الشاعر أحمد مطر

في عَهْدِ أَمانِ السُّرّاقْ
وَعَدالَةِ قَطْعِ الأرزاقْ
وَنَزاهَةِ سُوءِ الأخلاقْ
وَدِيانَةِ جَزِّ الأعناقْ..
تَتَخَبَّطُ أحرُفُ مَوْطِنِنا
دائِخَةً فَوقَ الأوراقْ.
تَتَشَكَّلُ في كُلِّ سيِاقْ
ألفاظاً لا تَحمِلُ إلاّ
مَعني الذلَّةِ والإرهاقْ:
(رِقٌّ، أَرَقٌ، قُرُّ، عَرَقٌ
عَقْرٌ، قَعْرٌ، قاعٌ، قارْ
قَرْعٌ، رَقْعٌ، قَرَعٌ، عارْ)..
وَبِزَحْمَةِ هذي الأَنساقْ
تُبدي الأحرُفُ مِن داخِلِها
نَسَقاً يُعلِنُ عَن قاتِلِها
مُختَصَراً في: (راعٍ عاقْ)!


##
يا شَعبي.. هُوَ هذا الرّاعي
مَن بَعْثَرَ أَحرُفَ مَوْطِنِنا
وَرماها فَوقَ الأطباقْ
كَلِماتٍ بِمَعانٍ شَتّي
لِحياة يأباها المَوتي
كَيْ تُشبِعَنا .. بالإملاقْ!
وَتُدَفِّئَنا .. بالإحراقْ!
وَتُرَوِّينا .. بالإغراقْ!
وَتُبَشِّرَنا كُلَّ صَباحٍ ..
بِدَوامِ نَجاحِ الإخفاقْ!


##
يا شَعبي .. سَنَظَلُّ حَياري
لا نَعرِفُ رأساً مِن ساقْ
وَسَنغدو في العِتْقِ أَساري
نَسبَحُ في دَمِنا المُهراقْ
وَسَنَبلُغُ قاعَ تَرَدِّينا
إن لَمْ نَطرَحْ بِأيادينا
حُكْمَ المُرتَزِقِ الأفّاقْ
وَنُجَمِّعْ أحرُفَ مَوطِنِنا
في مَعني كُلِّ مَعانينا
لِيَعودَ كَما كانَ ويَبقي ..
مُلتئِماً في لَفْظِ (عِراقْ)!