طالبت القيادة المشتركة للجيش السورى الحر وقوى الحراك الثورى الدول العربية بما فى ذلك الخليجية، بموقف واضح من النظام السورى، وقطع كافة أشكال وأنواع العلاقات معه وطرد كل من يمثله.

وأضافت القيادة المشتركة، فى بيان صحفى، وزعته إدارتها الإعلامية ومقرها باريس، أنها الممثل الشرعى للشعب السورى وثورته المجيدة تسجل عقب انتهاء القمة الخليجية الرابعة والثلاثين، والتى عقدت فى دولة الكويت "تسجل ملاحظاتها المصبوغة والمطبوعة بألوان الألم والمعاناة وبصراخ الشعب السورى العظيم الصابر الثائر..وتساءلت عن أسباب "استمرار الحالة المبهمة والمؤسفة فى الموقف العربى الخليجى تجاه مأساة الشعب السورى والاكتفاء بعبارات وبيانات الشجب والإدانة، فالشعب السورى درع العروبة وحصن الشرق والخليج العربى خرج بثورة للمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية".

وقال فهد المصرى، المتحدث الإعلامى للقيادة المشتركة، إن "ضعف الموقف العربى وعدم وضوح الرؤيا وغياب مشروع عربى سمح لمشاريع إقليمية ودولية بالتنافس على منطقتنا العربية وثرواتها". معتبرًا أن معركة الشعب السورى هى معركة بالنيابة عن كل العرب والمسلمين والشعب السورى يقف فى خط الدفاع الأول عن الأمن القومى العربى وبالنيابة عن كل الدول والشعوب العربية والإسلامية والخليجية منها على وجه الخصوص، فى مواجهة رياح السموم الصفراء القادمة من إيران، وهذا الخطر الإيرانى لن يتمكن الخليج من رده إن لم يقف وقفة رجل واحد مع الشعب السورى وخياره الوطنى.

وأكد المصرى على أن "سوريا ومصر هما درع وصمام أمن واستقرار الشرق الأوسط والشعوب العربية والخليج العربى ووحدة وسلامة أراضيه". مضيفًا أن الأمن القومى والوحدة الوطنية والترابية لسوريا وللدول العربية والخليجية فى أعلى وأقصى درجات الخطر لاسيما بعد الاتفاق الأمريكى ـ الإيرانى الذى سيكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة، وخاصة دول الخليج الصديقة للولايات المتحدة.

وذكر أن المشروع الإيرانى المستتر بغطاء ما سموه "مقاومة" انغمس بدماء الشعوب العربية وزعزعتها للأمن القومى لكل من سوريا والعراق ولبنان، ونستشعر برياح السموم القادمة على الخليج العربى مع تحريك إيران من جديد لملف الحوثيين فى اليمن وتحريك إيران لحزب "الله" (العراقى) وبعض الخلايا النائمة لزعزعة الأمن والاستقرار فى المملكة العربية السعودية والتحركات الإيرانية الجديدة الملحوظة فى القارة الأفريقية السمراء، مع بداية تحرر إيران من عزلتها الدولية والعقوبات الدولية المفروضة عليها منذ عقود.

وذكرت القيادة المشتركة للسورى الحر فى بيانها، أنها حذرت منذ عامين من "إن ترك الشعب السورى وحيدًا فإن السوريين سيضطرون لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وأن سوريا ستصبح ملاذا للإرهابيين والمتطرفين من العالمين العربى والإسلامى ومن شتى أصقاع العالم وتحقق ما كنا نخشاه بسبب الصمت والتخاذل العربى والإسلامى والنفاق الغربى".

وأضافت، أن انتشار الفوضى وعدم والاستقرار فى سوريا وظهور طبقة من أمراء وسماسرة الحرب وتغلغل العصابات الإجرامية والإرهابية والقوى الظلامية والتكفيرية، التى نجح بزراعة جلها النظام السورى وحليفه الإيرانى ونجح فى خلط الصورة وتشويه الثورة السورية المجيدة وجيشها الحر أمام الرأى العام، يعنى بالضرورة أن النار إن لم نسارع لإخمادها فإنها ستنتقل دون ريب إلى كل دول الجوار والمنطقة برمتها.

واعتبرت القيادة المشتركة للسورى الحر، أن "الخشية من انتصار الثورة السورية والتردد فى دعمها ومساندتها سمح لطهران وأدواتها بالتغلغل ومكنها من تفريغ كل أحقادها التاريخية والقومية والطائفية". منبهة أن إسقاط النظام السورى يعنى خسارة إيران لحليفها العربى الوحيد.

وتابعت "انتصار الثورة السورية يعنى تعزيز درع العروبة ونهاية نفوذ إيران فى سوريا ولبنان وفقدانها لنافذتها على المتوسط وتراجع ثم تلاشى نفوذها فى العراق وتلاشى خطر الخلايا الإيرانية النائمة فى دول الخليج العربى وعودة إيران إلى حدودها الحالية"، مذكرة بأن الشعب السورى "ثار ضد الظلم خذله الجميع وشحذ الخناجر لقتاله الجميع وممن أحسن إليهم وتحمل أكثر من ألف يوم فى مواجهة أعتى الأنظمة الأمنية وفى مواجهة خمسة جيوش وعشرات العصابات الإرهابية والإجرامية وكالت له قوى إقليمية ودولية المكائد والمصائد لوأد ثورته سينتصر لا محالة".

وأوضحت أن الشعب السورى لم يخرج "للمطالبة برغيف خبز أو لاستجداء معونة فالشعب السورى العظيم الذى تعرفونه جيدا ليس شعبًا من الأذلاء أو المتسولين، ولا يطالب بصدقة جارية". مضيفة أن للشعب السورى حقوقًا وواجبات ومسؤوليات من الدول العربية.

ورحبت باستضافة دولة الكويت لمؤتمر المانحين مطلع العام 2014، الذى يهدف توفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب السورى، متعهدة بدعم هذا المؤتمر بقوة، وطالبت بتشكيل صندوق دعم مالى خليجى عاجل تتناسب موازنته مع حجم المأساة السورية لتأمين احتياجات ومساعدة اللاجئين والنازحين السوريين بإشراف وإدارة لجنة خليجية رسمية تعمل على الأرض، لضمان وصول المساعدات لمستحقيها ونتكفل من طرفنا بتقديم كافة أشكال الحماية والتسهيلات اللازمة.

وأشارت إلى استضافة العاصمة السعودية الرياض مؤتمر دولى للمانحين، لإعادة إعمار سوريا "الرياض 1" المقرر فى بداية العام المقبل 2014، لإنشاء صندوق مالى لإعادة إعمار سوريا فى المرحلة الانتقالية، لتأمين عودة النازحين واللاجئين لبيوتهم التى دمرت وتأمين قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه الصالحة للشرب والطرقات. مؤكدة فى نفس الوقت الذى نؤكد فيه على حرصنا على العلاقات والمصالح الاستراتيجية المتبادلة مع الدول الخليجية العربية واستثماراتها فى سوريا.

وشددت القيادة المشتركة للسورى الحر بألا تتحول أراضى الدول العربية الخليجية محطات لتنقل أو إقامة قيادات النظام السياسية أو الأمنية أو العسكرية وبعض رجال الأعمال والشخصيات المدرجة على لوائح العقوبات الأوروبية والدولية.

كما أهابت بالدول العربية عدم منح حق اللجوء السياسى أو الإنسانى لأى شخصية أمنية أو عسكرية أو سياسية أو مدنية أياديها ملطخة بدماء السوريين. داعية إلى تشكيل خلية مشتركة بين الدول الأعضاء لمجلس التعاون الخليجى لمكافحة الإرهاب مهمتها تبادل ومتابعة المعلومات والتنسيق الأمنى مع وحدة مكافحة الإرهاب فى القيادة المشتركة للجبش السورى الحر وقوى الحراك الثورى، لاستعادة مواطنيهم (أحياء أو أموات) من الذين يقاتلون على الأراضى السورية.

ورحبت القيادة المشتركة للسورى الحر بموقف الدول العربية الخليجية طرد جواسيس وعملاء حزب الله (اللبناني) من على أراضيها"، وطالبت بأن تشمل عملية التطهير الوسائل الإعلامية التابعة لها وأن تشمل الداعمين الماليين من تيار الجنرال عون بعد افتضاح أمر مشاركته فى قتال الشعب السورى وبروز طلائع شبيحة مسلحين تابعين له على الأراضى السورية بالتنسيق مع حزب الله مقابل دعم الأخير والنظام السورى وإيران لوصول عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية.

ودعت البلدان العربية والخليجية إلى منح المواطنين السوريين الموجودين على أراضيها كافة التسهيلات اللازمة وتسوية أوضاع إقامتهم بشكل قانونى، ومنحهم حق العمل والاستشفاء والتعليم المجانى، وتمكينهم بكل الوسائل من استقدام أسرهم ولم شملها ريثما يتمكنوا من العودة إلى سوريا بعد التحرير والإعفاء من كافة الشروط المتعلقة بوجود كفيل، وفتح الباب لقبول اللاجئين السوريين الجدد كضيوف أعزاء مكرمين على أراضيهم وتقديم كافة أنواع وأشكال الدعم والمساعدة والرعاية واستثنائهم من الشروط المتعلقة بوجود جواز سفر أو تأشيرة. ومنح وثيقة سفر خاصة للمواطنين السوريين الموجودين على أراضى دول مجلس التعاون الخليجى ممن تقطعت بهم السبل فى تجديد جوازات سفرهم.

كما دعت القيادة المشتركة البلدان العربية الخليجية بتقديم المساعدة الطبية والمتخصصة والدواء المجانى والأغطية والملابس الشتوية والغذاء وحليب الأطفال للاجئين السوريين فى عرسال اللبنانية، والتى تضم حالى أكثر من 60 ألف لاجئ وكذلك المخيمات السبعة، التى يتواجد بها أكثر من 5000 لاجئ سورى فى بلغاريا وعلى رأسها المخيمات الثلاثة الموجودة على الحدود البلغارية التركية.

ونبهت أن المئات من المصابين والجرحى السوريين من اللاجئين الموجودين فى لبنان والأردن وتركيا، بحاجة لتغطية مصاريف العمليات الجراحية وتركيب الأطراف الصناعية والعلاج والرعاية الطبية، كما أن آلاف اللاجئين السوريين خارج المخيمات فى الأردن بحاجة للرعاية الطبية والدواء.



أكثر...