ملامحها الشقراء تجعلك للوهلة الأولى تعتقد أنها تتحدث بلغة أجنبية، ولكن عندما تقترب منها ستجد أنها "بنت بلد" وتتحدث اللغة العربية "لبلب" ولا تفرق عن أى سيدة مصرية.. "جينا".. ابنة الفنان الضاحك الباكى نجيب الريحانى، من زوجته الألمانية "لوسى دى فرناى" ظلت تحفظ ذكرى والدها وتسعى دائماً وراء حفظ تاريخه.

"اليوم السابع" التقى جينا، التى تعيش بالإسكندرية حالياً، أثناء زيارتها للقاهرة، لتخليد ذكرى أباها والاتفاق على بناء مسرح خاص لوالدها فى مدرسته القديمة بباب الشعرية.

أمسكت ببعض الصور القديمة التى تذكرها به، فهى كل ما تبقى لها منه، صورها معه وهى صغيرة وصوره مع والدتها وصور له فى أفلامه القديمة.. جينا قالت، إنها تأتى دائماً للقاهرة فى محاولة منها لحفظ تاريخ والدها، وأحدث ما قامت به لهذا الهدف هو قاعة مسرح بمدرسة الخرنفش التى كان يدرس بها الريحانى، تخليداً لذكراه، وستطلق عليها اسم "قاعة نجيب الريحانى"، وذلك بالاتفاق بينها وبين إدارة المدرسة، حيث يتم افتتاحها الأسبوع القادم.

أضافت جينا "فى مرة زرت شارع نجيب الريحانى بوسط البلد ووجدت أنه لا يوجد به أى لافتات تعبر عن اسم الشارع، فقمت على الفور بتكليف خطاط بعمل لافتات بعنوان الشارع ووضعتها بنفسى فى أماكن متفرقة".

وأضافت أنها قامت بالمشاركة فى فيلم وثائقى اسمه "نجيب فى 60 ألف سلامة" وأخرجه محمد كامل القليوبى ولكن الفيلم لم يعرض بعد، مطالبة القنوات الفضائية بشراء الفيلم وعرضه.

وطالبت جينا وزارة الثقافة بتحويل الفيلا الخاصة بنجيب الريحانى فى حدائق القبة إلى متحف باسم "بيت مسرح نجيب الريحانى" ويزوره الناس، أو حتى عمل تمثال له فى أحد الميادين، أو تخصيص جائزة لأحسن مسرحية كوميدية باسمه بشكل سنوى، فهو من أبرز الشخصيات الفنية التى صنعت تاريخ السينما.

وتحكى جينا ذكرياتها مع والدها وتقول "أبى تزوج من والدتى الألمانية لوسى دى فرناى، التى كانت تعمل فى إحدى الفرق الراقصة، فى عام 1919، ولكنه أخفى الأمر، لأنه كان متزوج حينها من زوجته الأولى بديعة مصابنى، وكانت والدتى تعيش معه فى القاهرة لمدة 3 سنوات ثم غادرت إلى فرنسا وانفصلت عنه وعادت إليه مرة أخرى وأنجبنى منها فى عام 1937".

"كان بالنسبة لى كل حاجة عشان ماما كانت شديدة عليا، كان بيجيلنا فى الصيف كل سنة مرة، وكان حنين ويتناقش معايا وبيحكيلى قصص أطفال باللغة الفرنسية قبل النوم".. بهذه الكلمات سرح خيالها لتتذكر والدها.

وتذكرت موقفاً له حينما ذهبت له فى المسرح بالقاهرة وقامت وهى صغيرة بتلوين رأس والدها بالقلم الرصاص بعد أن سبب له الطربوش فراغاً فى رأسه، ولكنه تركها تلعب، بالرغم من أنه كان على وشك دخول المسرح.

وعن قصة اسم "حمام" التى قام بتمثيلها الريحانى فى فيلم غزل البنات.. قالت "كان هناك رجل فى الحقيقة يدعى "حمام" صانع الإكسسوارات الخاصة بالمسرح وسائق، وطلب منه نجيب الريحانى أن يستعير اسمه فى فيلم "غزل البنات".

مواقف طريفة تتذكرها جينا فى الفترة التى كان والدها الريحانى يأتى لهم فيها، قالت جينا "وأنا عندى 9 سنين كان بابا معانا فى البحر فى نيس بفرنسا، وأنا نزلت الميه وكنت هغرق وعمل كل ما فى وسعه لإنقاذى من الغرق بالرغم من أنه مبيعرفش يعوم".

وعن وفاة الريحانى قالت جينا "والدى مات فى الستين من عمره، وكان معاه فلوس، بس هو صرف فلوس كتير على الفيلا بتاعته و5 فدادين أرض، وكان يعطى فلوس للغلابة دائماً وكان كل يوم يقوم بإفطار الفرقة المسرحية كلها على حسابه الخاص".

وتبحث جينا حالياً عن تراث والدها الضائع، فهناك أكثر من 80 مسرحية قام بتمثيلها، ولا يوجد لها أى أثر حالياً، مطالبة وزارة الثقافة والتلفزيون وشركات الإنتاج بالبحث عن هذا التراث الضائع معها وعرضه للجمهور.

وعن جمعية محبى الريحانى، قالت إنها جمعية أسستها فى الإسكندرية ولكنها لم تشهر ويقومون فيها بعمل احتفاليات وندوات لمناقشة تاريخ الريحانى باستمرار.

ابنة "الريحانى" تخلد ذكراه ببناء مسرح فى مدرسته القديمة بباب الشعرية 1.jpg

ابنة "الريحانى" تخلد ذكراه ببناء مسرح فى مدرسته القديمة بباب الشعرية 2.jpg

ابنة "الريحانى" تخلد ذكراه ببناء مسرح فى مدرسته القديمة بباب الشعرية 3.jpg

ابنة "الريحانى" تخلد ذكراه ببناء مسرح فى مدرسته القديمة بباب الشعرية 4.jpg

ابنة "الريحانى" تخلد ذكراه ببناء مسرح فى مدرسته القديمة بباب الشعرية 5.jpg

ابنة "الريحانى" تخلد ذكراه ببناء مسرح فى مدرسته القديمة بباب الشعرية 6.jpg

ابنة "الريحانى" تخلد ذكراه ببناء مسرح فى مدرسته القديمة بباب الشعرية 7.jpg





أكثر...