كشف مصدر دبلوماسى مصرى رفيع المستوى، اليوم الثلاثاء، أن جلسة مباحثات مغلقة سيعقدها ممثلو الدول المشاركة فى الاجتماع السنوى العاشر ﻟـ"مجموعة الثمانية للشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا bmena" (منتدى من أجل المستقبل) الذى يعقد أعماله فى القاهرة، للتوصل لصيغة مناسبة بخصوص موقف المنتدى من الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى، بعدما أبدت كل من الولايات المتحدة وكندا عدم رضاهما عمّا جاء بمسودة البيان الختامى التى سيعلن عنه مساء اليوم، ويتضمن إدانة الاستيطان الإسرائيلى.

وأضاف المصدر، "نواجه عقبة فى إصدار البيان الختامى تتعلق بعدم رضا الولايات المتحدة وكندا عما ورد فى مسودته، بشأن الموقف من الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، حيث ترى الدولتان أن ما ورد فى المسودة يمثل "انحيازا واضحا للجانب الفلسطينى".

وانطلقت أمس الاثنين فى القاهرة فعاليات الاجتماع السنوى العاشر لـ"مجموعة الثمانية للشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا"(منتدى من أجل المستقبل)، برئاسة مصر وبريطانيا، ومشاركة 30 دولة، فيما بقى مقعد تركيا شاغرا.

ويشارك فى المنتدى المعروف باسم "بمينا" (BMENA)، مسئولون لحكومات مجموعة دول الثمانى الكبرى (الولايات المتحدة، اليابان، ألمانيا، روسيا، إيطاليا، المملكة المتحدة، فرنسا، وكندا) جنباً إلى جنب مع ممثلين عن المجتمع المدنى والقطاع الخاص فى دول الشرق الأوسط، فيما ستركز قضايا المنتدى لهذا العام على التنمية الاقتصادية، وتمكين المرأة، وحرية التعبير.

وأشار الدبلوماسى إلى أن اوزرا زيا ممثلة الولايات المتحدة وﻣﺴﺎﻋﺪة وزﯾﺮ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ﻟﺸﺆون اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ وﺣﻘﻮق الإﻧﺴﺎن واﻟﻌﻤﻞ، أوضحت لعدد من ممثلى الحكومات الإقليمية المشاركة فى الاجتماع لأن الصيغة التى وضعت بها مسودة البيان "يحرج" وزير الخارجية جون كيرى ولاسيما فى ظل جهوده الجارية لدفع مفاوضات السلام.

من جانب آخر، أكد المصدر أن الجانب المصرى مُصر على ما ورد فى المسودة ومعه غالبية ممثلى الحكومات الإقليمية المشاركة فى الاجتماع، الأمر الذى من المقرر أن يتم نقاشه مع الدولتين المعترضتين على نطاق واسع فى الجلسة المغلقة التى ستعقد عصر اليوم فى محاولة للتوصل لـ"صيغة مناسبة ترضى جميع الأطراف"، على حد قوله.

وكان السفير "حمدى سند لوزا"، نائب وزير الخارجية رئيس وفد مصر فى الاجتماعات، قد أكد فى افتتاح الاجتماع الوزارى الذى عقد صباح اليوم اليوم، دعم بلاده لاستئناف المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية، وترحيبها بالجهود الدولية فى هذا الصدد، مشيراً فى الوقت نفسه لـ"القلق العميق" إزاء استمرار إسرائيل فى "التسويف"، فى وقت يستمر فيه الاستيطان واقتطاع الأرض وامتهان كرامة الفلسطينيين حتى بات الأمل فى إمكانية تحقيق حل الدولتين "يتلاشى".

وبحسب ما رشح، فإن مسودة اﻟﺒﯿﺎن اﻟﺨﺘﺎﻣﻲ تتضمن إداﻧﺔ المشاركين للتوسع الإسرائيلى اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﺎت ﻋﻠﻰ اﻷراﺿى اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﺑﻤا ﻓى ذﻟﻚ اﻟﻘﺪس اﻟﺸﺮﻗﯿﺔ.

ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻤّﻦ الإﻋﺮاب ﻋﻦ ﺑﺎﻟﻎ اﻟﻘﻠﻖ ﺗﺠﺎﻩ أى أعمال ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗقوﯾﺾ اﻟﻮضع اﻟﺮاﻫﻦ ﻟﻸﻣﺎﻛﻦ اﻟﻤﻘﺪسة، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓى اﻟﻘﺪس، واﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻮﻗﻒ اﻟﻔﻮرى ﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌﻨﻒ ﺗﺠﺎﻩ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿنى.

وتشمل اﻟمسودة أﯾﻀﺎ إﻋﺎدة اﻟﺘﺄﻛﯿﺪ على دﻋﻢ اﻟﺠﻬﻮد ﻟﻠﻮﺻوﻞ ﻟﻠﺴﻼم اﻟﺸﺎﻣﻞ واﻟﻌﺎدل ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت المبنية على مرجعية حل الدولتين.

وتعد مبادرة مجموعة الثمانى للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حواراً سنوياً يجرى منذ عام 2004 بين حكومات وممثلى المجتمع المدنى لكل من مجموعة الثمانى ودول وأقاليم الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا.

وتهدف هذه المبادرة التى تتولى مصر والملكة المتحدة رئاستها لهذا العام، إلى تحسين نوعية الشراكة بين المجتمع المدنى والحكومات، وتشكل الوسيلة الرئيسية التى تمكن مجموعة الثمانى وحكومات المنطقة من العمل معا مع المجتمع المدنى، من أجل مناقشة عملية الإصلاح فى دول منطقة المبادرة.



أكثر...