نفرض أنَ do.php?imgf=13872839
بقلم عبد الكريم الصافي
وأنا أقلب صفحات الفيس بوك هذا الصباح كعادتي يومياً قبل أن أكتب مايدور في خُلدي أستوقفني بوستر لأحد الأخوة الناشرين صورة جميع فيها الغالبية العظمى من رجال السياسة العراقية أن صح هذا الوصف عليهم وأن كان الكثير يعتبر كل من في العملية السياسية ليس له علاقة بالعمل السياسي لا من قريب ولا من بعيد الا أن الواقع يقول أن نوري المالكي والدكتور الجعفري وعمار الحكيم وقاسم الأعرجي والسنيد والنجيفي والبرزاني وأياد علاوي والزوبعي وبهاء الأعرجي وحيدر الملا وسامي العسكري ومها الدوري ودكتورة فلانة ودكتور فلان وشلاه وصولاغ والشمري والتميمي والكبيسي والعامري والدليمي والدوري والصافي والطلباني والبرزنچي وكل العناوين من ذكور وإناث المشتركة في العملية السياسية سواء في السلطين التشريعية منها أو التنفيذية جمعهم ووضع على صورهم علامة أكس ( X ) وكان يقصد الزميل الناشر أنهم في الإنتخابات القادمة سيكون جميعهم مصيرهم إلى مزبلة التاريخ وانهم سوف لن يفوزوا في الإنتخابات القادمة وأن الشعب العراق كشف حقيقة هؤلاء وقد خبرهم وخبر تجربتهم من خلال العشر سنوات الماضية التي لم يجد العراق فيها راحة تذكر وبالتالي ومن مبدء عدم جواز اللدغ مرتين من ذات الوجوه وبما ان اللدغ صار مرات ومرات فأن الشعب سيعي دوره الإنتخابي وسيفهم اللعبة والممارسة الديمقراطية حاله حال المواطن السويدي او الياباني أو الدنماركي او الفرنسي أو الأنجليزي أو الأمريكي أو حتى الموطن الإيراني الذي صار يتقن الممارسة الديمقراطية وبدأ يعرف كيف ينتخب قادته وممثليه في العملية السياسية وجدلا ً نقول أن المواطن العراقي في الإنتخابات القادمة سوف يعرف أن الذي يقدم له بطانية ومدفاءة في عز قيض الصيف أنما يستغل صوته الإنتخابي وسيعرف أن كارت شحن الموبايل أرخص بكثير من قيمة صوته ومستقبله ومستقبل أجياله ونفرض فرضاً وليس أمراً قاطعاً أن إنتخابات نيسان ( أبريل ) 2014 القادمة سيكون جميع أبناء الشعب العراقي على قدر كبير من الوعي والإدراك في المدينة والقضاء والناحية والقرية ويذهب المواطن ينتخب من هو فعلا ً يستحق الفوز حتى وأن كان منافسه الذي لا يستحق الفوز أبن جلدته سواء كان من قوميته أو دينه أو مذهبه أو حتى وأن كان أبن عمه أو شقيقه الا أنه يعتقد أن المرشح الآخر هو أهلٌ ليمنح له صوته فلن يتوانى عن أن يختاره دون الآخر طبعاً هذا التصور هو ضرب من الخيال بل أنه رومانسية مفرطة لأن الشعب لازالت الدوائر المخابراتية والسياسية والمال السياسي والجاه والسلطة تلعب بإرادته حيثما مخطط له وأن إرادة الشعب لم تضع في الحسبان أصلا ً وما الإنتخابات الا هي تحصيل حاصل لنتيجة محسومة مسبقاً حتى أن السادة القائمين عليها لم يضعوا في حساباتهم أن هذا الترفه الذي هم عليه الآن والذي ماكان أحدهم يحلم بثلثمائة دولار اليوم صار أحدهم باشا فلن يأتي على خلد أحدهم أن تأتي قوة جبارة لتخرجه من مغارة علي بابا والأربعين حرامي وليس صوت بائس يمكن أن يشترى ببطانية أو كارت شحن بخمس دولارات يتيمات أو حتى من دون ذلك مجرد أن تقنعه أن لم تنتخبني سيأتي البعثية والوهابية ليمنعونك من المشي لزيارة أبى عبد الله الحسين (ع) هذا بالنسبة للمرشح الشيعي والمرشح السني يقول لناخبه إذا لم تنتخبني سيحكمونك الروافض الصفوية وسوف يقوموا بسجن نسائكم وأغتصاب مساجد أهل السنة والجماعة وهكذا تعود نفس الوجوه من خلال التأجيج الطائفي القذر وسنعيش نفس الدوامة أربع سنوات قادمة وهكذا يابو زيد لا رحت ولا غزيت ولكن نقول لو فرضاً أن الشعب بكل أطيافه أدرك المسئولية التي تقع على عاتقه ورفض أن ينتخب أي من هذه الوجوه الفاعلة في العملية السياسية وقرر أن ينتخب وجوه أخرى لها برنامج إنتخابي تدعيه وأن هذه الوجوه عناوين محترمة في المجتمع والحياة العملية وبعد الفوز سيكون منها من في السلطة التشريعية ومنها من في السلطة التنفيذية وسوف يكونوا على المحك فهل نتوقع بان يكون القادمون الجدد ملائكة تمشي على الأرض أم أن السلطة ومغرياتها ستحول الجدد إلى نسخة أسوء من النسخة القديمة ويصبحوا أكثر لصوصية وفساداً وظلماً وأنحرافاً وأمة تلعن أختها ونعود نقول ياريت الصار ماجرَ وشين التعرفه أحسن من الزين الماتعرفه ونعود مرة أخرى نبصق بوجه القادة الجدد من شدة بغضنا لهم وعند ذاك يصير عض الأصابع لا قيمة له فقد تقطعت أناملنا من العض ندماً وأسفاً ( صد شوف الأبهامات حفرها نابي ) إذاً أين الخلل لا القديم صالح ولا الجديد يصلح ما الحل هل نستورد ساسة وقادة من أوربا أو كوريا أو حتى من الصومال أنا أعتقد الخلل ليس في الساسة ولا حتى في الشعب بل الخلل في يكمن في آليات العملية الديمقراطية التي يشوبها الخلل الكبير وهي الواجب مراجعتها وتصحيحها تصحيحاً يتناسب مع واقع المجتمع العراقي وعقلية الفرد العراقي وهذا لن يتحقق الا بتكاتف جهود العقول القانونية الجبارة في العراق مستعينين بالخبرات والتجارب للدول الأخرى عند ذاك سوف لن نحتاج لنقول : ( نفرض أنَ ).