يعتبر عام 2013 في العراق الأكثر دموية منذ عام 2008، وقد تكون حصيلة القتلى التي مازالت في ارتفاع مستمر، نذيرا لما يمكن أن يحدث في المستقبل. وكانت مستويات العنف قد انخفضت في العراق بعد انتهاء الحرب الأهلية عامي 2006 و2007، وذلك بفضل استراتيجية "الموجة" التي تبنتها القوات الأمريكية (عندما أمر الرئيس الأمريكي جورج بوش بإرسال 20 ألف جندي أمريكي الى العراق لضمان الأمن في بغداد ومحافظة الأنبار). لكن الجنود الأمريكيين غادروا الأراضي العراقية بحلول 18 ديسمبر/كانون الأول عام 2011، تاركين العراقيين ليتأقلموا مع حرب مستمرة منذ نحو 10 سنوات. وبعد فترة قصيرة، تبين أن خطوط الانقسام الطائفية والاثنية في المجتمع العراقي التي كادت تؤدي الى تفكك البلاد، لم تعالج، بل تم التستر عنها مؤقتا.

وبحلول أبريل/نيسان عام 2013 ازدادت حدة التوتر الطائفي من جديد، ليصبح هذا الشهر الأكثر دموية في البلاد منذ 5 سنوات. وإذا يعيش العراقيون يوما دون أن يسمعوا عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في تفجيرات سيارات مفخخة أمام مدارس ومساجد أو في أسواق مزدحمة، فهم يعتبرون هذا اليوم اسثتناء ولي قاعدة. ويموت المئات شهريا في مثل هذه الهجمات الوحشية. فيما يلي تقرير مختصر عن أعمال العنف التي وقعت في البلاد خلال السنة الماضية. وعلى الرغم من أنه لم تعد هناك توابيت مغطاة بأعلام أمريكية إلا أن الكاميرات تواصل تصويرها للأحداث، والعالم يشاهدها.