أن المستوطنات أقيمت بطريقة تحول دون التطور المدني للبلدات الفلسطينية,
في حين تمنع سيطرة الاحتلال على مصادر الماء تطور الزراعة الفلسطينية،
إضافة لتقييد حرية الحركة نتيجة حواجز عسكرية جاءت للدفاع عن أمن المستعمرين.

وطبقا للتقرير, فإن الامتداد السرطاني للمستوطنات داخل الضفة الغربية يقطع أوصالها ويحولها لمجموعة جزر بما يحول دون قيام دولة فلسطينية مستقلة ودائمة.

ويشير إلى أن الاحتلال ورغم التزامه المعلن بخارطة الطريق عام 2004
فقد زاد منذ تلك السنة وحتى 2010 عدد المستعمرين بـ28% فصار: 301200 مستعمر عدا القدس المحتلة، بدلا من 235263 مستعمرا.الاستيطان يلتهم 42% من الضفة top-page.gif

الاستيطان يلتهم 42% من الضفة 1_1002582_1_23.jpg
عمليات بناء مزيد من المستوطنات حظيت بتسهيلات أميركية وتبرعات (الجزيرة نت)


امتيازات كبيرة

ومنذ توقيع اتفاقات أوسلو تضاعف عدد المستوطنين في الضفة الغربية ثلاث مرات،
وهذا ما تستغله إسرائيل لتبرير النشاط الاستيطاني المحموم وكأنه جاء ليلبي احتياجات الزيادة الطبيعية متجاهلة هجرة الإسرائيليين للمستوطنات بدوافع سياسية أو اقتصادية.

ويفضح التقرير تشجيع إسرائيل الاستيطان باعتمادها أجهزة خاصة واعتبار المستوطنات منطقة تطوير ذات أفضلية أولى بما يمنحها امتيازات خاصة بالسكن والتعليم المجاني والمواصلات والزراعة والصناعة والنظام الضريبي.

وتطالب "بتسيلم" إسرائيل بتفكيك المستوطنات باعتبارها باطلة وغير قانونية مع المحافظة على حقوق المستوطنين كتعويضهم ماليا. وريثما يتم ذلك تقترح القيام بتجميد حقيقي للبناء فيها والتوقف عن سلب أراض جديدة ووقف الامتيازات للمستوطنين.


تسهيلات أمريكية

وترى المنظمة أن استمرار الاستيطان القائم على نظام تمييز "ينخر أعمدة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية ويزعزع مكانتها دوليا".

في المقابل, اتهم مجلس المستوطنات "بتسيلم" بالتشهير، وقال إنها "رأس الحربة في المجهود الرامي لنفي حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"،
لافتا إلى أن "منطقة نفوذ المستوطنات تمتد على 9% لا 42% من الضفة الغربية".

وقبيل لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأميركي باراك أوباما،
أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن الإدارة الأميركية تمنح تسهيلات ضريبية للمتبرعين للمستوطنات في الوقت الذي تحظر فيه تسهيلات مماثلة داخل إسرائيل.

وكشفت أن أميركيين تبرعوا بمائتي مليون دولار لها في العقد الأخير، منوهة إلى تسهيلات أخرى تقدم لمتبرعين آخرين تثير خلافا في الرأي في الشارع الأميركي كالتبرع لأسطول الحرية لكسر حصار غزة.الاستيطان يلتهم 42% من الضفة top-page.gif


المصدر:الجزيرة