فنادق ومطاعم لبنان تستقبل الأعياد بلا حفلات.. وبدل ان يهربوا اليه هربوا منه ! تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.

بغداد ( المستقلة ).. للسنة الثانية على التوالي تغيب حفلات رأس السنة عن لبنان. وبعدما كانت «سويسرا الشرق»، بيروت، تستقطب السياح خصوصا الخليجيين منهم ليلة رأس السنة، حرم الفيتو المفروض على لبنان منذ عامين، عاصمته، من بريقها ومن لقبها هذا. زخر لبنان على مرّ السنين بروزنامة حفلات لأبرز نجوم الفن ليلة رأس السنة، حيث بات ملجأ الدول العربية كافة. وكانت هذه الليلة بمعدل سنة كاملة من النشاط الاقتصادي بالنسبة لأصحاب المؤسسات السياحية ومتعهدي الحفلات، حيث كانوا على دراية، بأنه حتى لو شهد العام ركودا اقتصاديا وخضات امنية ، فان موسم عيدي الميلاد ورأس السنة كفيل بأن يعوّضهم خسائر العام. لكنّ هذه المقولة لم تعد سارية المفعول منذ عامين، فخسارة القطاع السياحي باتت اكبر من ان تعوّضها ليلة رأس السنة او حتى موسم الاعياد بكامله! والدليل على ذلك ان بعض ارباب هذا القطاع لم يتحمّلوا انتظار الفرصة الأخيرة، لالتقاط النَفَس، بل اضطروا الى اعلان الافلاس والاقفال في نهاية موسم الصيف، الأضغف منذ اعوام. في ليلة رأس السنة 2011 – 2012، هرب اكبر عدد من النجوم العرب من بلادهم التي تشهد اضطرابات، لاحياء الحفلات في لبنان الذي كان يتمتّع حينها بآخر سنة نعيم اقتصادي له. انعكست الصورة اليوم، وبدل ان يهربوا اليه، هربوا منه. وغابت الاعلانات عن اية حفلات في لبنان ليلة رأس السنة، فالفنانون اللبنانيون لجأوا الى دول اخرى ابرزها الامارات العربية والاردن لاحياء الحفلات. وبينما بلغت نسبة الاشغال في فنادق الامارات الحدّ الاقصى خلال موسم عيدي الميلاد ورأس السنة الحالي، ما زالت فنادق لبنان تشهد تراجعا بنسب الاشغال رغم انخفاض اسعار الغرف، نتيجة غياب السياح الأجانب والخليجيين. وفي حال اتخذ احد الفنادق قرار احياء حفلة رأس السنة، فان اعتماده على المغتربين اللبنانيين، ليس مضمونا ايضا لأن معظمهم امتنع عن المجيء الى لبنان خلال موسم الاعياد، لأسباب عدة بينها اسعار تذاكر الطيران. في هذا الاطار، اكد نقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر ان حركة الحجوزات في الفنادق لا تشهد زخما لغاية اليوم، وحتى لو تحسّنت قليلا خلال الأعياد، فانها لن تصل الى المستويات التي عهدتها قبل عامين. وفيما اشار الى غياب الحفلات والسياح، قال انه في افضل الاحوال، قد تستقبل الفنادق بعض السوريين لاقامة تستمرّ يومين فقط، بينما كانت تمتدّ اقامة السياح سابقا، بين اسبوع و10 ايام. لافتا الى ان تقليص فترة الاقامة بنسبة 20 في المئة، اضافة الى انخفاض اسعار الغرف بنسبة 50 في المئة، ادّى الى تراجع ايرادات الفنادق بنسبة 90 في المئة. واوضح الاشقر ان المغترب اللبناني المقيم في اوروبا غائب هذا العام، فيما تراجعت نسبة المغتربين الوافدين من دول الخليج، وبالتالي لا يُتوقع ان تستقطب حفلات رأس السنة العدد الهائل التي كانت تحققه الاعوام السابقة. وفيما لفت الى ان الفنادق لا تقيم حفلات ليلة رأس السنة هذا العام، رجّح ان تستقبل الحفلات التي يقيمها بعض المؤسسات عددا خجولا لا يتعدى 600 شخص، مقارنة مع 1700 شخص سابقا. كما ان الفنانين غائبون عن لبنان هذا العام وليس هناك من اعلانات لحفلات ضخمة. وتوقع ان تبلغ نسبة الإشغال في فنادق لبنان في خلال ليلة رأس السنة، في أحسن الاحوال، 70 في المئة، وقد تصل في بعض الفنادق الى 100 في المئة ، وذلك في مناطق التزلج ، حيث تشترط الفنادق اقامة لمدة 3 ليالي خلال العيد. ولدى مقارنة فنادق لبنان بفنادق دبي، رأى الاشقر ان نسبة الاشغال في فنادق دبي تبلغ 92 في المئة على مدار السنة. اما ذروة نسبة الاشغال في فنادق لبنان تبلغ 69 في المئة، ووصلت مرة واحدة الى 76 في المئة، إلا ان الاضطرابات الامنية والسياسية منعت استمرار هذا النمو لبلوغ مستويات فنادق دبي. وأعطى مثالا عن السياح الذين خسرتهم الفنادق، قائلا ان حجوزات السعوديين في فنادق لبنان كانت تتم مسبقا بشكل سنوي، لفترة 4 ايام في الاسبوع. لكنهم اليوم غائبون عن لبنان بسبب المناخ القائم من خطف وتفجيرات وحرب وتهديدات. واشار الاشقر الى ان الحركة السياحية تتأثر بأي خبر، ولو معنوي، “فلدى اتمام الاتفاق الايراني الاميركي، تحسّنت الحركة خلال يومين، لتعود الى الشلل بعد تفجير السفارة الايرانية واتهام السعودية بذلك. وردا على سؤال، اكدالاشقر انه لا يمكن في ليلة واحدة (رأس السنة) تعويض خسائر العام، “حتى انها لا تعوّض خسائر اسبوع، ولو بلغت نسبة الاشغال 100 في المئة”. وقال انه كلما تفاءل اصحاب المؤسسات بالمستقبل القريب، تأتي الاشهر المقبلة اسوأ من السابقة، وتدفع بالفنادق الى الهاوية، “فكيف الحال اليوم مع اقتراب انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، وغياب الحكومة والمجلس النيابي؟” من جهة اخرى، وحول وجود اقفالات او افلاسات في الفنادق، اكد الاشقر انه من الصعب على صاحب العقار الافلاس لأن قيمة العقارات رغم الخسائر التي تتكبدها الفنادق تبقى اكبر بكثير وكفيلة بتحمّل خسائر اعوام. في المقابل، المتضرر الاكبر هي المؤسسات التي تستأجر العقار لانها تتكبّد اعباء الايجار ومصاريف التشغيل ورواتب الموظفين وغيرها.ولكن 90 في المئة من الفنادق في لبنان يملك اصحابها العقار، وبالتالي من الصعب عليها ان تعلن افلاسها، بل تلجأ في المقابل الى تقليص النفقات. بدوره، كشف نقيب المطاعم والمقاهي والملاهي بول عريس انه “للمرة الاولى في تاريخ لبنان تقام حفلة واحدة ضخمة فقط بمناسبة عيد رأس السنة”، وقال “هذا كافٍ لإعطاء صورة عن وضع المطاعم ومعاناتها”، مشددا على “التأثير الخليجي على مختلف اعمال القطاع السياحي”. واكد ان لا وجود للحفلات وبالتالي لا وجود للحجوزات، “والدليل على ذلك، غياب الاعلانات التي كانت تسوّق لليلة رأس السنة قبل شهر” . واشار عريس الى ان المطاعم تعتمد اليوم على الطلب الداخلي فقط، إلا ان الاخير ايضا في تراجع، لافتا الى ان طلبات الـ”delivery” انخفضت حتى بنسبة 35 في المئة بسبب تراجع قدرة المستهلك الشرائية. وقال ان المطاعم في لبنان في غالبية ايام الاسبوع خالية من الزبائن باستثناء تلك التي تقع في بعض مناطق بيروت.من جهة اخرى، اعترض عريس على الاسعار الخيالية التي بلغتها تذاكر الطيران الى لبنان، مشيرا الى انها حرمت المغتربين اللبنانيين من زيارة لبنان خلال الاعياد.وختم عريس قائلا: أعطونا الاستقرار الامني والسياسي وخذوا ما يدهش […]

فنادق ومطاعم لبنان تستقبل الأعياد بلا حفلات.. وبدل ان يهربوا اليه هربوا منه ! تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.



أكثر...