أكد وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، اليوم الأحد، أن جميع الأطراف التى ستشارك فى مؤتمر "جنيف-2"، لابد وأن تقبل بتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بكافة السلطات فى سوريا.

وأضاف فابيوس، – فى مقابلة مع قناة "أى تيليه"، وإذاعة "أوروب 1" – أن باريس بحثت هذا الأمر الأسبوع الماضى، مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، المخول بتوجيه الدعوات للمشاركة فى المؤتمر الدولى للسلام بشأن سوريا "جنيف-2" المقرر فى 22 يناير القادم.

وشدد رئيس الدبلوماسية الفرنسية، على أهمية أن يكون كافة المشاركين على قناعة بهدف المؤتمر، والمتمثل فى تشكيل حكومة انتقالية فى البلاد، وذلك وفقًا للنص الذى تم التوصل له فى مؤتمر "جنيف-1" الذى عقد فى شهر يونيو من العام الماضى 2012.

وأوضح، أن (الرئيس السورى) بشار الأسد، قال إنه سيرسل وفدًا (حكوميًا) إلى "جنيف-2"، مشيرا إلى أن لديه شكوكًا حول نجاح المباحثات القادمة "ولكن فرنسا ستبذل قصارى جهدها من أجل نجاح المؤتمر".

ودافع وزير الخارجية الفرنسى، عن موقف بلاده من الأزمة السورية، ولاسيما تهديدها بتوجيه ضربة عسكرية قبل عدة أشهر بعد استخدام الأسلحة الكيميائية فى سوريا، مذكرا أن الأزمة السورية بدأت بخروج عدد من المتظاهرين السلميين، ولكن نظام بشار الأسد واصل أعمال القمع، والعنف مما أسفر حتى الآن عن ما يقرب من 125 ألف قتيل، وأضاف أنه فى بادئ الأمر، لم يكن هناك تواجد إيرانى أو جماعات إرهابية، موضحًا أن باريس تريد "سوريا ديمقراطية تحترم كافة الطوائف".

وعن الرهائن من الصحفيين الفرنسيين المختطفين بسوريا، قال إن باريس تعمل بشكل يومى من أجل تحرير هؤلاء، رافضًا التطرق إلى تفاصيل تلك الجهود، وأكد أن هناك معلومات جديدة عن الرهائن الفرنسيين فى سوريا.

وفيما يتعلق بجمهورية إفريقيا الوسطى، أكد وزير الخارجية الفرنسى أن فرنسا لا تعلب دور "شرطى إفريقيا"، نافيا فى الوقت نفسه تعرض الطائرة الرئاسية الفرنسية لتهديد خلال الزيارة التى قام بها الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، فى منتصف الأسبوع الماضى إلى بانجى حيث رافقه وزير خارجيته.
وأضاف، أن فرنسا تعد، حتى الأن، الدولة الوحيدة القادرة على التدخل (عسكريا) وإرسال قوات بهذا العدد إلى هناك، فى إشارة إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث يصل قوام القوة الفرنسية المنتشرة فى البلاد إلى 1600 من الجنود.

وأشار رئيس الدبلوماسية الفرنسية، إلى أن بلاده تسعى وتشجع "تشكيل قوة مشتركة بين الدول الإفريقية للتدخل السريع"، معتبرا أن هذه القوة ستكون قادرة فى غضون عامين على التدخل لمواجهة الأزمات، كتلك التى تشهدها إفريقيا الوسطى.
وأكد، أن الجنود الفرنسيين المنتشرين فى إفريقيا الوسطى، يدركون جيدًا مهمتهم التى تقوم على ضرورة نزع السلاح بطريقة منصفة، أى من المليشيات المسلمة كما المسيحية، وأيضا إنقاذ السكان من أعمال العنف، وعلى الصعيد الإنسانى كذلك، حيث أن ما يقرب من نصف عدد السكان يتعرضون للمجاعة، وأخيرا الإعداد لعملية الانتقال السياسى الديمقراطى فى البلاد.
وأضاف فابيوس، أن جمهورية إفريقيا الوسطى، كانت ستشهد العديد من المجازر والمذابح فى حالة عدم التدخل العسكرى الفرنسى، مشددًا على أن فرنسا ليست بمفردها فى العملية الجارية، كما أنها تخطر بدعم المجتمع الدولى بأسره فى إطار القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولى فى هذا الصدد.
واعترف وزير الخارجية الفرنسى، بصعوبة المهمة العسكرية الفرنسية فى إفريقيا الوسطى "ولكنها أوكلت لنا من جانب مجلس الأمن، وأيضا الاتحاد الإفريقى"، مذكرًا بأن البلدان الإفريقية التى اجتمعت الأسبوع الماضى بباريس فى قمة "الإليزيه" وبحضور بان كى مون طالبت باريس بمواصلة عملياتها.
وشدد على أن فرنسا تحظى أيضا بدعم أوروبا، حيث تقدم عدد من الدول دعما لوجيستيا، معلنًا أنه سيطالب غدًا الاثنين، خلال اجتماع مجلس وزراء الشئون الخارجية الأوروبية ببروكسل المزيد من الدعم الأوروبى للعمليات.

وبالنسبة للوضع الحالى فى مالى، قال فابيوس إن مالى هى الآن فى مجملها "أمنة" وذلك بعد عام تقريبًا من التدخل العسكرى الفرنسى، الذى انطلق فى البلاد فى شهر يناير الماضى.
وذكر وزير الخارجية الفرنسى، أن مالى كانت (قبل العملية العسكرية الفرنسية) على وشك أن تصبح الدولة الإرهابية الأولى فى العالم، ولكنها الآن استعادت وحدة أراضيها واستقلالها.
وأشار، إلى أنه يوجد اليوم رئيس منتخب فى البلاد، كما تجرى الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية اليوم، واعتبارًا من غد سيكون هناك برلمان، وعندما تفعل فرنسا ذلك مع الأفارقة "فلا بد من رفع القبعة لها"، وأوضح فابيوس، أن الإرهاب "يمثل شرا لا يزال موجودا"، معتبرا أن ليبيا هى البلد المهددة بشكل أكبر اليوم من الخطر الإرهابى.
وشدد على أن "الإسلام الراديكالى" والإرهاب الإسلامى الذى يتم تمويله من خلال عدة مصادر، من بينها أموال المخدرات يعد المصدر الأساسى الذى يهدد الدول الأإفريقية، وأيضا فرنسا باعتبارها من دول الجوار، مشيرا إلى أن بلاده تتخذ كافة التدابير اللازمة لتفادى وقوع عمليات على أراضيها، وأعلن أن 19 من الجهاديين قتلوا خلال العمليات العسكرية الأخيرة التى شنها الجيش الفرنسى فى شمال مالى.
وعن حملة الاعتقالات التى جرت فى مالى منذ عشرة أيام، لعدد من المقاتلين الإسلاميين المقربين من الجزائرى مختار بلمختار، أجاب فابيوس بـ"الإيجاب" دون التطرق إلى المزيد من التفاصيل.
وفيما يتعلق بأوروبا، أعلن وزير الخارجية الفرنسى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستزور باريس مساء الأربعاء القادم، وسيتم بحث عدد من القضايا الأوروبية، ذات الاهتمام المشترك قبل انعقاد المجلس الأوروبى المقرر فى الفترة المقبلة.
وأشار فابيوس، إلى وجود نقاط توافق بين باريس، وبرلين، حيال عدد من الموضوعات الأوروبية، لاسيما الاقتصادية، والاجتماعية منها.
وبالنسبة للأزمة التى تشهدها أوكرانيا حاليا، أكد رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن بلاده تدعو سلطات كييف إلى عدم استخدام القوة، والعنف (ضد المتظاهرين)، مشددا على ضرورة أن تحدد أوكرانيا قراراتها بدون ضغط أو ابتزاز.



أكثر...